تلفزيون الدولة وقع في فخ «حرزان»: نقل مباشر يطيح بحياده

المرشح اللبناني الذي لا يملك "التمويل" ضحية الإعلام اللبناني.

لا تكافؤ في الظهور الإعلامي لمرشحي الانتخابات النيابية في لبنان، وعلى مبدأ “لائحة بسمنة” و “لائحة بزيت”، يفتح الهواء “على مصراعيه” للمرشح الذي يملك المال أو الإرث السياسي، ويحجبه على أولئك الذي لا يحملون في جيوبهم إلا الإرادة والسعي إلى التغيير.

في مشهد جامع توحدت اليوم القنوات اللبنانية على تباينها السياسي، لبث إعلان لائحة “لبنان حرزان”، من الـlbci إلى الجديد وصولاً إلى الـnbn والـotv فتلفزيون لبنان.
البث الحي الذي لم تحظَ به أيّ من اللوائح المستقلة المعارضة من الشمال إلى الجنوب، استأثرته لائحة يديرها متموّل لديه في المصارف ما يشبع “جوع” القنوات للمال الانتخابي!

إقرأ أيضاً: الانتخابات النيابية في لبنان: الدويلة ليست قدراً

وفيما لا عتب على القنوات ذات الاتجاه السياسي أو التجاري، وعلى رؤساء مجالس الإدارة الذين يبحثون في هذا الموسم عن “الفلس” و “القرش”، يبقى العتب على “شاشة لبنان”، “شاشة الدولة” التي سقطت في فخ “حرزان”.

فهذه الشاشة الرسمية التي لم تبث مباشرة لخدمة أي من اللوائح المستقلة (التي لا تملك المال الانتخابي)، ها هي اليوم تنقل وبشكل مباشر لائحة “مدفوعة الثمن”.

هذا التهافت الإعلامي حول المرشح “الثمين”، واللائحة “السلطوية”، حوّل العملية الانتخابية في لبنان إلى بازار، فالبرامج السياسية على مختلف القنوات تحوّلت إلى “دعائية”، يغيب البرنامج الانتخابي فيها لصالح “التلميع”، وابن الزعيم زعيم، وطبعاً لكل شيء ثمنه وصولاً لرجال الأعمال ولأصحاب الشركات ولأي مرشح لديه من الدولارات ما يغري فيه المناخ الإعلامي اللبناني.

إقرأ أيضاً: الانفاق الانتخابي.. هل يفلت منه الاعلامي المرشّح؟

إلى ذلك، لدينا قنوات الزعماء، التي لا عبء لها إلاّ الدلالة على إنجازات “وهمية”، فيما هناك 17 وجهاً إعلامياً دخلوا المعترك الانتخابي، مع الاستفادة طبعاً من برامجهم التي تبث على الشاشات ومن علاقاتهم التي تسمح لهم بالظهور الدائم وبالقول للناخب “صوّتوا لي”.

بالمقابل يظّل الأمل هو ما يملكه (المرشح – المواطن)، فصوته ليس عالياً طالما لا يدفع، وبرنامجه الانتخابي ما كان ليصل لولا مواقع التواصل الاجتماعي التي تتحدّى الى حد ما “أحادية الإعلام اللبناني”.

السابق
معبد باخوس منبر لترشيحات حزب الله الانتخابية… فهل أصبح شفيع المقاومة؟!
التالي
الشيخ أحمد عاصي: في ٦ آيار سيعلن العلويون انتهاء عصر «البلوك» العلوي