لائحة «كلنا بيروت»: تمويلنا ذاتي…وهناك من حاول رشوتنا للانسحاب

8 لوائح تتنافس في دائرة بيروت الثانية، 6 لوائح تغييرية، في مواجهة لائحتي السلطة...فكيف ستجري العملية الانتخابية؟

في لقاء عقد في نادي الـ”سبورتينغ” في محلة رأس بيروت، وبحضور حشد من أبناء المدينة والوجوه الفاعلة فيها، أعلنت لائحة “كلنا بيروت” حملتها الانتخابية، كاشفة عن لائحة غير مكتملة تضم سبعة مرشحين.

مرشحو لائحة “كلنا بيروت” (نهاد ضومط، حسن فيصل سنو، زينة مجدلاني، ناجي قديح، مروان الطيبي، نادين عيتاني وإبراهيم منيمة)، هم وجوه مدنية، ومن أصحاب الاختصاص لا من ورثة الخلفيات السياسية، اجتمعوا واجتمعت معهم قطاعات الصحة والزراعة والصناعة والإدارة والبيئة والتنظيم المدني والتنمية البشرية، في مشروع انتخابي واحد هدفه “التغيير”.

هذه اللائحة التي أعلن عنها يوم الأحد، والتي بدأ الترويج لها في نهاية الأسبوع الماضي، تمّ العمل عليها بهدوء بعيداً عن الضجيج والبازار الانتخابية، لكونها تجربة لا تحمل أي نوع من المساومات على المبادئ، بحسب ما يؤكد المهندس ابراهيم منيمة، وهو أحد مرشحيها.

يلفت منيمة لـ”جنوبية” إلى أنّ هناك انفتاح على جميع الأطراف المستقلة بهدف إكمال اللائحة، معلقاً “هدفنا توحيد الصفوف قدر المستطاع، ولا يكون ذلك إلا بناء على المبادئ التي تتسم بها حملتنا”.

يسرد المرشح في دائرة بيروت الثانية، المبادئ التي تبدأ من فرض تطبيق الدستور كاملاً، من دون أيّ انتقاص، على أن يترجم هذا الأمر من خلال عدة محاور، منها الحرية، المساواة، والعدالة الاجتماعية وسيادة الدولة.

ابراهيم منيمة مرشح على لائحة كلنا بيروت

معتبراً أنّ تعدد اللوائح في هذه الدائرة هو دليل صحة، إذ “هناك ديمقراطية وتنوع في الأفكار، وهذا الأمر يطرح أمام الناخب العديد من الخيارات، وبالتالي هذا جزء من العملية الانتخابية التي من أهم محطاتها الحديث في السياسة، إضافة إلى البعد التوعوي الذي نعرف الناس من خلاله على أفكارنا”.

يوضح منيمة أنّ “كل لائحة انتخابية لها جمهورها، أما فيما يتعلق بلائحتنا فإنّ كل مرشح لديه شريحة يعمل على التواصل معها وعلى توسعتها قدر المستطاع، ونحن كلائحة “كلنا بيروت” لدينا الفرصة”.

مضيفاً فيما يتعلق برؤيتهم الإنمائية “لدينا فكرة الصندوق الإنمائي في بيروت، وسيعمل هذا الصندوق على الاهتمام بالمواضيع البيروتية الطارئة والأساسية، سواء السكن أم البنى التحتية أم تلوث المياه، وسيتشارك بهذا الصندوق الذي سيتوجه لخدمة بيروت وأهاليها القطاعين العام والخاص”.

يتابع منيمة “موضوع السكن مهم جداً، فالسكن في بيروت باهظ الثمن، ومعظم أهالي بيروت لا يستطيعون السكن فيها. ولدينا كذلك موضوع النقل سواء الذي يربط بين أحياء بيروت الداخية أو الذي يربط بيروت بخارجها، حيث أنّ هذا الموضوع يخفف الضغط عن العاصمة ويتيح العديد من الخيارات في الحياة الاجتماعية وفي السكن الجغرافي، دون أن يحمل المواطن الذي يعيش خارج بيروت ويعمل في داخلها أي عبءٍ”.

أما فيما يتعلق بموضوع التمويل يؤكد المهندس ابراهيم منيمة أنّ التمويل ذاتي ومتواضع، وأنّهم سيلجأون إلى التبرعات التي سيقدمها لهم الأشخاص الذين يتماهون مع اللائحة وبرنامجها و وجهتها.

موضحاً في الختام أنّ عدم تسمية الهوية المذهبية للمقاعد، كان مقصوداً فهم مرشحون عن كل بيروت وجميعهم يمثلونها، وقد أرادوا من هذه الخطوة أن تكون مبادرة لترسيخ صورة لائحة عابرة للطوائف.

إقرأ أيضاً: «كلنا بيروت» تُطلق حملتها الانتخابية في دائرة بيروت الثانية

من جانبها تشير المرشحة على لائحة “كلنا بيروت” الدكتورة نادين عيتاني، إلى أنّ ما يميز لائحتهم هم الأشخاص، لكونهم “لا ينتمون لا لأحزاب سياسية ولا ينحدرون من عائلات إقطاعية ولا يملكون المال السياسي، فجميعنا نخوض هذه التجربة للمرة الأولى، وإن كان لدينا بالطبع تجارب في العمل النقابي وباع طويل في العمل الاجتماعي مع المواطنين”.

تصف عيتاني اللائحة في حديث لـ”جنوبية” بالتكنوقراط، فكل شخص فيها يحمل كفاءته وإنجازاته وناجح بمجاله، ويريد بالتالي أن يقدم مما لديه من خبرات لخدمة لبنان والمواطنين.

مضيفة في هذا السياق “نحن لدينا رؤية جديدة للمدينة من خلال كفاءة مرشحي اللائحة، صحيح لا خبرة سياسية لدينا، ولكن في لبنان الأداء السياسي ليس مرتبطاً بالخبرة، فالطقم الموجود القديم والحالي خبرته السياسية كبيرة ولكن هذا لم ينعكس على الأداء السياسي الذي عليه علامات استفهام. نحن نستطيع أن نقدم لبيروت تمثيلاً جديداً ومقاربة مختلفة للتشريع والقوننة، وللرقابة على المواضيع التي تمس الناس”.

نادين عيتاني المرشحة على لائحة كلنا بيروت

لافتة إلى أنّ هناك من حاول إغراءهم مالياً ورشوتهم للانسحاب أو للانضمام للوائح ثانية، وهناك أيضاً من عرض عليهم مشاريع عملية، معلقة “كل شخص في مجاله تعرض لضغوطات، لكننا مستمرون لأننا مؤمنين بالهدف، نحن ناجحون في مجالاتنا ولن نخوض هذه التجربة لحرق صورتنا، ببساطة نحن واضحون وخطتنا واضحة وقيمنا عالية”.

من ناحية الإنماء تشدد عيتاني “بيروت تحتاج إلى العديد من الأمور التي تطال المواطن اللبناني، أهمها تلك التي تتعلق بالاقتصاد والتعليم والنقل، هناك خطط للنقل المشترك في بيروت ولإزالة العوائق أمام المراكز الحزبية وبيوت السياسيين والأمنيين، هناك العديد من الحلول البديهية البسيطة التي نستطيع من خلالها أن نحسن المدينة. ولدينا أيضاً الملف الصحي والتأمين الصحي والشيخوخة والبطاقة الصحية، كما لدينا موضوع التعليم والمدرسة الرسمية، وعدم وجود إنفاق على التعليم الرسمي لا كمدرسة ولا كجامعة”.

إقرأ أيضاً: «كلنا بيروت» تعلن عن مرشحيها في بيروت الثانية: اقلبوا الطاولة في وجه الطبقة الحاكمة

وتوقفت عيتاني عند الحكومة الرقمية وتحويل كل المعاملات إلى الـ “أون لاين”، لافتة إلى أنّ “جزءاً كبير من المعاملات يتم في لبنان عن طريق الـ ليبان بوست، والـomt، لذا وعوضاً عن اللجوء إلى طرف ثالث، تستطيع الدولة أن تقدم هذه الخدمة مباشرة للمواطن، وهذا يخفف من الرشاوى، ويؤثر على الشفافية بين الدولة والمواطن ويزيد من إنتاجية الحكومة، كما أنّ هذا الموضوع يلقي الضوء على كفاءة الموظفين في القطاع العام إذ لا بد من تأهيل لهم للتعاطي مع موضوع الحوكمة الرقمية”.

في الختام تقول عيتاني “نحن ترشحنا لأنّ لدينا أمل، ونحمل رسالة، لا أريد أن أصل إلى مرحلة يسألني فيها أولادي ماذا قدمت لهم ولمدينتهم وإن كنت قد دافعت عن حقوقهم، لذلك لا بد لي من أخدم من أن أقدم شيء للبلد، صحيح أنّ هذا الكلام صعب في مقابل الماكينات السياسية والمحادل والأشخاص الذين لديهم إرث سياسي كبير جداً، إلا أنّ هناك شريحة كبيرة من الناس تؤمن بالتغيير وتريد أن تحدث تغييراً حتى لو على حساب جيبتها ومصالحها”.

السابق
بالصورة.. سيرين عبد النور تضع مولودها الجديد
التالي
معبد باخوس منبر لترشيحات حزب الله الانتخابية… فهل أصبح شفيع المقاومة؟!