عن الغارات الاسرائيلية على سوريا وأسباب الإمتناع عن الردّ

الغارة الإسرائيلية
رؤية إسرائيلية حول الأسباب التي تحول دون ردّ النظام السوري على الغارة الإسرائيلية الأخيرة وغيرها من الغارات السابقة.

يختار النظام السوري عند كل إستهداف للطيران الإسرائيلي أراضيه ومراكزه العسكرية، الامتناع عن الردّ، إذ يكتفي النظام بإصدار بيان يستنكر فيه هذا الإعتداء والتوعد بالردّ قولا فقط، لا فعلا.

هذا الامر ينسحب عن امتناع النظام السوري عن الردّ على الإستهداف الإسرائيلي الأخير لمركز البحوث العلمية بالقرب من مصياف في ريف حماة الغربي، الذي قيل انه مركز عسكري لتصنيع الأسلحة الكيمياوية.

اقرأ أيضاً: الغارات الاسرائيلية على سوريا مستمرة وقتل الشعب السوري مستمر!

ما يجعل هذه الضربة تختلف عن سابقاتها هو أنه تم إستهداف منشأة ضخمة تعود للنظام السوري بحسب اسرائيل. وأهمية هذا المركز بحسب المحلل العسكري رون بن يشاي في صحيفة “يديعوت احرنوت”، إلى أّنه ينتج صواريخا وذلك بحسب معلومات علمية مصدرها كوريا الشمالية وإيران انفضلا عن أن المركز يستخدم لإنتاج أسلحة كيماوية وصواريخ يتم نقلها إلى حزب الله، منها صواريخ “أس 60”.

وحول ماهية الأسباب التي تجعل الردّ السوري في هذا التوقيت غير مناسب، تطرق إلى فوز النظام الإستراتيجي على هزيمة داعش وفك الحصار عن دير الزور فالردّ قد يورط حليفه حزب الله. وحذر من أن الردّ قد يؤدي إلى زيادة التنسيق الروسي-الإيراني.

كما ربط هرئيل المناورة الاقوى منذ 20 عاما التي تحاكي فيها إسرائيل حربا مع حزب الله بالردّ المنتظر، بالقول أن المناورة ستنتقل من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، وهو ما يجعل النظام السوري و”حزب الله” على حذر من التأهب الحاصل في الجيش الإسرائيلي وبالتالي يتحفظ عن الردّ.

اقرأ أيضاً: ابرز الغارات التي شنتها إسرائيل على النظام وحزب الله في سوريا

ويتضح من حيث المجريات الأخيرة أن إسرائيل تحاول إستفزاز “حزب الله” والنظام السوري لجرّه بالرد على تجاوزاتها فبعد أن بعد خرقها للاجواء اللبنانية وقصفها لمراكز سورية عبر الاجواء اللبنانية منذ ايام. نفذ طيران العدو الإسرائيلي أمس تحليقاً على علو منخفض في صيدا، إذ خرق جدار الصوت على دفعتين ما تسبب بحالات هلع وأضرار مادية. وهي المرّة الأولى التي تنفذ فيها إسرائيل غارة وهمية بهذا الشكل منذ حرب تموز 2006.
ولا يستبعد المحللون ان السبب الرئيسي لهذه التحرشات الاسرائيليه في لبنان هو إنزعاجها من تعاظم النفوذ الإيراني وأذرعه في سوريا من جهة وتطوير أسلحتها عبر إنشاء القواعد العسكرية ومصانع تصنيع الصواريخ. إذ كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” مؤخرا عن مراكز تصنيع أسلحة وصواريخ تعود لحزب الله الذي بنى مصنعان للأسلحة، الأول مركزه في الجنوب اللبناني وتحديداً في منطقة الزهراني ويقوم بصناعة الأسلحة الخفيفة. والثاني في منطقة الهرمل القريبة من مدينة بعلبك ، وهو المصنع الأكثر خطرا نسبة لنشاطه في صناعة صواريخ بعيدة المدى. كما أن خطورة هذا المصنع يكمن في موقعه إذ يقع في منطقة داخلية يصعب مراقبتها وهو ما يعوق إستهدافه. وهو ما يتقاطع مع معطيات كل من أجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إضافة إلى تقرير مجلة “Intelligence online” الفرنسية.

السابق
اعتقال المخرج زياد دويري: الشارع اللبناني ينقسم بين المقاومة والعمالة!
التالي
جمول… 35 عاماً ما بين الفخر والقهر