الغارات الاسرائيلية على سوريا مستمرة وقتل الشعب السوري مستمر!

لا زالت إسرائيل تستبيح حزب الله والنظام السوري جوّا، إلا أنّ اللافت اليوم هو الرد السوري "الشكلي" على الغارة التي استهدفت شاحنة أسلحة تابعة لحزب الله.

تشكّل المناطق السورية التي فيها قواعد حزب الله هدفاً معلناً لإسرائيل التي تستهدف كل المواقع المشبوهة بالنسبة إليها بغارات دورية.

اقرأ أيضاً: الصور تكشف كذب الأسد: بقايا الصاروخ السورية الذي اعترضته اسرائيل

ليل أمس 16 آذار، كانت الأهداف التابعة لحزب الله والتي ضربها الطيران الإسرائيلي موزعة، فشنّ مقاتلات العدو غارتين الأولى استهدفت مواقع تابعة للحزب في منطقة “البروج” الواقعة قرب تدمر، أما الثانية فقد استهدفت شاحنات تنقل أسلحة لحزب الله في السلسلة الشرقية المحاذية للقلمون الشرقي.

هذه المعلومات لم يملك لا إعلام النظام ولا الممانعة الحجّة لنفيها، إذ أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً جاء به أنّ “الطائرات الإسرائيلية قصفت في الثانية فجراً قافلة سلاح استراتيجية تابعة لحزب الله”، فيما لفتت وكالة هآرتس الاسرائيلية إلى أنّه “لأول مرة منذ 6 سنوات تطلق المضادات الأرضية السورية النار باتجاه الطائرات الاسرائيلية وقد تمّ إسقاط أحد هذه الصواريخ”، واصفة الواقعة بـ”الحادثة الأخطر”.

بدوره الجيش الإسرائيلي الذي تمسك للمرة الأولى بحق الرد، أصدر بياناً جاء به أنّ “4 طائرات إسرائيلية اخترقت المجال الجوي السوري اليوم وقد أسقط الدفاع الجوي طائرة وأصاب أخرى”. ليأتي النفي سريعاً من تل أبيب التي أكدت أنّ طائراتها قد اعترضت أحد الصواريخ التي لم تلحق أي ضرراً بالمقاتلات الإسرائيلية.

في السياق نفسه عممت القيادة العامة في الجيش الأردني صوراً لشظايا الصواريخ السورية والإسرائيلية التي سقطت فوق مناطق اربد والغور الصافي في الاردن، موضحة أنّ هذه الشظايا قد سقطت نتيجة إعتراض صواريخ إسرائيلية على صواريخ أطلقها السوريين بإتجاه الاراضي الإسرائيلية.

فماذا تبدل في الساحة السورية؟ ولماذا لجأ نظام الأسد للرد للمرة الأولى في تاريخ الغارات على إسرائيلي؟ وهل هناك ربط بين “الزمان والمكان المناسب للرد” والذي اختاره الأسد ليل أمس الخميس وبين المفاوضات؟

للإجابة عن هذه الأسئلة تواصل موقع “جنوبية” مع الناشط السياسي في الثورة السورية ياسر ابراهيم اليوسف الذي أكّد أنّ “كل مجريات الأحداث تدل على تناغم و توافق بين الموقف الأمريكي والإسرائيلي من الأسد والإحتلال الإيراني لسوريا”.

مضيفاً “ما جرى يعتبر لإعلان تدخل اسرائيلي في سورية بضوء أخضر من الإدارة الامريكية
رداً على اتساع النفوذ الايراني بالتنسيق مع الروس

و يعتبر إشارة تحذير من الإسرائيليين و الأميركان على عدم إمكانية اعتبار الإيرانيين طرفاً ضامناً لوقف اطلاق النار الذي تم اعتماده في استانة مؤخراً، حيث أتى رد النظام الفاشل بالتنسيق مع الروس لتأكيد دور إيران و ميليشياتها الطائفية في سورية و لبنان”.

لافتاً إلى أنّ “هذا يدل على عدم رضى الإدارة الأميركية علة مخرجات أستانة و تحديداً على الدور الإيراني المتعاظم في سورية بغطاء روسي”.

من جهته الصحافي في المكتب الإعلامي لقوى الثورة ياسر الرحيل أوضح أنّ “الغارات ليست الأولى من نوعها دائماً ما تقوم المقاتلات الإسرائيلية بغارات وتستهدف أهدافاً ومواقعاً استراتيجية تابعة للنظام أو لحزب الله أو قوافل متجهة سوريا إلى لبنان أو العكس أي من حزب إلى سوريا، وهذا ما أكده الجيش الاسرائيلي أنّ القوافل تابعة لحزب الله”.

مضيفاً “هذه هي المرة الأولى التي يعترض فيها النظام الغارات، وقد جاء ذلك نتيجة ضغط مواليه ومؤيديه من الشبيحة وحزب الله وإيران الذين أعربوا عن امتعاضهم إزاء حالة السكون وعدم الرد على الغارات، ممّا أجبر النظم يوم أمس بأن يقوم بالرد ولو كان ذلك بشكل عشوائي، إذ كلّ ما يهمه أن يقال أنّه قد ردّ على مصادر النيران”.

وتابع الرحيل “النظام ادعى أنه أسقط الطائرات، الاف الغارات التي تعرضت لها سوريا ولم يسقط النظام أيّ طائرة وإنما كان طائراته هو التي كان تتعرض للإسقاط”.

لافتاً إلى أنّه “ليس هناك جديد على الساحة السورية بالغارات أو غيرها، القصف مستمر والتهجير مستمر، اليوم دخل حي الوعر مرحلة جديدة من التهجير، إضافة إلى انسحاب وقد قوى الثورة السورية وعدم مشاركتها في مباحثات استانة لأن نظام الأسد يماطل في الوقت للحصول على فترة زمنية أكبر لقتل الشعب السوري. ونحن من جهتنا لن نكون شهود زور في مباحثات هي بالأساس فاشلة لأن النظام لا يتقبل النقاط الأساسية والتي هي انتقال السلطة وذلك بدعم روسي”.

اقرأ أيضاً: حزب الله ممنوع من الرد على الغارات الاسرائيلية بأمر من روسيا

وأكّد الرحيل أنّ “الغارات لن تقدم ولا تؤخر في المفاوضات الأساسية هي غارات بشكل دوري ودائماً ما تقوم اسرائيل بشنها، إذ أنّ اسرائيل قد سبق لها التصريح على لسان أحد مسؤوليها أنّها تعتبر أن كل ما يتبع لإيران وحزب الله في سوريا هو هدف لها، هي تنفذ وعدها هذا”.

خاتماً “نظام الأسد قد جهز قواته لتكون مستعدة لدك أي منطقة تعلن الثورة، وليس لمواجهة الإحتلال الاسرائيلي وغاراته، وهذا ماشهدناه من نقله لقطع كبيرة ولقوات ضخمة من الحدود الاسرائيلية لشمال السورية”.

السابق
لزوم عمل وزير الاقتصاد.. المصرفي!!
التالي
الإسرائيليون.. رهائن لدى حزب الله