جمول… 35 عاماً ما بين الفخر والقهر

قوات الاحتلال الاسرائيلي تحتل أوّل عاصمة عربية هي بيروت بعد معارك مشرفة وصمود أسطوري للثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، وبعد حالة الخنوع العربي والدولي وحالة الإحباط لأغلبية الجماهير وضياع اكثرية القوى.

خرج جورج حاوي ومحسن ابراهيم في أول أيام احتلال بيروت من قبل قوات الغزو الاسرائيلي ليعلنا في ١٦/ايلول سنة١٩٨٢ اول بيان يدعو الوطنيين الى المشاركة في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وبدأت الضربات الموجعة الأولى مما اضطر جيش الاحتلال أن ينادي بمكبرات الصوت أهل بيروت أن لا يطلقوا النار وهم ينسحبون وخلال فترة وجيزة كان الانتصار لهذه المقاومة الوطنية ودحرت الاحتلال لتصبح العاصمة بيروت محررة.
من بيروت بدأت مسيرة جمول على كل الأراضي المحتلة، وبدأ معها استرجاع الأمل للجماهير الوطنية أيضاً بدأت قوى أخرى تستعيد الموقف وتنخرط في نهج العمل المقاوم.
وخلال المسيرة ومع تعاظم دور المقاومة الوطنية في إيلام العدو وإحباط مشروع اتفاق 17 آيار ودحره من بيروت والجبل ومن بعدها دحره من صيدا وصور والنبطية وانحسار احتلاله في بقعة الشريط الحدودي ومنطقة جزين وبعد فترة وجيزة ما لم يقدر عليه الاحتلال الاسرائيلي من تحجيم لدور المقاومة الوطنية، بدأته قوى إقليمية ومحلية وذلك بمحاصرة هذا الدور الوطني بامتياز وذلك من خلال فرض أجندات على عملها لا تخدم العمل المقاوم على الأرض ولا المشروع الوطني لدور المقاومة في مسألة التحرير وفي بناء دولة ديمقراطية يستعيد فيها المواطن كرامته وعيشه الكريم من حرية وعدالة اجتماعية لكل أبناء الوطن.

 

من هنا بدأت مسيرة القهر لأبناء هذا المشروع على كافة المستويات السياسية وعلى واقع الارض من تضييق واعتقالات واغتيالات وملاحقات لكل كوادر ومقاومي هذه المقاومة الوطنية وبدأت التكاليف تظهر من خلال صعوبة العمل واصبح اكثر سرية في المناطق المحررة من العمل داخل المناطق المحتلة،حتى وصل الأمر اعلان المعركة العسكرية على الحزب الشيوعي في بيروت وتبليغ قيادته رزمة من المطالب من قبل القيادة السورية والتي رفضتها قيادة المقاومة الوطنية.

إقرأ أيضاً: عن «جمول» والمقاوم عبدالله

بعدها جاء الرد من القيادة السورية وبالتعاون مع قوى محلية في الضغط على ارض الواقع ،وكان القرار أو الخيار أو الموافقة على الشروط أو التوقف عن العمل أي المقاومة.  وهما خياران يصبان لقرار واحد …
كان الفخر لهذه المقاومة التي حررت بيروت والجبل والساحل وصيدا وصور والنبطية واأملت مسيرتها نحو جزين ومرجعيون وبنت جبيل وحاصبيا وجبل الشيخ ووصلت الى عكر بيت رأس العملاء انطوان لحد واذاعتة وتلفزيونه ولكل العمليات النوعية الجريئة دون إعلام حربي ودون إمكانيات، امام ما نشهده اليوم.
لكن القهر الذي أصاب كل مقاومي المقاومة الوطنية ومحاولات إذلالهم لعدم إكمال مسيرة التحرير وحتى قهرهم بعدم الاحتفال بنصرهم في محطات تحرير الألفين من معتقل الخيام إلى بيت لحد إلى اقامة مهرجانات ومنع الحزب وقادته من الحضور الرسمي لاستقبال الاسرى في المطار او غيره.

إقرأ أيضاً: لقاء في ذكرى «جمّول»: لإعادة الاعتبار للقضية الوطنية

أليس قهراً وذلاً أن نرى بين الأسرى اميل رحمة ويمنع من الدخول مؤسس وقائد المقاومة جورج حاوي أو قيادة الحزب؟
أليس من القهر أن نشاهد كوادر ومقاتلي هذه المقاومة ممنوعين من العيش ولو بالحد الأدنى، فهو أو يموتون على أبواب المستشفيات أو يستجدون الوزارة لتقبل بعلاجهم، بينما الأخرون الذي يتسلقون على دور وانجازات هؤلاء المضحين ويسيطرون على كل مفاصل الحياة ورفاهيتها …
ما بين الفخر والقهر خيوط على مرمى 16 أيلول.. وما زلنا نعيش هذا الفخر وهذا القهر…

السابق
عن الغارات الاسرائيلية على سوريا وأسباب الإمتناع عن الردّ
التالي
الأجهزة الأمنية تلاحق الفانات المخالفة في الضاحية الجنوبية