حقيقة أمير داعش اللبناني «أبو السوس»: وظيفته التهريب.. وما علاقته بقتل العسكريين؟

انتهت صفقة التفاوض، ورحل "الدواعش"، ورحل معهم أميرهم موفق الجربان "أبو السوس". ليظل السؤال من هم هؤلاء!

قبل أن نتعرف على الدواعش الذين احتلوا الجرود، والذين أثاروا في سلوكياتهم علامات استفهام لكونهم لم يتماهوا والفكر الإجرامي لهذا التنظيم، علينا أن نستعيد أولاً بداية دخول هذا التنظيم إلى لبنان.

في عيد الفطر من  العام 2014، أعلن المدعو عماد جمعة (أبو أحمد) مبايعة لواء “فجر الإسلام” والذي كان أول لواء من ألوية الجيش السوري الحر يبايع تنظيم داعش.

اقرأ أيضاً: بعد تصفية «داعش» في الجرود … ماذا عن إرهابيي «عين الحلوة»؟

هذه المبايعة حصلت قبل 3 أيام من توقيف عماد جمعة عند حاجز للجيش اللبناني، ليؤدي ذلك إلى اشتعال جبهة عرسال ودخول النصرة وداعش إليها وخطف العسكريين.

هنا، يؤكد مصدر متابع لهذه المرحلة لموقع “جنوبية” أنّ “جمعة” قد بايع داعش لطموحات شخصية تتمحور حول تعيينه أميراً للتنظيم في حال كان أوّل المبايعين، لا سيما وأنّه في تلك الفترة كان  التنظيم قد تمدد في الموصل والرقة ودير الزور.

يوضح المصدر أنّ تلك المرحلة قد شهدت توقف الدعم المالي عن الجيش الحر. مشيراً إلى أنّ كل من عماد جمعة وموفق الجربان “أبو السوس” والفئة التي التحقت بهم كانوا يعملون في تهريب البضائع بين لبنان وسوريا في منطقة القصير في القلمون.

في هذا السياق يؤكد المقربون من “موفق الجربان” هذه المعطيات وأكثر، إذ يقولون أنّ لقب “أبو السوس” قد أطلق عليه لأنه وعائلته كانوا يعملون على تهريب  الحبوب المسوسة.

هؤلاء المهربون جميعهم – بحسب المصدر- هم في الأصل مقاتلون ضد حزب الله في ألوية الجيش الحر في القصير، وبعدما هربوا من المنطقة لم يعد لديهم لا جهات داعمة ولا أموال.

هنا، يجيب المصدر عن تساؤلنا عن سبب اختلاف الدواعش اللبنانيين فيقول ” هم يختلفون أيديولوجياً عن باقي الدواعش لكونهم ليسوا دواعش بالعقيدة والتنظيم بالنسبة إليهم «بيزنيس» “.

من البدايات والمرحلة الأولى لدخول التنظيم إلى لبنان انتقل بنا المصدر إلى العام 2015 والذي شهد عملية قتل العسكريين المخطوفين كما تبين مؤخراً، ليروي لنا أنّه في هذ العام قدم إلى عرسال شخص من قطاع حمص في تنظيم الدولة الإسلامية ويدعى أبو الوليد المقدسي وقد كان شخصية فذّة، فيما عمره لا يتعدى الـ23 عاماً.

يتابع المصدر “المقدسي أمّ بالمصلين في المصلى الذي شيده أهالي عرسال في وادي حميد وفي تلك الفترة كانت وادي حميد جميعها تحت سيطرة داعش. والعسكريون كانوا معه ويقال أنّهم قتلوا في وقتها”.

يوضح المصدر أنّ تلك الفترة شهدت مناظرات بين المقدسي وأبو مالك التلّي، فالمقدسي كفّر الأخير إلا أنّ التلّي انتصر في الهيئة الشرعية.

هذا وشهدت تلك المرحلة أيضاً  اشتباكات بين النصرة وداعش، حيث نفذ موفق “أبو السوس” مع جماعة القصير  انقلاباً داخلياً على جماعة المقدسي. وذلك بحسب المصدر لكون جمعة و”أبو السوس” وجماعتهم يعملون في التهريب، وما من توافق بينهم وبين الفكر المتشدد للتنظيم ولذلك لم يقطعوا الرؤوس، ليؤكد لنا أنّ هذه الجماعة هي عصابة لم تتمكن من الانصهار مع الدواعش عقائدياً.

ويشدد المصدر أنّ قاتل العسكريين ليس موفق أبو السوس وإنّما وليد المقدسي، حيث – بحسب كلامه- تبلغت السلطات اللبنانية ذلك في تاريخ عملية التصفية أي في العام 2015.

وعند سؤاله عن دور “أبو السوس” في الجرود منذ العام 2015 وحتى انطلاق المعركة وخروجهم، يقول المصدر “«أبو السوس» منذ ذلك الوقت يعمل في التهريب تحت اسم داعش، والحاجز المقام لداعش هناك هو حاجز خوّة وكل من يعبر من سوريا إلى لبنان يدفع لهم، ببساطة نقاطهم نقاط تهريب وليس نقاط داعش”.

اقرأ أيضاً: عبد الرحيم دياب أنقذته القرابة من القتل ولم تنقذه من التجنيد مع داعش‎

ليؤكد المصدر أنّ “مجموعة «أبو السوس»  كانت على تواصل مع مهربي الحزب ومهربي النظام السوري ومهربي الداخل اللبناني. ولذلك لا استغراب أنّهم رحلوهم فهم  لم يرتكبوا أي جرم بالنسبة إليهم بل بالعكس هم شركاؤهم”.

إذاً، وبحسب المصدر المتابع، فإنّ الدواعش الذين كانوا يرهبون اللبنانيين على الحدود مع سوريا ليسوا سوى حفنة من مهربي بضائع ومواد غذائية، بايعوا تنظيم داعش الارهابي حفاظاً على ازدهار مصلحتهم في التهريب واللصوصية!

السابق
وليد عبود : يزبك وهبة أخلاق.. ومارسيل غانم ليس صديقي!
التالي
وهّاب: السلطة تتحمل مسؤولية استشهاد العسكريين