من سوف يحلّ مكان «ترامب» في حال إقالته؟

سيناريوهات إقالة ترامب منصبه، بما يمكن اتهام ترمب؟ كيف تتم المحاكمة، ومن سيكون الرئيس الجديد؟

يجري الحديث في الآونة الأخيرة عن إمكانية عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من منصبه بعد الفضائح المتتالية والإتهامات التي طالته بالتخابر مع روسيا.

إذ كشفت قناة “سي إن إن” إن حقوقيين في البيت الأبيض بدؤوا إجراء دراسة بهدف اتخاذ تدابير احترازية ضد عملية عزل محتملة لترامب. فيما لم يطلق البيت الأبيض أية تصريح حول الموضوع، غير ما نقل عن بعض المسؤولين بأن “هذه الادعاءات غير صحيحة”.

تلاحق ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض إتهامات وفضائح وشبوهات حول علاقته مع موسكو التي تدخلت لصالحه في حملة الانتخابات الأميركية 2016 وأمنت فوزه على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون كما يزعم. هذه الشبوهات عززها اكثر إقدام ترامب على إقالة والضغط على مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي، الذي قاد التحقيقات بمزاعم التدخل الروسي في الانتخابات والتواطؤ مع ترامب و مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين. فيما علّل ترامب خطوته هذه بأنها تهدف لإعادة الثقة بالـ “FBI” عبر تعيين مدير جديد يعيد احترام المنصب، بعدما فقد كومي الثقة لانه لم يتعامل بشكل جيد مع فضيحة رسائل منافسته كلينتون الالكترونية.

اقرأ أيضاً: هل يُجبر التحقيق الفيدرالي «ترامب» على الاستقالة؟

هذا عدا عن الفضيحة التي فجرتها صحيفة “واشنطن بوست” عن نقل ترامب معلومات أمنية حساسة في غاية السرية إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماعهما في البيت الأبيض. على الرغم من نفي البيت الأبيض هذه الإدعاءات.

وقد أدّت هذه الفضيحة إلى ارتفاع الأصوات المطالبة بمحاكمة الرئيس في الكونغرس خصوصا من قبل الديمقراطيين.

لكن ماذ يعني محاكمة الرئيس في الكونغرس؟
أولا يظهر التاريخ أن محاكمة الرئيس ليست أمرا بسيطا. وفي تاريخ اميركا حوكم رئيسان دون أن يتم إقالة أيا منهما من منصبه.
فمثلا تمت محاكمة الرئيس ريتشارد نيكسون في الكونغرس سنة 1974 بسبب فضيحة ووترغيت، على أنم يُقال من منصبه. إلا أنه استقال قبل أن تطور القضية إلى هذا الحد وسلم الرئاسة إلى نائبه آنذاك.

وعن اجراءات المحاكمة، يحدّد الدستور الأميركي اولا مجموعة من الأعمال الجرمية التي ارتكبها الرئيس لمحاكمته كتهم الخيانة والرشوة وغيرها تشمل حتى تصرفات مخلة بالآداب العامة.
لكن المحاكمة لا تعني عزل الرئيس من منصبه بالضرورة، بل يجري وضع مشروع قانون في السلطة التشريعية يمر عبر مراحل أولها موافقة أغلبية مجلس النواب على بنود المحاكمة التي وافقت عليها لجنة خاصة في وقت سابق.
لكن في هذا الوضع أغلبية أعضاء المجلس من الجمهوريين المؤيدين للرئيس، وهو ما يعيق بالتالي تأمين موافقة الأغلبية لمحاكمة ترامب.
وفي حال صوت عددا من الجمهوريين لصالح محكمة ترامب، ينتقل مشروع المحاكمة إلى مجلس الشيوخ، حيث المطلوب أغلبية الثلثين لإدانة الرئيس، وبالتالي عزله من منصبه. لكن حتى نيل تأييد 60 عضوًا أمر صعب على أي من الحزبين هذه الأيام.

وعن الإتهامات التي ممكن أن تواجه ترامب، تمت المطالبة بملاحقته بعد ما تردد عن نقله معلومات سرية إلى روسيا. وفي حال هذا الامرفهو مستبعد لأن ترامب لم يرتكب مخالفة للقانون. فهو بصفته رئيسًا لديه سلطة واسعة لإلغاء التصنيف عن أسرار حكومية. لهذا برر إن له “حقًا مطلقًا” في ما فعله.


وحول مسألة عرقلة مجرى العدالة بعزله كومي الذي كان يقود تحقيقًا في علاقته مع روسيا، وما ورد في مذكرة كومي التي قال فيها إن ترامب ضغط عليه بهدف انهاء التحقيق في علاقة فلين بروسيا عززت هذه الاتهامات.

اقرأ أيضاً: عزل ترامب لمدير الـ«اف بي أي» يضعه في قفص الإتهام!

وفي هذا السياق قال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي ريتشارد بلومنتال: “إن المذكرة دليل قوي على عرقلة مجرى العدالة وتستحق فتح تحقيق فوري بالموضوع”.

لكن في هذه الحالة من الضروري أن تكون هذه التهمة مسنودة بأدلة دامغة كي ينقلب الجمهوريون عليه. لكن البيت الأبيض بقي على موقفه نافيًا أن يكون الرئيس “طلب من كومي أو أي أحد انهاء أي تحقيق كما جاء في بيان أصدره البيت الأبيض.
وفي حال انتهت محاكمة ترمب في الكونغرس بإدانته وعزله من منصبه، الأمر المستبعد حاليًا، فإن نائب الرئيس مايك بنس سيتولى مهام الرئاسة.

السابق
بالفيديو: رامز جلال يبكي على الهواء ويعلّق «لقد تخيلت ابني»
التالي
هذا هو القانون النسبي القادم مع «الصوت التفضيلي»