ترامب في قفص الاتهام وافشاء أسرار قومية يشغل أميركا

لقاء ترامب - لافروف يفجر مفاجأة مدوية. ما قصة عملية إفشاء المعلومات الاستخباراتية التي ادلى بها الرئيس الاميركي ترامب لروسيا؟

لطالما واجهت العلاقات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وروسيا بشخص رئيس فلاديمير بوتين الكثير من الشبهات التي بدأت قبل فوز ترامب بالرئاسة الأميركية, إذ  تواجه الإدارة الأمريكية اتهامات بوجود تواطؤ بين مقربين من ترامب ومسؤولين روس ؛ لتعزيز فوز ترامب على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون. وتجري الولايات المتحدة حاليا ثلاث تحقيقات حول هذا الموضوع.
وبعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض تأرجحت هذه العلاقة خصوصا مع أمر الرئيس الأميركي بضرب القاعدة السورية “شعيرات” وهو ما أدّى إلى توتر في العلاقات وتصعيد في الخطابات بين البلدين. لكن سرعان ما عادت المياه إلى مجاريها وأجريت الإتصالات واللقاءات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وروسيا.
وكان آخرها اللقاء الذي جمع بين ترامب، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف و السفير الروسي في واشنطن، سيرغي كيسلياك الأسبوع الفائت، والذي كان على الأغلب لقاءا سريا إلى حد ما سربت موسكو صورا للقاء أحرج فيها البيت الأبيض. إذ يُنظر إلى هذا اللقاء على أنه مكسب دبلوماسي كبير للكرملين، إذ إن لافروف استُقبل على سجادة حمراء بعد بضعة أشهر فقط على فرض واشنطن عقوبات على روسيا؛ لتدخلها المزعوم في الانتخابات الرئاسية في عام 2016.

إقرأ ايضا: أميركيون بقيادة ترامب مع روسيا ضد أميركا
وفي هذا السياق، فجّرت صحيفة “واشنطن بوست” مفاجأة مدوية حول هذا اللقاء بان ترامب خرج عن النص المتفق عليه مع مستشاريه، وكشف عن معلومات في غاية السرية للافروف وهولا وزير خارجية دولة ليست صديقة للولايات المتحدة.

وحول المعلومات التي تم الأفشاء عنها قال مسؤولون للصحيفة أنه كان قدمها شريك استخباراتي عبر عملية حساسة لتبادل المعلومات الاستخباراتية، وقد تم حجب التفاصيل عن حلفاء الولايات المتحدة، فضلا عن أن القيود صارمة حتى داخل الحكومة الأمريكية.

وقال مسؤولون إن ترامب أمن بذلك حصول حليفه على الأسرار الداخلية لتنظيم الدولة.

وهو ما جعل مسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض إلى المسارعة بهدف احتواء الضرر، وتواصلوا بهذا الهدف مع وكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي.

وبحسب الصحيفة فإن مسؤول أمريكي كشف أن ترامب أعطى معلومات كبيرة لروسيا أكثر مما كنا نتوقع”.

 

وسرعان ما جاء الردّ من البيت الأبيض الذي نفى جملة وتفصيلا ما ورد في “واشنطن بوست”، مؤكدا أن ترامب “لم يتطرق في اللقاء مع لافروف إلى دور الاستخبارات الاميركية وأساليبها  أو مصادرها  خصوصا فيما يتعلق بالمعلومات العسكرية السرية عن تنظيم داعش، التي  حصلت عليها الأجهزة الأمنية الأميركية من حلفاء الولايات المتحدة”.
ولفت مستشار الأمن القومي هربرت ريموند ماكماستر في حديث صحفي أن الجانبين “تطرقا إلى خطر التنظيمات الإرهابية المشترك على روسيا والولايات المتحدة”.

ويأتي تقرير “واشنطن بوست”  واللقا الاميركي – الروسي بعد أيام على إقالة ترامب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي “اف بي آي”، جيمس كومي، حيث يتهمه الديمقراطيون أن قراره هذا بسبب كشف كومي التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية 2016، وتحقيقه  بوجود روابط محتملة بين حملة ترامب الرئاسية وروسيا.

إقرأ ايضًا: العلاقة المشبوهة بين بوتين وترامب.. قصة انتقام ومال وسلطة!

لكن  السبب الرسمي الذي أعلنه البيت الأبيض لعزل كومي هو  رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون، وذلك بعد فشل وكالة التحقيقات الفدرالية بالتحقيق الذي أغلق حول استخدام المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لخادم بريد إلكتروني خاص، لتخزين معلومات حساسة عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية. وهو ما اعتبره البيت الأبيض يضر بمصداقية مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وفيما يتعلّق بقضية التدخل الروسي لم يعلن أي شيء يتعلق بنتيجة هذا التحقيق حتى الآن، لكن كومي قال إنه “معقد جدا”.

لكن وكالات استخبارات أمريكية خلصت فى تقرير صدر فى كانون الثاني الفائت أن بوتين أمر بالاختراق الإلكتروني للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي.

السابق
السرطان البيئي يطال عين دارة أيضاً
التالي
«الكوليرا» بعد الحرب تجتاح اليمن…