حكومة «ما بعد حلب» تفرض شروطا جديدة من حزب الله على الحريري

ما زال التأليف الحكومي على حاله من الأخذ والردّ والدوران في الحلقة المفرَغة، من دون أن يتمكّن مِن اختراق جدار المواقف والتباينات، التي صعَّبت طريق ولادة الحكومة وجعلتها معلّقةً حتى إشعار آخر.

عكست اجواء الساعات الماضية تراكماً كثيفاً للغيوم السياسية على خط التأليف الحكومي، والعلامة غير المطمئنة انّ لونَها رماديّ يميل الى السواد، بما لا يؤشّر إلى انفراجات.

وإذا كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يعتبر انّ حركة التأليف ما زالت ضمن الفترة الطبيعية، إلّا انّ ذلك، وبحسب “الجمهورية”، لا يخفي شعوراً بشيء من الإحباط، والاستياء من اصطدام اندفاعةِ التأليف بتعقيدات فجائية في اللحظة التي كادت تبلغ عتبة التأليف الفعلي وإعلان ولادة الحكومة وفق الصيغة التي انتهت إليها ودارت حولها اتصالات الرئيس المكلف، أي صيغة الـ 24 وزيرا.

وصورة التشاؤم نفسه ماثلة ايضاً في “بيت الوسط”، وبدا واضحاً انّ الرئيس سعد الحريري قد أطفَأ محرّكاته، والأجواءُ السائدة في هذا الجانب تعكس ما يشبه خيبةَ الامل لديه من تعثّرِ التأليف، وخصوصاً أنه قدّم كلّ ما يمكن من تسهيلات على مختلف الخطوط لإطلاق عجَلة التأليف بسرعة وصولاً الى حكومة الوحدة الوطنية التي يسعى إليها.

إقرأ ايضًا: تريّث حكومي لزيادة حقائب حزب الله وأمل
وقالت “السفير” إن لسان حال زوار “بيت الوسط” أن الحريري قدّم “أقصى ما يمكن تقديمه من تنازلات”، وهو بالتالي “يرفض استدراجه أو ابتزازه إلى حد قبوله بترؤس حكومة لا تشبهه سياسياً بل تشكل انقلاباً على خياراته السياسية على مدى عقد من الزمن”.

وفيما ذكرت “النهار” أن الحريري غادر بيروت بعد ظهر أمس الى المملكة العربية السعودية في زيارة خاصة، لفتت مصادر متابعة لمشاورات التأليف لـ”الأخبار” إلى أن الحريري يعيش حالياً تحت ضغط مزدوج، نتيجة رغبته في تأليف الحكومة قريباً، وبسبب أزمته المالية الخانقة في السعودية، والتي ظهرت مجدداً على شكل دعوى قضائية مرفوعة ضده شخصياً، بعدما عجزت شركة “سعودي أوجيه” عن سداد جزء من ديونها لإحدى الشركات الدائنة.

في سياق متصل رأت صحيفة “العرب” في مقال لها بعنوان “سقوط حلب يرفع شروط حزب الله لتشكيل الحكومة” شدد المقال على ان حزب الله سيستثمر الحسم العسكري في حلب لصالحه خلال التعيينات الوزارية في الحكومة المكلف بتشكيلها الرئيس سد الدين الحريري. وقالت الصحيفة أن الرئيس سعد الدين الحريري فوجيء بكم الشروط التي تهافتت عليه من حزب الله بعد الحسم العسكري لحلب. وأضافت الصحيفة بحسب مصادرها الخاصة أن الحزب سيسعى إلى توسيع الحكومة إلى 30 وزيراً بعد ان كانت 24، وذلك لضم بعض حلفاءه مثل طلال رسلان ووئام وهاب.

كذلك توقفت “الجمهورية” عند  صورة امتعاض كلّي في كليمنصو من مسار التأليف. وأجواء رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط تعكس رفضَه التعاطي مع الجانب الدرزي على أنه جانب هامشي، تكون معه حقيبة الصحّة ثمّ تُنتزع منه لتُعطى لغيره. ثمّ تُعرض عليه حقيبة العدل فيأتي من يريدها ليستبدلها بحقيبة التربية التي لا يريدها جنبلاط.

إقرأ ايضًا: استهداف «القوات» وتوزير «الصرّاف» عثّر تأليف الحكومة

ويبقى الهاجس الأساس، بحسب “الجمهورية”، هو إثارة موضوع القانون الانتخابي النسبي على طريق تأليف الحكومة، واعتبار النسبية ممراً إلزامياً قبل الحكومة. يقول عارفون إنّ جنبلاط عبّر إلى الحريري في اللقاء الذي جمعهما ليل أمس الأول في كليمنصو، وأيضاً إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يتفهّمه، عن كلّ الهواجس التي تعتريه، وقد زادت جرّاء أداءِ البعض.

ولفتت “الجمهورية” إلى أن الصورة في معراب مغطّاة بعلامات استفهام حول التعقيدات التي تتوالد من خلفِ مواقف بعض القوى في فريق 8 آذار، مع تفهّمٍ كامل للجهود التي يبذلها عون والحريري لدفعِ التأليف، خصوصاً وأنّ”القوات اللبنانية” تعتبر أنّ الطريق باتت سالكة وآمنة لإخراج الحكومة بالشكل الذي تمّ التفاهم عليه في الايام الاخيرة وقبل الفتح المفاجئ لشهية البعض على حكومة الثلاثين.

السابق
الديمقراطية وحاكمية الله
التالي
بوتين أخطر رجل في العالم