أمل تحذر حزب الله من عودة الثنائية المارونية – السنية

جاءت الاشارة الرئاسية اليوم على لسان وزير كتلة التنمية والتحرير علي حسن الخليل، الذي سلم بفوز حليف حليفه العماد ميشال عون بكرسي الرئاسة كذلك حسم الوزير السابق وئام وهاب بتغريدة وصول عون الى سدة الرئاسة. فهل سينهي فوز عون علاقة بري – الحريري التي كانت مميزة رغم كل التباينات السياسية؟

كل الوقائع تشير إلى أن اعلان الرئيس سعد الحريري ترشيح  العماد ميشال عون بات قاب قوسين، إلا أن هذا الامر لا يعتبر خشبة الخلاص لانهاء الشغور الرئاسي. فالكرة أصبحت الان بملعب فريق الثامن من أذار الذي لا يزال يتخبط فيما بينه حيال ترشيح عون سيما مع اصرار النائب سليمان فرنجية على قطع طريق بعبدا أمام عون. هذا عدا عن موقف الرئيس نبيه بري الرافض لترئيس عون حتى لو كلفه الأمر خلاف مع حليفه الاستراتيجي حزب الله حسبما أوحت بذلك مصادر مقربة منه.

في هذا السياق، مصدر من كتلة المستقبل أكد لـ “جنوبية” الاجواء تشير الى ان الرئيس سعد الحريري سيتخذ القرار بعد اجتماعه بكتلة المستقبل التي لا تزال منقسمة بالنسبة لتبني ترشيح عون من عدمه”. وختم المصدر “أن قرار الحريري لن يكون بمعزل عن خيار كتلة المستقبل والعكس صحيح “.

وهذا ما ترجم اليوم فعليا، عبر تصريح الوزير علي حسن خليل الذي أكد أن “الامور ذاهبة الى ما كان سائداً في العام 1943 أي ثنائية مارونية – سنيّة وسنواجه هذا الامر”. كاشفا أن “أمل  ستشارك في جلسة انتخاب الرئيس وسنصوّت ضد عون، وسيكون بري أول من يهنئه بالفوز ونكون في المعارضة ونحن امام ثنائية مسيحية شبيهة بسنة 1943 وسنواجهها”.

وكان اللافت بهذا التصريح إشارة الخليل أن الرئيس بري سيهنئ عون مما يرجح فوز الجنرال برئاسة الجمهورية، وهوما يشير بدوره إلى أن حزب الله سينتخب ميشال عون في الجلسة. كما ان الأهمية تكمن بتحذير أمل لحزب الله من عودة الثنائية المارونية – السنية التي كانت سائدة قبيل اتفاق الطائف.

اقرا ايضًا: «سيناريو» ما بعد ترشيح الحريري لعون..

في هذا السياق، شرح مصدر بحركة أمل لـ “جنوبية” موقف الرئيس بري من ترشيح الحريري لعون بالقول أن “فكرة العودة لمنطق الرئيس بشارة الخوري وما قبل اتفاق الطائف أمر مرفوض بكل الاشكال  وليس فقط مستفزا “. وأضاف “من يريد أن يرد علينا بموضوع “ترويكة فنحن لسنا في عهد الرئيس الياس الهراوي”. وشدد على انه “بكل الأحوال العودة الى ما قبل اتفاق الطائف ممرفوض”. مؤكدا أن “الطائفة الشيعية ليست مكون ثانوي بل تشكل مكونا أساسيّا في كل المعاير”.

إلى ذلك أشار المصدر إلى “أن اللقاء الثنائي الذي جمع بين التيار الوطني والمستقبل وواستثنى سائر المكونات خصوصا الشيعية، تم ذلك على خلفية مذهبية وطائفية الأمر المرفوض”. وتابع “هذا يتلاقى مع ميثاق أمل الذي يدعو الى دولة مدنية خارج القيد الطائفي”. وأكّد “نحن موجودين في وجه الاتفاقيات التي تبرم تحت الطاولة ضمن اطار طائفي “.

ولفت المصدر نفسه في حركة أمل إلى “أن الرئيس برّي حاول اعطاء فرصة لإنجاز سلة تسوية غير تعجيزية الا أنه ووجه بفرض المرشح الواحد “. مضيفا “صحيح أن رئاسة الجمهورية هو الموقع الماروني الأول، الا أن الرئيس يجب ان يكون لكل اللبنانيين ومن غير المعقول أن تتفرد جماعة بتسمية مرشح واحد وفرضه”. وغمز المصدر في قناة الحريري “بأن تبني ترشيح عون هو نتيجة لحسابات تتعلق بوضعه المالي”. لافتا انه “من الواضح أن الحريري يمر بأزمات مالية وسياسية مع السعودية، ويبحث عن منفذ لكسب موقع سياسي مقابل رئاسة الجمهورية”.

الواضح أن بري تراجع عن موقفه تجاه الحريري عندما قال ” معه ظالما أو مظلوما” الا أن المصدر أوضح أن “أمل مع الحريري ضد التطرف بما يمثله من مكون سياسي سني معتدل، لكن هذا الاعتدال عندما يتجاوز ويتخطى باقي المكونات سنكون له في المرصاد”.

إذن، من الواضح أن بري مصمم على قراره الرافض لترشيح عون والرافض بالاساس لفكرة المرشح الأوحد، وفي سؤالنا عما اذا كان هذا الموقف يشكل لبري احراجا مع حزب الله قال المصدر ” العلاقة بين حركة امل وحزب الله متماسكة ولن نسمح لأحد الدخول بيننا ولن نختلف”. وأضاف أن “الملفات الأكبر من ملف رئاسة الجمهورية لا يمكن أن تكون فتيل خلاف بين أمل وحزب الله”.

وفيم يتعلق بإمكانية ان يمون السيد حسن نصرالله على الرئيس بري بما يتعلق بالقبول بترشيح مرشحهم الاوحد ميشال عون أجاب المصدر “العلاقة بين أمل وحزب الله لا غير مبنية على “المونة” بل مبنية على تفاهمات ونقاشات عميقة”.

اقرا ايضًا: هكذا سيعلن الحريري ترشيح عون وهذه أبرز بنود الاتفاق

ورفض المصدر  شخصنة رفض ترشيح عون قائلا “القصة ليست شخصية، فحتى لو كانت هذه المشاورات الثنائية جرت مع فرنجية دون أي اعتبار للمكونات الأخرى كنا سنرفض كذلك الأمر”..

شدد المصدر “ان واجب حركة أمل عدم السماح بعودة عجلة الحياة السياسية الى مئة عام غلى الوراء، فعندما قبلنا بالطائف وافقنا على اساس ان يبنى الاتفاق على صيغة تطوير الوطن”.

وفي الاشارة الى ان اتفاق معراب تضمن التزام عون باتفاق الطائف قال المصدر أن “عند أول مفترق طرق عدنا الى نغمة الفيدرالية وحقوق الطائفة”.

 

وفي الختام كشف مصدر أمل أن موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري في حال تمت أية مشاورات بينه وبين سعد الحريري وميشال عون سيكون موقفا واضحا ومحصورا بين خيارين “إما حضور جلسة الانتخابات على أن تكون عملية ديمقراطية دستورية أو “شرفوا على طاولة حوار جامعة  للاتفاق على العهد الجديد”.

السابق
علي حسن خليل: سنشارك وسنصوت ضد عون
التالي
جنبلاط: لسنا قطيعاً من الغنم