نصرالله لن يقبل أن يطوّع «نبيه برّي» الأقوى مسيحياً

ممّا لا شك به أنّ السيد حسن نصرالله لن يظل في موقف المتفرج على حليفيه الرئيسين، دولة الرئيس نبيه برّي والجنرال ميشال عون. فالسيد حامي محور المقاومة و وحدتها لديه ما يكفي من الحنكة لحل أيّ معضلة بين الزعيمين الأكثر من قرباً من قلبه وعقله.

الأرجح وانطلاقاً من العلاقة الاستراتيجية التي تربط الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالجنرال ميشال عون والرئيس نبيه بري، أنّ سماحة السيد سيدعو الرجلين إلى لقاء يجمعهما في إحدى الشقق التي طالما كان يلتقيان بها في سياق التنسيق لضرب مشروع 14 آذار المتآمر على المقاومة، والأرجح أنّ السيد سيحتفي مع الرجلين بتطويع آخر معالم المتآمرين في لبنان على “المقاومة” أيّ الرئيس سعد الحريري. الأمر يتطلب الاحتفال طبعاً، وتوفير كل ما يمكن من أجواء الاعتداد بالنصر فالرئيس نبيه بري كما أوردت “السفير” المقربة من حزب الله، “جندي في جيش المقاومة، عندما يتصل الأمر بالخيارات الاستراتيجية، سواء على جبهة قتال اسرائيل أو القوى التكفيرية والأمثلة أكثر من أن تحصى وتعد” كما أنّ الجنرال عون الذي قدّم لنصرالله ما يوصف بالاستراتيجي من خلال توفير غطاء مسيحي احتاجه الأخير في أشدّ اللحظات وكان الجنرال على قدر ما تمنى السيد.

إقرأ أيضاً: ولحزب الله في حلفائه شؤون

ولأنّ رئاسة لبنان مسألة استراتيجية في حسابات الثلاثة والسيد على وجه الخصوص، بمعنى أنّ استمرار الفراغ الرئاسي طيلة أكثر من عامين، لم يكن ليرضى به حزب الله لولا تقديره أنّ موقع الرئاسة مهم ومهم بالقدر نفسه أن يصل إليه الجنرال عون كما قالتها مئات التصريحات لمسؤولي الحزب طيلة ثلاثين شهراً من الفراغ الدستوري.

الأرجح أنّ السيد نصرالله لن يستطيع النوم قبل معالجة هذه الخلافات الشكلية بين بري وعون، فهو لما له من مكانة عالية في قلبي الرجلين ووجدانهما، سيعمل على تدوير الزوايا والخلافات لا سيما أنّهما زعيمان يريدان الخير للمقاومة وللبلد ولمشروع تخليص البلد من المفسدين وهما من أشد المتحمسين لتطبيق مشروع المقاومة اقتصادياً ومالياً ومن أقسى أعداء الفساد والمحاصصة وهما المعول عليهما قيادة معركة استنقاذ النفط من براثن العدو الإسرائيلي.

عون وبري

ولأنّهما كذلك وعلى رأسهما السيد وحزبه سيبادر على الأرجح في الأيام القليلة المقبلة إلى إنهاء سوء الود بين بري ونصرالله، ولن يسمح للمتربصين بالمقاومة أن يدخلوا بين الرجلين، ويفتن بينهما.

إقرأ أيضاً: حرب 33 يوماً بين حلفاء حزب الله

ثمّة بعض الخبثاء من المعادين لمشروع المقاومة يعتقدون أنّ السيد لا يستطيع وعاجز عن حلّ المشكلة، ويذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك أنّ السيد لا يريد رئيساً في هذه المرحلة، وأنّه على رغم رفضه حتى ترشيح أحد في مواجهة الرئيس نبيه بري في رئاسة مجلس النواب أو وضع شروط عليه في انتخابات 2009 و2005 باعتباره ممثلاً للأكثرية الشيعية، فهو لن يقبل أن يقيد الجنرال عون الممثل الأقوى لدى السيحيين بأن يشترط عليه بغير عنوان المقاومة، ولن يقبل أن يبذل الجنرال من ماء وجهه لبرّي من اجل الرئاسة، كما كان رفض حزب الله أن يبذل الرئيس بري من ماء وجهه أمام خصومه وحلفائه حين انتخب رئيساً لمجلس النواب في 2009 و2005.

السيد نصرالله بحنكته وبراعته وبحرصه على خط المقاومة وعلى أركان جبهته لن يعدم الوسيلة، وبري وعون لن يخيبا ظنه.

السابق
جعجع للحريري: جايي لهون.. فكرتك بالرابية؟
التالي
المشنوق لـ«برّي»: لماذا أيقظت شياطين 7 أيار؟