المستقبل لـ«جنوبية»: حزب الله لم يعطِ الضوء الاخضر لانتخاب عون رئيسا

سيل من الأسئلة تدافع منذ عودة الرئيس الحريري الى لبنان التي أوحت أنها تحمل مفاتيح حلول للازمة الرئاسية، فهل فعلا نضجت التسوية الرئاسية؟ وما حقيقة خيار ميشال عون؟

انطلقت عجلة الاستحقاق الرئاسي مع عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان الذي أطلق محركات المشاورات السياسية مع مختلف الافرقاء السياسيين سعيا الى مناخ جديد يهدف الى كسر الركود الرئاسي. هذه المحركات كانت كفيلة باشعال موجة رهانات ووتوقعات استباقية جزمت بتسليم الحريري وقبوله بترشيح العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.

اقرأ أيضاً: لايكفينا أنّك «ابن الشهيد»: النبيه «أملنا»

لكن على الرغم من الأجواء الايجابية التي اشيعت في الأيام الاخيرة لجهة ترئيس عون وانهاء الشغور، إلا أنه في المقابل، اطراف داخلية ترى ان التسوية الرئاسية لم تنضج بعد وان الطريق لم تعبّد أمام عون ولا غيره بحجة أن حزب الله لا يريد رئيسا للجمهورية لان الظروف الاقليمية غير مؤاتية لهذا الاستحقاق بدليل أن النيران لا تزال مشتعلة في سوريا، وأن الصراع السعودي – الايراني لا يزال في أوجّه.

هذا الموقف تقابله فرضية أخرى مبنية على الأرضية الداخلية لحزب الله، سيما أنه الآن أصبح بموقع المحرَج ولا يستطيع عرقلة الملف الرئاسي أكثر، خصوصا مع نزول الحريري عند رغبة الحزب بالموافقة على مرشحهم الأوحد ميشال عون. فحزب الله يعلم جيدا أنه في حال وقف حجر عثرة أمام ترشيح عون سيفقد الغطاء المسيحي الذي طالما استمدّ شرعيته منه كل هذه الفترة.

فهل يستطيع حزب الله أن يخسر غطاءه الداخلي في هذه الفترة؟ أم ان هذا يعني أننا قادمون على انتخابات رئاسية سيتوّج بها عون رئيسا؟ سيما أنه مع إرجاء الرئيس نبيه بري موعد الجلسة اليوم الى 31 تشرين يعني أنه فتح باب المفاوضات أمام جميع المكونات.

ورأى عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل الصحافي راشد فايد في حديث لـ”جنوبية” أن “تحويل الجلسة لـ 31 تشرين يعني ان مياه كثيرة ستجري تحت الجسور”. في اشارة إلى أن “التسوية لم تنضج بعد في أي اتجاه”.

وأضاف “الحريري بدأ جولة اتصالات مع كافة المكونات السياسية بهدف تحريك الملف الرئاسي لكن هذا لا يعني القبول بتبني ترشيح عون”.

الكاتب والصحافي راشد الفايد
الكاتب والصحافي راشد الفايد

لافتا الى أن “الوقائع العملانية تشير إلى أن عودة الحريري فتحت الملف مجددا، وبزيارته للنائب سليمان فرنجية يعني أنه حضّه على التحرك باتجاه حلفائه لكسب المزيد من التأييد”. مشيرا إلى “فرنجية لا يزال مرشح الحريري”.

يستبعد فايد إمكانية انهاء الشغور في الوقت الراهن لعدة اعتبارات “تمسك حزب الله بمرشحين من فريقه دون العمل لاقناع واحدا منهما للانسحاب لصالح الآخر وهذا ما جاء على لسان الأمين العام لحزب الله أمس”. وتابع “من الواضح أن حزب الله لا يريد رئيسا الان بدليل تمسكه بالمرشحين”.

وحول سؤلنا عما اذا الحزب يستطيع التضحية بالغطاء العوني قال “لا شك أن حزب الله لا يستطيع أن يجد أفضل مع عون غطاءا”. وأضاف “لكن بري لم يتراجع عن موقفه المعارض لوصول عون”.

أم المؤشر الثاني بحب فايد “فهو تقصد حزب الله شن حملة على السعودية عند كل مبادرة رئاسية يقوم بها الحريري وهو يعلم جيدا أن هذا يسبب احراجا كبيرا للحريري”. إلى ذلك المؤشر الأخير “لو كان هناك ملامح ايجابية لكان حزب الله أقنع الوزير جبران لباسيل ان لا يطال بتصريحاته الحريري والمكون السني والصاق كل التهم بها”.

خلص فايد بالتأكيد أن “مبادرة الحريري كفيلة باحراج حزب الله والتأكيد ان المستقبل حريص على انهاء الشغور في حين ان الحزب مستمر بالتعطيل”.

من وجهة نظر أخرى، رأى الصحافي والمحلل السياسي غسان جواد في حديثه لـ”جنوبية” أن “إمكانية وصول عون إلى سدة الرئاسة تتقدم، خصوصا أن الحريري يقوم بمروحة اتصالات لاقناع الحلفاء بانهاء الفراغ”.

وأكد “خيار الحريري بات محسوم وانه بحسب معلومات المحيطة به فان الحريري مصمم على خلق حركة سياسية سيما أنه خلال زيارته للسعودية قبل أيام لم يقم أحد من الامراء باستقباله”. وتابع جواد “فبنظر الحريري انه لو عاد رئيسا للحكومة سيعود لكسب المكانة السياسية التي فقدها بعد التخلي السعودي عنه في السنوات الماضية سيما أن الجيل السعودي الجديد الحاكم يتعاطى معه بشكل سلبي”.

غسان جواد

إلا أنه بنظر جواد “فإن تخطي الحريري للسعودية لعبة خطيرة جدا خصوصا أنها ليس لديها رغبة باتخاذ القرار بالشأن اللبناني”. ولم يستبعد “حصول نزيف في جمهور الحريري مشيرا إلى الامتحان البلدي الذي ظهر فيه تراجعا لشعبية الحريري”.

وتابع”اصبحنا أمام آخر فصل من فصول ترشيح عون للرئاسة، مشددا على أن “عون مرشح حزب الله منذ أيار 2014 وعندم ينجح الحزب بايصال عون إلى سدة الرئاسة سيكون حتما أمرا جيدا له”. رافضا اتهام حزب الله بالتعطيل”.

اقرأ أيضاً: السيد يحقق أحلام الجنرال

وخلص جواد بالإشارة إلى موقف النائب سلميان فرنجية بالقول “عندما يسير المكون السني بترشيح عون يصبح الحديث مع فرنجية سهل”. مذكرا أن “فرنجية طلب من الحريري أن لا يكون محرجا بحال اصبح لديه مرشح آخر”. وشدد على أن “الكرة في ملعب الحريري والمكون السني”.

السابق
شهادة حيّة من فرع الأمن في حلب: باع بيته بدلاً لثمن قتله من سجانه
التالي
إيران تندّد بـ«السياسة الخاطئة» لفرنسا في سوريا