هل مشكلة المستشفى في العرقوب اسم الشيخ خليفة بن زايد؟

كل المعطيات تؤكد أنّ ما مانع مادي ولا تقني لتعطيل افتتاح مستشفى خليفة بن زايد في شبعا، فمن يقف وراء التعطيل؟ هل اللجوء السوري؟ أم حزب الله الذي يفرض عقاباً على أهالي البلدة كما أشار الناشط بلال وهبي، ويريد تهجير ساكني العرقوب كما أكدّ النائب معين المرعبي؟

لأنّه لا يحق لقوى حزبية مهمينة أن تحاكم العرقوب بصحتها، وأن توصد أبواب مستشفى خليفة بن زايد لأهداف سياسية حاجبة عن العديد من المواطنين الإستشفاء والعلاج، تحرّك يوم أمس أبناء العرقوب وشبعا والبلدات الجنوبية المجاورة مدنياً وسلمياً مطالبين الدولة برفع الحظر الصحيّ عنهم.

تحرّك أمس الذي أطلقت شرارته المسعف شاكر ماضي، كان الصوت الأوّل، فدماء ماضي لن تذهب هدراً، ولن يقبل أهالي شبعا بضحية جديدة يقتلها الإهمال الطبي.
وزير الصحة وائل أبو فاعور شارك الأهالي معاناتهم فأكدّ في بيان جاء به أنّ «مطالبة أبناء شبعا والعرقوب ومنطقتي حاصبيا ومرجعيون بشكل عام بافتتاح المستشفى هي مطالبة اكثر من محقة».
وأضاف «قد توصلنا كوزارة الى اتفاق لتذليل الخلاف الذي كان قائما على طريقة إدارة المستشفى كما تم رصد الأموال اللازمة للسقف المالي للعام 2015، والذي لم يتم إنفاقه كما تم تأمين السقف المالي لهذا العام، وهو محجوز وموجود في الوزارة باسم المستشفى، كذلك تم حجز ميزانية تشغيلية له للعامين 2015 و2016 بقرار من مجلس الوزراء وبموافقة من جميع مكونات الحكومة والمبالغ ما تزال ايضا محجوزة باسم المستشفى في حسابات الوزارة».

مستشفى شبعا

إذاً بحسب وزير الصحّة العائقان الإداري والمالي قد تمّ تذليلهما، فهل تشرّع الأبواب الاستشفائية؟ وماذا أثمر التحرك؟ ومن المعطّل؟
الناشط بلال وهبي أشار لـ«جنوبية»، أنّ «يوم أمس (الأحد) كان التحرك الأوّل وكان هناك تواجب من أهل المنطقة ككل، والعدد كان كبيراً ومن كافة القرى والأطياف والفئات الاجتماعية والطائفية والحزبية والسياسية، وكان المطلب جامع وهن فتح هذه المستشفى التي لا يوجد غيرها في المنطقة فيما أقرب مستشفى هي مستشفى مرجعيون والتي تبعد نصف ساعة كما أنّها غير مجهزة».
وأكدّ أنّ »هذا التحرك هو صرخة أولى ضد كلّ من يعطل هذا الملف».

وعن تأكيد الوزير وائل بو فاعور أنّ هناك موازنة ومقومات لتشغيل هذا الصرح الطبي، لفت وهبي «قد ألقى خلال التحرّك رئيس اتحاد بلديات العرقوب الأستاذ محمد صعب بياناً باسم وزير الصحة وائل بو فاعور جاء به أنّ كل المتطلبات موجودة لفتح المستشفى مما يدل أنّه ما من عائق مادي أو تقني (كما كان يشاع) وما من عقبات في تأمين الكادر بشري من أطباء أو غيره، فالموضوع سياسي بامتياز».

الناشط بلال وهبي
الناشط بلال وهبي

وعن إمكانية تحقيق ما قاله الوزير في مجلس الوزراء في ظلّ الارتهان اللبناني لحزب الله، أوضح «القرار أشكّ أنّه سوف يمرّ ولكن هناك لجنة متابعة وسوف يكون هناك تحركات لاحقة مدنية وسلمية وبأوجه عدّة من اعتصامات وغيرها، وكذلك الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي سوف تستمر، كما أنّ فعاليات المنطقة سوف يقومون بجولة على المسؤولين السياسيين لتحريك الملف».

وفيما يتعلق بالمعطيات التي تشير أنّ أحد أسباب رفض الحزب لهذه المستشفى هو أنّ الإمارات من مولتها كما أنّها تحمل اسم خليفة بن زايد، اعتبر وهبي أنّ «هذا الموضوع قد يكون سبباً ثانوياً أضيف إلى الأسباب الرئيسية، إذ حينما أنجز المستشفى كانت علاقة الحزب جيدة مع دول الخليج، أما السبب الرئيسي فهو فرض هيمنة حزب الله على المستشفى من خلال الحصة الأكبر له في مجلس الإدارة والتوظيف، يضاف إليه فرض عقاب على أهالي المنطقة لرأيهم السياسي المعارض لحزب الله والمؤيد للثورة السورية».
إذاً، مستشفى شبعا جاهزة للافتتاح، وكل ما يشاع عن تلف الأجهزة هو عار عن الصحة، معلومات تؤكد لـ«جنوبية»، أنّ دولة الإمارات تقوم بصيانة سنوية لها، كما تدفع رواتب الحرس، فهل من حجة لدى حزب الله بعد تذليل كل العقبات؟

في هذه السياق أوضح النائب معين المرعبي لـ«جنوبية»، أنّه «منذ العام 2009 المستشفى مجهز بأحدث التقنيات ويوجد به معدات هائلة ومهمة جداً، ودولة الإمارات العربية وحكومتها قدمت المستشفى وقدمت موازنة لأجل تشغيلها (على ما أظن) لمدة عشر سنوات وأعتقد أنّها تقدر بمليوني دولار سنوياً لدفع أيّ فروقات تلزم في موضوع الاستشفاء».
وأضاف «مع الأسف، الحزب الذي قام بقتل واغتيال وتهجير وإلغاء المقاومين الوطنيين بالأحزاب الوطنية هو نفسه اليوم من يقوم بالعمل على تهجير أهالي العرقوب وشبعا خاصة من خلال تصعيب الأمور عليهم التي وصلت حد منع فتح المستشفى».

إقرأ ايضاً: الناشطون ينتفضون: #مستشفى_العرقوب_حقنا 

معين المرعبي

وأشار أنّ «الوزير وائل أبو فاعور قد أوضح انّ حزب الله أخبره أنّ لديه مانعاً أمنياً يتمثل بالموضوع السوري، إلا انّ هذا الموضوع لا مبرر له إذ يوجد قوات يونيفيل على الحدود ويوجد الجيش اللبناني، كذلك المستشفى لن تستجلب إلا المرضى وهذا موضوع انساني لا يشكل عائقاً لأحد».
ولفت المرعبي أنّه »قد قام الوزير أبو فاعور مشكوراً خلال الفترة السابقة بمتابعة هذا الموضوع وقد اجتمع بقائد الجيش الذي أبدى استعداده لوضع نقطة للجيش اللبناني في المستشفى».

وعن موانع حزب الله أكدّ أنّها «سياسية تتمثل بأنّ لديه مخطط لتهجير أهالي العرقوب من أرضهم، وهذا ما لا يمكن التغاضي عنه، فالحزب يعمل على تهجير كل من أهالي القاع ورأس بعلبك وعرسال والمحيط للسيطرة عليها كلياً».

وفيما يتعلق بإشكالية اسم المستشفى أوضح المرعبي أنّه «إن صحّ هذا الأمر فهي حجة ضعيفة، إذ لم يكن لديه مشكلة بوقوف العرب مع أهالينا في الجنوب من الأبطال والمقاومين الذين حموا الحدود والوطن بصدورهم العارية، والذين كانوا رأس حربة المقاومة اللبنانية».
واعتبر أنّ حزب الله يتذرع بأعذار واهية، متسائلاً «إن كان لديه مشكلة مع دولة الإمارات كيف قبل إذاً بأن تقوم هي ودول الخليج بإعمار الجنوب بعد حرب (لو كنت أعلم) عام 2006».
وشدد المرعبي أنّه «يشرفنا نحن كلبنانيين أن تسمى هذه المستشفى باسم خليفة بن زايد، لما للإمارات وقيادتها وشبعها من أفضال على الشعب اللبناني، كما لا ننسى العائلات اللبنانية التي لا تزال في الخليج وتتمركز بمناصب مميزة، وهذا الموقف من الحزب يسيء للعلاقات بين لبنان والدول العربية والتي يحرص حزب الله على تويترها».

إقرأ أيضاً: فقط في لبنان.. يمنع تشغيل مستشفى مجهزا بتجهيزات حديثة!‏

وعمّا إن كان ما أعلنه الوزير أبو فاعور سوف يتم إقراره في مجلس الوزراء، أكدّ «سوف يتم ذلك وهناك مفصل وهو الحوار الذي يجري حالياً بين المستقبل وحزب الله، فإن لم ينجح بحل هذه القضية يكون قد دق أخر مسمار في نعش الحوار».
مؤكداً «يفترض أن يتم حل هذا الموضوع بشكل نهائي وبأسرع وقت وإلا ليتحمل حزب الله وحده نتيجة كل روح تزهق وكل عذاب يتكبده كل مواطن في الجنوب، فهذه المستشفى ليست فقط لشبعا او العرقوب وإنّما هي لكل الجنوب».

السابق
إنتَ مع مين؟
التالي
سجن الأرامل المنسي في طرابلس