فقط في لبنان…يمنع تشغيل مستشفى مجهزا بتجهيزات حديثة!‏

سبع سنوات مرت على انتهاء اعمال البناء والتجهيز لمستشفى الشيخ خليفة بن زايد في شبعا، إلاّ أنّ نظام «الفساد والمحاصصة» يستمرّ في تعطيل افتتاحها على الرغم استمرار دولة الامارات العربية في دفع أجور الحرس المناوبين في المستشفى وصيانة الأجهزة ومصاريف المولد الكهربائي.بعد تكفّلها بمصاريف البناء والتجهيز ضمن «المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان».

ملف مستشفى خليفة بن زايد الذي لم يكن منسيًا بالنسبة لأبناء شبعا والعرقوب إلاّ أنّ الوعود المتكرّرة كانت تؤجّل دائمًا ثورتهم بوجه المعنيين، حتى حصول الفاجعة الكبرى التي اجبرت الاهالي على التحرك، وهي وفاة المسعف أحمد شاكر الشاب الذي قتل بسبب نزيف بعد تعرضه لحادث سير أمام مستشفى شبعا المقفلة.

هذه الحادثة كانت شرارة تحركات ومناشدات من قبل أبناء العرقوب خاصةً ولبنان عامةً على مواقع التواصل الاجتماعي، وستترجم على الأرض يوم الأحد 17 تموز في اعتصام أمام المستشفى عند الساعة الحادية عشر هو بمثابة حراك شبابي بعناوين انمائية.

الناشط السياسي زياد ضاهر أكّد في حديث لـ«جنوبية» أنه ” وقبل الانتخابات البلدية هناك محاولات لتنظيم حراك للمطالبة بفتح المستشفى، ولكن تمّ تأجيل هذا الحراك لكي لا يصنّف أنّه لغايات انتخابية، انتهت الانتخابات وبدأ شهر رمضان الذي طالبنا في بدايته بموعد من وزير الصحة وائل أبو فاعور إلاّ أنّنا لم نتلقَ أي جواب حتى الآن.
ولكن لسوء الحظ حصل الحادث المأساوي الذي أدّى الى وفاة الشاب شاكر، الأمر الذي دفع شباب شبعا والعرقوب الى التحرك من جديد، فإضافة الى مواقع التواصل الاجتماعي التي تفاعل روّادها من كل لبنان مع الحادث مطالبين بفتح المستشفى، قمنا بالإعلان عن دعوة عامة على موقع فيسبوك لإجتماع من أجل وضع خطةٍ واضحة للضغط على المعنيين لفتح المستشفى».

مزارع شبعا

وأضاف ضاهر «الاجتماع الأول الذي عقد في بيروت كان متواضعًا، أمّا الثاني الذي عقد في خلدة فحضره عدد كبير من الشباب، وقد انبثق عنه لجنة للتحضير الى الاعتصام الذي سينفذ يوم الأحد في شبعا. هذه اللجنة خرجت بتوصيات مهمة هي حماية الاعتصام من أي انحراف، والحفاظ على سلمية التحرك لكي تصل الرسالة الى المعنيين، مطالبة الدولة بتحمل واجباتها تجاه منطقتنا».

إقرأ أيضاً: لهذا يعرقل حزب الله وبعض السياسيين افتتاح مستشفى شبعا..

وعن الخطط اللاحقة أكّد ضاهر أنّ «يوم الأحد هو محطة في مسار طويل لن ينتهي مع تحقيق مطلب فتح المستشفى أمام أبناء شبعا والعرقوب، فبلداتنا مهمشة ومنسية، فهناك مشكلة الماء والكهرباء وغيرها من المشاكل. وبالعودة الى الكلام الذي يدور حول تورط أحزاب وأسماء في تعطيل تشغيل المستشفى، فنحن لن نتطرق الى هذا الموضوع على الرغم من امتلاكنا لقائمة المتهمين بالتعطيل إلاّ أننا سنترك لهم الفرصة لإيجاد حلّ ايجابي لهذه المشكلة».

وختم ضاهر «سنضغط على جميع المعنيين لكي يتحملوا مسؤولياتهم من وزارة الصحة الى مجلس الوزراء والأحزاب والفاعليات، وسنرفع مطالبنا وهي أنّ يتم تعيين مجلس ادارة أصيل للمستشفى، وسنشدّد على شكر دولة الامارات العربية التي بنت المستشفى ولا تزال تتكفل بالصيانة حتى اليوم، وسندعوا المعنيين لحلّ هذه المشكلة بأسرع وقت لكي لا تتضرر الثقة مع دولة الامارات ونستفيد من تقديماتها».

وبدوره شدّد العضو في لجنة المتابعة أحمد يحيى في حديث لـ«جنوبية»على «انّ التحركات لن تقف وصولاً الى تحقيق مطلبنا، ووسيكون لنا تحركات أمام مجلس الوزراء ووزارة الصحة ولقاءات مع المعنيين في هذا الملف».

إقرأ أيضاً: بعد موت المسعف في شبعا أضخم تحرك في العرقوب لفتح المستشفى المغلق

وأضاف يحيى «التحركات اليوم باتجاه الضغط لفتح المستشفى ليست الأولى لكنها الأضخم اعلاميًا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن كل التحركات السابقة كانت تصل دائمًا الى طريق مسدود بسبب سياسة المحاصصة التي ينتهجها المعنيون في التعامل مع ملف صحيٍ بامتياز، فنحن لدينا مستشفى مجهز بالكامل وبأحدث التجهيزات، هذا عدا عن وجود  الكفاءات البشرية من أطباء وممرضين من اهالي المنطقة، إلاّ أنّ أهالينا يموتون على الطرقات بسبب عدم اعظاء امر بتشغيله من قبل السلطات»، وختم يحيى «بلدات العرقوب كلّها ستكون صوتًا واحدًا يوم الأحد بوجه المحاصصة والفساد الذي يسود هذا الملف».

إذًا يبدو أنّ أبناء العرقوب ماضين في المطالبة بفتح المستشفى المقفلة بسبب نظام المحاصصة، فهل ستلقى هذه التحركات آذانًا صاغية عند المعنيين، الذين وبحسب المعلومات لم يبادروا حتى اللحظة ولو بمبادرة خجولة لحلّ هذه المشكلة على الرغم من التحركات والتقارير الاعلامية التي أضاءت على مأساة أبناء العرقوب الصحية.

السابق
نهاد المشنوق:لاتخاذ التدابير المسلكية بحق المسيئين للنازحين
التالي
انتحاريون أربعة في لبنان!