إنتَ مع مين؟

في المواجهة بين فريق ديديه ديشامب وفريق يواخيم لوف، أنا ألماني الهوى على الرغم من تصرفات لوف المقرفة. وفي المعركة بين البرتغاليين والفرنسيين، أنا مع الإستعمار الفرنسي. وبين الإستعمار الفرنسي والأوكراني أنحاز إلى أوكرانيا. وهل أجمل من أن يوقفك حاجز أوكراني، بدل قوى الأمن الداخلي، على طريق أدما ـ فتقا وتتولى جندية مستعمِرة أوكرانية تفتيشك بشكل دقيق. والله على قلبي متل العسل.

في المواجهة بين الرياضي والحكمة لا يمكنك أن تكون مع اللعب النظيف وليربح من يربح. أنت أو “رياضي” أو “حكمة” وبلا مراوغة.

بين “النجمة” و”العهد” أو تكون نبيذياً 100 في المئة أو تكون مع العهد قلباً وقالباً.

ولا يمكن أن تكون على تويتر مجنون “إليسا” وعاشق “نوال” في آن. أو هيك أو هيك.

وأمام جاط سلطان ابراهيم عليك أن تحسم أمرك مع الميتر: أو كاس عرق أو كوب سفن آب دوبل مع تلج. من غير المنطقي أن ترتشف من حليب السباع رشفة ثم تتناول رشفة من المشروب الغازي يا غازي.

ومن عشق المسرح منذ شبابه الأول لا يمكنه أن يشاهد السبت مسرحية “ماكبث” لوليم شكسبير ويحجز الأحد لحضور “الحياة الجوزية” للأب فادي تابت.

ومن يزر متاحف نيويورك وباريس ولندن لن يضع على روزنامته زيارة معلم مليتا الجهادي.

وفي الشعر، إما تكون مع طليع حمدان أو مع شوقي أبو شقرا. طليع وشوقي خطان متوازيان. (أنا مع طليع)

وفي الموسيقى، لا أتخيل الجمهور الرحباني ـ الفيروزي يقفز مع جمهور الراب. ولا جمهور الراب يسلطن مع “الهوى غلاّب”.

تحب السهر؟ أو تلعب “الليخا” مع شباب الحي بكرم الزيتون أو تراقص بنات الحي في الجميزة؟

لا تقدر بعد دق الليخا أن تدخل فيmood الرقص. الأقرب إلى الليخاséance بوكر والأقرب إلى الرقص: شو رأيكن صبايا نكفي السهرة بالشاليه.

في كل مفصل من مفاصل الحياة أنت مدعو كلبناني إلى الإختيار. أو 8 أو 14. الوسطية كذب على ضفتي الصراع.

عليك كلبناني أن تختار بين خط “المكاومة” الذي بلوره وطوّره ورسّخه فخامة العماد إميل لحود، بالإشتراك مع “حزب الله”، وبين الخط السيادي.

عليك كلبناني أن تختار بين تركيا وأرمينيا.

بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية.

بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب.

إقرأ أيضاً: حقائق لا تعرفها عن هيلاري كلينتون

عليك أن تصطف إلى جانب مؤيدي الإنفصال عن الإتحاد الأوروبي أو إلى جانب مؤيدي الوحدة الأوروبية من الأخوة البريطانيين.

الحياد ممنوع. شئت أم أبيت أنت مع أمين معلوف الفرانكوفوني أو مع نضال الأشقر.
مع المنار أو مع ال أم تي في.

مع المايوه بكل مندرجاته أو مع الإحتشام المتوارث بنتاً عن أم عن تاتا.

أنت مع شيش لحم الغنم المدهن أو مع فيليه البقر. لا يمكنك أن تلوك فرمة من كل شيش.

إقرأ أيضاً: سببان جعلا البريطانيين يرفضون الاتحاد الأوروبي… فما هما؟

عليك كلبناني أن تحسم أمرك. حتى لو كنت جاهلاً بقطع الحسابات وغبياً في أصول إعداد الموازنات والسياسة الضريبية. عليك بحكم تكوينك أن تختار بين فؤاد عبد الباسط السنيورة وعلي حسن خليل.

من زمان، ومن زمان كتير أنا مع فؤاد ومع ألمانيا ومع أمين معلوف ومع الكبة بشحمة ومع نهضة المايوهات ومع المهرجانات ومع الحياة. إنتَ مع مين؟

السابق
نديم قطيش : أجندة إيرانية مدسوسة!
التالي
هل مشكلة المستشفى في العرقوب اسم الشيخ خليفة بن زايد؟