نائب إيراني عن سجن إوين الرهيب: يجب أن نسميه فندقا!

وصفت منظمة حقوق الانسان في إيران، في تقريرها الذي نشرته مؤخرا، أوضاع معتقلات الرأي في السجون الإيرانية كافة، وخصوصا في سجون "إوين" في العاصمة "ورجايي شهر" في مدينة "كرج وقرچك" في مدينة "ورامين" بالمخالفة للشروط القانونية والإنسانية، التي نصت عليها شرعة حقوق الإنسان في العالم، والتي وقعت عليها الجمهورية الإسلامية.

وأوضح الناشطون في هذا المجال أن النساء في السجون الإيرانية عامة، خاصة السجينات السياسيات، يتعرضن لأساليب تعذيب جسدي وصحي وتعنيف معنوي قاسٍ للغاية.

اقرأ أيضاً: إيران تذكي الفتنة.. وبيئة حزب الله تدفع الثمن

وقد أحدث التقرير الذي نشرته المنظمة الحقوقية عن الأوضاع الصحية والنفسية السيئة، التي ترزح تحت شدتها السجينات السياسيات في سجن إوين في طهران، صدمة لدى الرأي العام الإيراني، الذي يعاني رهابا أمنيا حادا منذ انتصار الثورة الإسلامية، ازداد أضعافا بعد قمع حركة المعارضة الخضراء في صيف 2009.

وفي الشهادات التي قدمتها سجينات تم تسريحهن، ذكرن أنهن أبلغن السلطة القضائية المتمثلة بحجة الإسلام والمسلمين صادق آملي لاريجاني (شقيق رئيس مجلس النواب علي لاريجاني)، مرارا وتكرارا بالانتهاكات التي تجري في عتمة زنازين سجن “إوين” السيئ الصيت، إلا أنه لم يحرك ساكنا، والأوضاع الإنسانية للسجينات في تدهور مستمر.

منذ أكثر من عشر سنوات لا تسمح الجمهورية الإسلامية لمنظمات حقوق الإنسان، مهما تكن هويتها، بالاطلاع على ما يجري داخل زنازين سجن “إوين”، خصوصا الجناح المخصص للنساء. حيث تعيش السجينات هناك أقسى ما يمكن أن يمر على النفس البشرية من عذابات وانتهاكات جسدية وضغوطات نفسية، وهن بدون استثناء محرومات من الحصول على الرعاية الصحية اللازمة والتغذية المناسبة، ومن رؤية أولادهن، والاتصال بعائلاتهن، ووسائل التدفئة والتبريد.

زواج المتعة في ايران

نزيلات إوين اللواتي خرجن إلى الحرية، يشبهن سجن إوين بالمقبرة السوداء، حيث كل زنزانة فيه هي عبارة عن قبر ضيق، مظلم وبارد، لا يصله ضوء ولا هواء، بقايا الطعام التي ترمى لهن من خلف القضبان أشبه بالقمامة، أما في حال مرض إحداهن، فيدفع لها بأدوية منتهية الصلاحية، عدا أن المصابات بأمراض مزمنة أو خطرة كأمراض القلب والسرطان والفشل الكلوي، أو بعاهات سببتها أدوات التعذيب، فمصيرهن الموت المحتم.

في القسم المخصص للنساء في سجن إوين الرهيب، تقبع الصحافية والحقوقية والأديبة والشاعرة والفنانة، أي من المحرضات على التحرر والتشبه بالغرب حسب رواية السلطة، إلى جانب المعارضات الأقلويات، أي المحرضات على الفتنة بحسب الرواية ذاتها، مثل: الكرديات والمسلمات، السنيات، والبهائيات، والمرتدات عن الإسلام، والمتصوفات، إضافة إلى أخريات أخفقت السلطة في تلفيق رواية مقنعة عنهن، فاتهمتهن بالانتماء إلى منظمة مجاهدي خلق المحظورة.

وتتراوح محكومياتهن ما بين سنة إلى عشرين، غير اللواتي ينتظرن تنفيذ أحكام الإعدام، أما الأسباب الموجبة التي أدت إلى اعتقالهن، فهي: الاعتراض على أحكام الإعدام في الجمهورية الإسلامية، الدفاع عن حقوق المرأة الإيرانية، نشر انتقادات سياسية للجمهورية الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتناق العقيدة البهائية المحظورة، الدفاع عن المعتقلين السياسيين.

تحاول منظمة حقوق الإنسان في إيران، جاهدة إحداث ثقب بسيط، تتسلل منه العدالة، في جدار هذه القضية الإنسانية، إلا أن محاولاتها محكومة دائما بالفشل، فحتى لو رفعت الصوت من وقت إلى آخر، تعود السلطة وتخمده وتلتف بذكاء على الموضوع.

فمنذ أسبوع حرك ناشطو المنظمة هذا الملف، وأصدروا تقريرا مفصلا عن الانتهاكات الإنسانية في حق سجينات “إوين”، فأوعزت السلطة إلى عدد من النواب بالقيام بزيارة السجن، ومنحت إدارة السجن الإذن لثلاثة نواب تابعين للجنة النيابية للأمن القومي بتفقد أوضاع السجينات.

اقرأ أيضاً: البحرين: بدعة سحب الجنسية عن اية الله قاسم تهدد بفتنة طائفية

أحد النواب الزائرين، الذي أبدى سروره وفخره بما رآه من احترام وكرامة ورحمة ومعاملة إنسانية راقية مع السجينات، اعترض على تسمية أوين بالسجن، وقال: “من الظلم أن نسمي إوين سجنا، يجب أن نطلق عليه اسم فندق إوين”!

السابق
يحدث في العراق: ماذا فعلت المذيعة كي تستحق الضرب؟!‏
التالي
هكذا انتحرت العاملة الاثيوبية في زغرتا