المرأة السياسية: قوية في الغرب.. وظلّ في الشرق

ابريل غلاسبي
الغربيات والشرقيات عامة تميزن بالقوة اذ سبقتنا سيريلنكا الى "رئاسة المرأة". تلك البلاد التي نستخفّ بنسائها، كون بعضهنّ يعملن في بيوتنا اللبنانية كخادمات. اما العربيات فلم تتميزن سوى بكونهنّ نساء الظلّ والمال والوراثة، والجمعيات الاجتماعية.. فمصر العراقة لم تنجب سياسيات بارزات.. هذا إذا لم نسأل عن نساء بلاد المغرب العربي. والمستقبل لا يشي بما هو افضل كما يظهر، لأنّ السلفيين قد وصلوا..

إبريل غلاسبي، كوندوليزا رايس، مادلين اولبرايت، هيلاري كلينتون، مارغريت تاتشر، انديرا غاندي، بنازير بوتو… سياسيات فاعلات لعبن دورا في السياسة العامة والخاصة في بلادهن. أما في العالم العربي، خصوصا في لبنان وسوريا والمحيط فلم نسمع سوى باسم ليلى الصلح حمادة، رندة بري، بثينة شعبان، رغد صدام حسين، مي كحالة، عائشة القذافي، اسماء الأسد.
هؤلاء جميعهنّ سيّدات من بلدان غربية او عربية برزت اسماؤهن في الاعلام، لكن ليس بمستوى واحد من الاهمية والدور. منهنّ من كانت ذات دور، ومنهنّ من لعبت دورا شكليا تقليديا.
فإبريل غلاسبي سفيرة الولايات المتحدة في العراق اشتهرت بالايحاء الى الرئيس صدام حسين بان لا مانع من دخوله الكويت، فكانت أشهر سفيرة حتى الآن. وكوندوليزا رايس اشتهرت بموقفها من عدوان تموز 2006 وصاحبة نظرية (الفوضى الخلاقة) Creative Chaos وقبلاتها للرئيس اللبناني فؤاد السنيورة، اضافة الى غرام الزعيم الليبي المخلوع والمقتول معمّر القذافي بها.
اما مادلين اولبرايت فكانت أوّل امرأة تتسلم منصب وزير الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية وبقيت فيه حتى 2001. وهي يهودية الأصل. وليس اشهر منها في سياستها الداعمة لاسرائيل خلال فترة احتلال الجنوب اللبناني. فعندما سئلت عن وفاة أكثر من نصف مليون طفل من جراء الحصار الاقتصادي على العراق قالت إنّه “ثمن مناسب للحصار”. وهيلاري كلينتون تميزت بجولاتها وصولاتها في الشرق الاوسط لتسهيل المفاوضات.

مارغريت تاتشر رئيسة حكومة بريطانيا لمدة 11 عام، اشتهرت بكونها المرأة الحديدية وهي التي صنع حول حياتها فيلما سينمائيا لعبت دورها الممثلة ميريل ستريب. خاضت حرب الفوكلاند ضد الارجنتين وانتصرت فيها.

أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند التي وحّدت بلدها، واحتلت بنغلادش. لكنّها اغتيلت وهي في سدّة الرئاسة في بلد غني بالتنوع الطائفي والعرقي والمذهبي. وكانت غاندي الأنثى الثانية التي تنال منصب رئاسة الوزارة في العالم بعد سيريمافو باندرانايكا في سريلانكا.

بنازير بوتو رئيسة وزراء باكستان. اغتيلت على يد متطرفين بدعم من الرئيس برويز مشرف. وهي أول امرأة في بلد مسلم تشغل منصب رئيس الوزراء. وهي أكبر أربعة أبناء لـ(ذوالفقار علي بوتو) من زوجته الإيرانية.

هذا في اطار العالم الغربي والشرق الاقصى. واذا عدنا الى العالم العربي هل نجد سيدات لعبت ادوارا بارزة؟ ومن هن هؤلاء السيدات؟

على صعيد لبنان يفتقد الاعلام اليوم اسم مي كحالة المستشارة الاعلامية لرئيس الجمهورية اللبناني إلياس الهراوي، بين عام 1989وعام 1998. والتي كان اختيارها ضربة اعلامية للرئيس – ليس معلوما من نصحه بفعل ذلك – ربما لإثارة بعض الاجواء ايجابا تجاه الرئيس الذي وصل كبدل عن ضائع. لم يُعرف عنها أيّ شيء آخر.
يردّد الاعلام اسم ليلى الصلح حمادة لسبب واحد هو انها ابنة رئيس وزراء رجل الاستقلال وزوجة ماجد حمادة ابن رئيس مجلس النواب اللبناني السابق، ورئيسة جمعية خيرية اسسسها ابن اختها الامير السعودي الوليد بن طلال ليبقي على خيط العلاقة مع لبنان املا بمستقبل ما على ما يردد العارفون. اي انها ممرّ اجتماعي.
رندة عاصي بري سيدة اعمال ناحجة ومشهورة بتسوياتها وشركاتها واموالها رغم انها زوجة رئيس حركة المحرومين في لبنان نبيه بري. وقد اشتهرت بحجابها المميز، وبإدارتها المميزة لعالم المال والاعمال. وزوجها مستمر في الحكم منذ العام 1985. لكن لم تتدخّل بأيّ نشاط سياسي تاركة لزوجها هذا الملف. وقد عرف عنها في هذا المجال فقط محاولة توريث ابنها الوحيد، تاريخَ والده.

بثينة شعبان اشتهرت كمستشارة سياسية واعلامية، ووزيرة للمغتربين في عهد الرئيس بشار الاسد. ومعروف عنها شراستها واستماتتها في الدفاع عن النظام وهي البعثية الآتية من بيئة فقيرة، تعلمت الى ان باتت أستاذة جامعية في الادب الانكليزي.

رغد صدام حسين عاشت في كنف والدها لكنّها خانته عندما هربت مع زوجها حسين كامل الذي حاول الانشقاق على صدام وهرب إلى الأردن، ولكنه عاد فتمت تصفيته. لعبت دورا بارزا بعد احتلال العراق. قادت حملات إعلامية منقطعة النظير تدعو فيها إلى اسقاط الحكومة العراقية الحالية.

عائشة معمر القذافي ابنة الرئيس الليبي المخلوع الراحل معمر القذافي تميّزت فقط بصبغ شعرها الى اللون الاشقر واطلالتها الدائمة في ساحة الهايد بارك بلندن.
اسماء الاخرس الاسد التي تعيش منذ حوالي 4 سنوات اسوأ ايامها لأنّ زوجها في حالة من الخطر كون بلدها يتعرض للدمار. وقد كانت طيلة فترة حكم زوجها، اي منذ عقد ونيف من الحكم، تتصرّف كأميرة اوروبية كونها ولدت وعاشت في بريطانيا. لكنها لم تلعب اي دور سياسي.

ومن ايران تميزت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية أفخم التي منذ اطلالتها الاولى ابدت نعومة لافتة على العكس مما هو معروف عن الايرانيات. تبلغ من العمر 49 سنة، تم تعيينها كمتحدثة باسم الخارجية في العام 2013, عملت مرضية أفخم في السياسة منذ ثلاثين عاما وهي أول إمرأة تشغل هذا المنصب في جمهورية إيران الإسلامية. ولعلها تصل الى منصب وزيرة الخارجية.

الغربيات والشرقيات عامة تميزن بالقوة اذ سبقتنا سيريلنكا التي نستخف بنسائها كون بعضهنّ يعملن في بيوتنا اللبنانية كخادمات. اما العربيات فلم تتميزن سوى بكونهنّ نساء الظلّ والمال والوراثة، والجمعيات الاجتماعية.. فمصر العراقة لم تنجب سياسيات بارزات.. هذا إذا لم نسأل عن نساء بلاد المغرب العربي. والمستقبل لا يشي بما هو افضل كما يظهر، لأنّ السلفيين قد وصلوا..

السابق
الرئاسة السورية رحبت بالجو الديمقراطي الذي تسير به مرحلة الترشح
التالي
أمين الجميل:يهمنا ان نطل بمرشح يتجاوز اصطفافات 14و8أذار ويصل للمستقلين