الحوار الوطني والثنائي: تفعيل عمل الحكومة وتخفيف التشنج

لم يعلُ أمس غير صوت الحوار بشقّيه الوطني والثنائي ليتمخّض عتاباً متبادلاً خفّف من التشنّج وفتحَ الباب، على حدّ ما أُعلِن، أمام توجّه جدّي لتفعيل الحكومة سيكون أمام الامتحان بانعقاد جلسة مجلس الوزراء المقررة بعد غد الخميس. وفيما غاب الاستحقاق الرئاسي عن طاولة المتحاورين حضَر همساً في كواليس بعضهم.

كرست طاولة الحوار الثنائي بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” مساءً حرصاً مشتركاً على تفعيل الحكومة واستمرار الحوار “وتجنيب لبنان أي تداعيات تؤثر على استقراره”. وتبادل ممثلي “حزب الله” وتيار “المستقبل” العتاب على خلفية التصعيد الدائر بين الرياض وطهران والذي انعكس تصعيداً سياسياً عنيفاً بينهما، انتهى بامتصاص التوتر بينهما، ما أسّس لجلسة هادئة للحوار الثنائي المسائي انتهت بتأكيد الطرفين “الحِرص على استمرار الحوار وتفعيله وتجنيب لبنان أيّ تداعيات تؤثر على استقراره الداخلي”.

وجاء في بيان الجولة 22 الحوارية بين “المستقبل” و”حزب الله” التي عقدت بمشاركة مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن التيار، وعن الحزب المعاون السياسي لأمينه العام حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله، وبحضور الوزير علي حسن خليل، أنه “جرى نقاش حول تطورات الأوضاع الراهنة وعرض للمواقف من القضايا المطروحة”، ناقلاً في هذا السياق تأكيد المجتمعين أنه “على الرغم من التباينات في الموقف حول عدد من القضايا الخارجية فإنهم يجددون الحرص على استمرار الحوار وتفعيله وتجنيب لبنان أي تداعيات تؤثر على استقراره الداخلي”، مع الإشارة إلى أنّ “البحث تناول أيضاً تكثيف الاتصالات من أجل تفعيل عمل الحكومة”. واتفق الفريقان وفق “النهار” على عقد الجولة المقبلة في 25 كانون الثاني الجاري.

اقر|أ أيضًا:  حوار الكتل: احالة «السّجال» على حوار المستقبل – حزب الله

على طاولة الحوار الوطني

وكان رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أثار، وفق “المستقبل”، موضوع تصعيد رعد. وأوضحت المصادر أنه حين عبّر السنيورة أنّ الكلام التصعيدي الأخير الصادر عن رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” هو “كلام مرفوض”، بادر رعد “بهدوء تام” إلى التوضيح مبرراً ما قاله بالإشارة إلى أنه أتى كردة فعل على بيان سابق صادر عن أحد قياديي تيار “المستقبل” إتهم فيه “حزب الله” بأنه “عميل” وأمينه العام بأنه قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري الأمر الذي استدعى موقفاً مركزياً مقابلاً عبّر عنه رعد بالنيابة عن الحزب. وحيال ذلك علّق السنيورة على تبرير رعد بالتشديد على “رفض الإسفاف في الكلام من أي جهة أتى”. وتلا رعد وفق “النهار” نصاً أحضره لهذه الغاية تردّد أنه يعود الى تصريح لوزير العدل أشرف ريفي. واعتبرت المصادر رد رعد أنه يعني موقف الحزب من الحوار مع “المستقبل” خارج هذا السجال الطارئ.

اقرأ أيضًا: ترشيح عون وفرنجية «يفرُط» حلف 14 آذار!

تبرير على طاولة الحوار

وقد شكّل الامتناع اللبناني الرسمي عن الانضواء تحت راية الإجماع العربي محور نقاش وتوضيح بين المتحاورين سعى خلاله الوزير جبران باسيل إلى تبرير الموقف وتوضيح مبررات اتخاذه بذريعة الحرص على “الوحدة الوطنية”.  وكان السنيورة طرح موضوع امتناع باسيل عن التصويت لصالح الإجماع العربي فرد باسيل على انتقاد السنيورة لهذا الموقف باعتباره يجسد خروجاً عن الإجماع العربي، مؤكداً أنه اتخذ قرار الامتناع عن التصويت بالتفاهم مع رئيس الحكومة تمام سلام، وأوضح أنه بعدما باءت محاولته لعدم إدانة “حزب الله” في البيان الختامي نتيجة إصرار وزير الخارجية البحريني على الأمر، إختار عندها باسيل “الوحدة الوطنية على الإجماع العربي نظراً لكون الحزب مكوّناً لبنانياً مشاركاً في الحكومة وممثلاً في المجلس النيابي”.

توضيح سلام

وفي معلومات “اللواء” ان سلام أوضح للسنيورة ان باسيل كان على تشاور معه في الموقف، لكن وزير خارجية البحرين أصرّ على إدخال العبارة التي يتناول فيها “حزب الله” في البيان الختامي، فكان الموقف بالامتناع عن التصويت والاعتراض على العبارة.

إجماع على تفعيل العمل الحكومي

لكن، الدلالة الأبرز التي خرجت بها الجولة الـ13 للحوار الوطني التي بدت كأنها تثبت نظرية وضع الاستحقاق الرئاسي في الثلاجة وتنصرف في المقابل الى تزخيم محاولة تفعيل العمل الحكومي في الوقت الضائع المرشح لان يطول بلا أي أفق زمني.

وعلمت “النهار” من مصادر وزارية ان نتائج الجلسة الـ13 للحوار النيابي أفضت الى فتح الطريق أمام معاودة مجلس الوزراء جلساته إبتداء من الخميس. ولفتت الى ان هناك حواراً جانبياً يدور حول موضوع التعيينات في المجلس العسكري بما يلبي بعض مطالب “التيار الوطني الحر”. وتوقعت أن تشهد الجلسة إقرار عدد كبير من بنود جدول ألاعمال الذي يضم الى 140 بنداً 104 مراسيم عادية.

السابق
الجيش يستهدف مواقع المسلحين في جرود راس بعلبك
التالي
بالصور:ميسي يتخلّى عن بدلاته البرّاقة وهكذا استلم الكرة الذهبية!