بعدما وضع الحراك المدني ملف النفايات على نار حامية يبدو أن السلطة تمكنت أخيرا من ايجاد الحلّ لتلك الأزمة ولكن على طريقتها، أي “طائفيا”.
اقرأ أيضاً: إلى المشنوق: الطائفية تزيد الإرهاب
فقد علم موقع “جنوبية” أنه بعدما تمكّن وزير الداخلية نهاد المشنوق مساء أمس من اقناع مخاتير بلدات وقرى عكار بالموافقة على فتح مطمر في خراج بلدة “سرار”، بدل المكب العشوائي حاليا، يجري الإعداد لتجهيز مطمر في البقاع الشمالي. وما هي إلا أيام ويعلن اسم المكان بعدما أخذ حزب على عاتقه تأمين حاضنة شعبية لاستحداث مطمر في البقاع الشمالي قرب مدينة الهرمل، غير انه لم يعرف بعد مكان هذا المطمر العتيد.
هي اذن تسوية لبنانية بامتياز، مطمر سني مقابل مطمر شيعي، تطبيقا لنظام المحاصصة الطائفية، فكما يطبّق هذا النظام في المكاسب والمغانم، كذلك في غرم “النفايات“، الذي توزعت رائحته الكريهة بالتساوي على جميع الطوائف.
فالطائفة السنية ستنعم بتلك الرائحة في “سرار” بمنطقة عكار، والطائفة الشيعية ستنعم بها في البقاع.
واللافت في الأمر ان حزب الله لم يفصح عن مكان موقع المطمر تحديدا الذي وافق على ان يكون في منطقة البقاع الشمالي، متكلا على الولاء الطائفي والسياسي الذي يحظى به الحزب من سكان المنطقة، التي يسكنها الآلاف من المنتسبين والعاملين في صفوفه، وبالتالي فإن كلمة حزب الله هناك مطاعة سلفا، فلا حاجة لان يطلع جمهوره على نواياه، أو يبلغهم مسبقا بمكان المطمر المنوى حفره لاستقبال النفايات.
فهل ينتهي الحراك المدني هنا أم أن المجموعات سوف تتابع نشاطها وتنجح في تسليط الضوء على قضايا مطلبية أخرى مثل مواضيع الكهرباء والمرفأ…