معالم خطة طهران للتهجير الديموغرافي لحماية الأسد

منذ بداية الثورة السورية وتسعى ايران الى تنفيذ مخططها لتغيير ديموغرافي في سوريا، وصولاً الى الشرق الأوسط الجديد الذي لطالما سعت إليه أميركا. بدأت ملامح هذا المخطط تضح أمام الجميع من خلال بث التفرقة والطائفية والمذهبية. فهل ستنجح محاولات التخوين والطوأفة العرقية في خلق واقع جديد لطالما هرب السوريون منه؟

لم تنفك إيران منذ انطلاق الثورة السورية على تجييرها لتحقيق مشروع التقسيم والتطبيع والتخطيط الديموغرافي لسوريا، مستخدمة أدواتها الميليشياوية المسلحة على اختلافها، لرسم خارطة جديدة.
لما لا وهي التي تقدم الخدمات الجلّى للشيطان الأكبر في تقصير الوقت للوصول إلى الشرق الأوسط الجديد، ماحية خريطة سايكس بيكو… فإيران عزّزت وجود الميليشيات العراقية واللبنانية مع أن النظام  يتمزق وينهار. لقد باتت المناطق السورية والنظام دمية تلعب بها طهران وتتنافس مع الآخرين عليها، علّها تنال منها لتحصل على الحصة الأكبر. ويستنتج المراقبون للتطورات في سوريا أن تحالف إيران وروسيا لدعم النظام يتقاطع مع الموقف الأميركي حول إسقاط النظام حالياً، وقد أفسح لطهران الآن مجالاً أوسع لحل مشكلات في الشرق الاوسط “الجديد”.
الأخطر هو الدور الإيراني في البدء بتهجير السوريين الآمنين من بيوتهم في المناطق المحاذية لخط النار المحيط بالعاصمة وبهيكلية النظام (مناطق سوار دمشق) منطقة المزة – بساتين. وتقضي تلك الخطة بإخراج سكان هذه المناطق واستبدالهم بإيرانيين جدد، لتغيير ديمغرافي لم تشهده المنطقة إلا في عام 1948 عند نشوء الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة. بدأت الخطة عبر حزب الله من القلمون شرقاً مروراً بالزبداني وهو “الطريق الواصل” الى الكيان الدولة العلوية كما المقرر لها وصولاً لدمشق العاصمة، مرسخة نفوذاً إيرانياً متمادياً في المنطقة. وكأن المنطقة لا يكفيها ما تعانيه من تمزّق وهريان.

بين الموت بالبراميل المتفجرة وعلى شواطئ المتوسّط، وطلباً للجوء تبرز خطة طهران الجهنمية لحماية ما تبقّى من نظام الأسد. وذلك عبر أوامر بالإخلاءات دون تأمين البدل أو التعويض فيجد المواطن السوري نفسه مشرداً في وطنه مقتلعاً مأواه. أمّا مناطق السكن العشوائي الأخرى ذات الغالبية العلوية والشيعية، فلا رقيب عليها لأنها لا تزعج أحلام طهران للإمساك بالواقع الديموغرافي والقرار السياسي معاً. واللافت هو التظاهرة الشيعية في منطقة السيدة زينب وغيرها من المقامات الشيعية للمرة الاولى من أقل من أسبوع، مطالبين بطرد سنّة المنطقة بدافع سياسي لبدء قطع شرايين العاصمة دمشق عن بعضها، في مشهد لم يعهده السوريون من قبل.
فما الذي ينتظره السوريون الآمنون غداً في ظل استمرار انتهاج منطق القوّة والسلاح والدم والطائفية، وإنتهاج ذلك سبيلاً لترسيخ التقسيم.

وتلك خطورة اللعبة، فهل ستنجح محاولات التخوين والطوأفة العرقية في خلق واقع جديد لطالما هرب السوريون منه. أسئلة تجيب عنها الأيام القادمة القريبة.

السابق
ردّا على الدكتورة أمون: من المؤسف مذهبة الوقائع والشيخ حمود أدار الجلسة بتوازن
التالي
موت لحد يحيي أمجاد «جمّول» المنسية