لبنان كمحطة انطلاق للمتخاصمين والمتقاتلين

لبنان
يبقى أن العائد إلتقى وفودا شعبية مرحبة، إقتصادية محذرة، دبلوماسية مخططة، سياسية متوحشة مطالبة وأمنية لقدرتها فاقدة. لكنه حتماً لم ولن يلتقي من هي بالأصل المسببة، فتلك حددت سلفا خارطة طريقها، اما أنت فستبقى كمن خرق كهنويته وأباح بإعترافات رعيته.

يبقى أن العائد إلتقى وفودا شعبية مرحبة، إقتصادية محذرة، دبلوماسية مخططة، سياسية متوحشة مطالبة وأمنية لقدرتها فاقدة. لكنه حتماً لم ولن يلتقي من هي بالأصل المسببة، فتلك حددت سلفا خارطة طريقها، اما أنت فستبقى كمن خرق كهنويته وأباح بإعترافات رعيته.

يروى انه وفي قديم الزمان كان هنالك فتاة أتهمت بالمس وبمصاحبة الشيطان لمجرد أنها تفوهت بما لا يستطيع عليه عاقل في ذلك العصر من شتم وسب وكفر، و كان أن ظهر رجل علم أسر الى الحاكم ان سبب ذلك ليس إلا ورم يضغط على المخ فيصيبها بما هي فاعلة، أجريت لها عملية ولم تقتل، إلا ان العبرة في السؤال عن ما إذا بقيت تلك الفتاة على قيد الحياة فكان الجواب أنها كذلك لكنها لا تقوى على الكلام او الحركة ولا تأكل إلا إذا أطعمتها. أتبع بسؤال عفوي وسريع وما الذي فعلته إذن؟ فكان أن قال لقد أنجيتها من الموت حرقاً.
حراس الدم لن يتوانوا في البحث عمّن سرق مجدهم، أو يحاول فعل ذلك، ليستعيدوا منه الشعارات والعلامات إن هو إستطاع الى ذلك سبيلا، هم لن يسمحوا له او لأحد من أمثاله أن ياخذ كرسي الرفعة الموجود في هذا البلد. وللمفارقة، فإن الأتباع باتوا هم أيضاً يشعرون بحالة أفضل إن فعلوا فبدونها سيبقى الحبل الخيالي يشد على عنقهم، وهو ما لن يستطيعوا معه صبرا.
عليه ان يتنفس طويلاً بعمق وببطء ويحفظ توازنه من هو ملاقي رائحة البخور والشموع وسيخالط السلاح وعبق البارود، سيواجه وجوه شاحبة تختزن الحقد تلفح وجوهها بدفء الطوائف سيصفع وجهه صقيع الأطماع و حدة المواقف.
لبنان بلد يحمل رائحة ما يمر عليه، هو ليس من صلب المعادلة لكنه قد يكون محطة ينطلق منها المتخاصمين المتقاتلين والأعداء. مشكلته قد تكون أنه ببساطة يقع في الطريق وعلى مفترق ضيق. هي حفلة قتل ولن يوقفها إلا الطوفان بامر من حكيم مقتدر قادر عليم.
مشؤومة تلك البلد وفيها مقطب شفتين نظراته قاسية حازمة يوهم الناس ويجهدهم لإلتقاط الموت في صورة لم نعهدها ولم نرى قبلاً مثلها يقودها عقلا يقوي النفس كل يوم يقبض على الانفس ليصل بدفعه هذا الى مرتبة الملاك .
عارياً انت في بيئة عشقت ستر العيوب، عظمك يكسوه لحماً يرتعد من الألم على وطن وتخنقك صور الموت وآهات الحروب وفوضى الثورات الفارغة إلا من الناس الصادقة. عاريا انت والغربان تحلق فوقنا وتنعق نشازها بشكل رتيب. عاريا وأمامك من قطع وبتر وسحق الجماجم وإرساء قواعد الموت وجعلها دستور. عاريا وحيدا أمام من يمارس للجسد تدريب رهيب. لن يسعهم العودة فيسكشف سرهم وتتلعثم نبوءة يمنون النفس بها على انها النصر المبين، مجمدة دماؤهم وأرواحهم من حجر لقد إختيروا للقيام بالمهمة حتى نهايتها والسر يجب ان يبقى ملكا لهم ومعهم حتى لو كان عليهم بيع أخوتهم الحقيقين لكي تنقل كما يظنون الرسالة الى الأجيال المقبلة بكل تعاليمها وتفاصيلها.
يبقى أن العائد إلتقى وفود شعبية مرحبة، إقتصادية محذرة، دبلوماسية مخططة، سياسية متوحشة مطالبة وأمنية لقدرتها فاقدة. لكنه حتماً لم ولن يلتقي من هي بالأصل المسببة ، فتلك حددت سلفا خارطة طريقها، اما أنت فستبقى كمن خرق كهنويته وأباح بإعترافات رعيته.

السابق
وصية وليد جنبلاط لدروز راشيا.. أو حين ينحرف الإعلام
التالي
طعن عامل في مياه العزيز