إسرائيليات

– رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو ووزير دفاعها ايهود باراك يقودان حملة لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية، و «نيويورك تايمز» تعتبرهما «ثنائياً غير متوقَع» في تحقيق من القدس كتبه ايثان برونر، وهو صحافي يهودي اميركي خدم ابنه في جيش الاحتلال.

التحقيق يقول إن الرجلين يأتيان من موقعين مختلفين ويمثلان مواقف متباينة وخبرات، ثم يتفقان على الوقوف ضد قنبلة نووية ايرانية.

هل هذا صحيح؟ الرجلان على يمين ليكود، وأعرف أن باراك رأس حزب العمل اليساري بعد أن ترك رئاسة الأركان في 1995، إلا أنني كتبت في حينه أن باراك انضم الى العمل لأنه لم يجد لنفسه موقعاً في ليكود، وهو استغل وجوده في حزب الصهيونيين الذين أسسوا اسرائيل لتدمير الحزب وعملية السلام نفسها. والسنة الماضية كتبت الصحف الاسرائيلية أن نتانياهو يبحث عن موقع لباراك داخل ليكود.

لا يُعقل أنني أعرف عن مجرمي الحرب هذين ما لا تعرف «نيويورك تايمز»، وما أعرف هو أن نتانياهو مجرم حرب شارك في تدمير طائرات مدنية في مطار بيروت سنة 1968، وأن باراك شارك في قتل زعماء فلسطينيين في بيروت في ليل 9-10/4/1973 ودُست في دم الصديق كمال عدوان على درج البيت في تلك الليلة المشؤومة.

– خطة ايران لهولوكوست ثانٍ يجب وقفها.

من يقول هذا؟ يقوله جون بولتون وهو واحد من أحقر المحافظين الجدد وأكثرهم تطرفاً، وقد عمل لاسرائيل من داخل الإدارات الاميركية وخارجها، وكان سفير جورج بوش الابن في الأمم المتحدة من دون موافقة الكونغرس.

ايران لا تستطيع تنفيذ محرقة أو هولوكوست حتى لو أرادت، ولكن بولتون كان عضواً أساسياً في «محرقة» قُتلَ فيها مليون ونصف المليون من العرب والمسلمين قبل عشر سنوات، وليس قبل 65 سنة كما حدث مع اليهود الاوروبيين.

وعدالة الأرض والسماء تقضي بمحاكمة النازيين الجدد الذين قتلوا العرب والمسلمين لأسباب مزورة عمداً، في نورمبرغ مثلاً، كما حوكم زعماء النازية، وأي محاكمة عادلة ستقضي بإعدام بوش الابن ونائبه ديك تشيني ودونالد رامسفيلد وبول وولفوفيتز ودوغلاس فايث وجون بولتون وغيرهم من عصابة الحرب.

– عندما قتل إرهابي متأثر بفكر القاعدة ثلاثة أطفال ومعلمهم في تولوز كنت في البحرين، واتصلت بسكرتيرتي في لندن وطلبت منها أن تنشر على زاويتي في «تويتر» بالعربية والانكليزية أنه إذا كان استرداد فلسطين يمر بقتل الأطفال فأنا لا أريدها. وعدّلتُ مقالاً كان معداً للنشر في غيابي وزدت عليه إدانة القاتل والجريمة.

وعندي على الموضوع ملاحظتان:

الأولى أن أوائل الإرهابيين في منطقتنا في العصر الحديث كانوا مؤسسي اسرائيل، والحكومة الاسرائيلية الحالية تضم إرهابيين معروفين إرهابهم يبرر الإرهاب المضاد. وأنا أحمّل اسرائيل المسؤولية عن قيام القاعدة وإرهابها ضد المسلمين قبل اليهود، وضد الناس أجمعين.

الثانية، أن أنصار اسرائيل يستغلون إرهاب تولوز لإلصاقه بالمسلمين كلهم، وأقول إنه منذ 28/9/2000، أو بدء الانتفاضة الثانية وحتى اليوم قُتلَ حوالى 1500 طفل فلسطيني مقابل 135 طفلاً اسرائيلياً. أقول إن اسرائيل قتلت أضعاف أضعاف من قَتَلَ ذلك الإرهابي في تولوز من اليهود.

– أختتم بعد أخبار السياسة بشيء من التاريخ، فقد قرأت عرضاً لكتاب جديد من تأليف توم هولاند عنوانه «في ظل السيف: معركة الامبراطورية العالمية ونهاية العالم القديم».

الكتاب ذكرني بخطأ متكرر في رواية التاريخ الاوروبي، فهناك إصرار على أن معركة بلاط الشهداء أو بواتييه حيث هزم شارل مارتل وحلفاؤه العرب بقيادة عبدالرحمن الغافقي تمثل نهاية الفتوحات الإسلامية في اوروبا. غير أن كتب تاريخ الأندلس العربية لا تذكر غير أسطر عن المعركة التي قُتلَ فيها الغافقي وتعتبرها غزوة من مئات الغزوات المماثلة، ففتح الأندلس كان سنة 711 عندما عبر طارق بن زياد وموسى بن نصير البحر من المغرب. ومعركة بواتييه كانت سنة 732، والعرب بقوا في الأندلس حتى سنة 1492، فكانت تلك الغزوة جزءاً من بداية تاريخهم في الأندلس، وتبعتها غزوات عبر جبال البيرينيه، واحتل العرب جنوب فرنسا، أو الريفييرا الفرنسية كما نعرفها الآن، إلا أنها كانت قليلة السكان والموارد فتركوها.

لا أعارض المؤرخين الغربيين وإنما أقارن روايتهم بالروايات العربية، وأترك للقارئ أن يحكم على مدى أهمية تلك المعركة – الغزوة.

السابق
إدارة أوباما أمام خيار التسويات
التالي
شربل: سنبحث في مشروع النسبية