فنيش: من غير الطبيعي وضع العراقيل أمام مشاريع معالجة الكهرباء والمياه والضمان الاجتماعي

اقام "حزب الله" احتفالا تكريميا للطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في جامعة AUCE – صور ومعهد الآفاق، برعاية وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش، في باحة الكلية الجعفرية – صور.

وقال فنيش:"لقد عشنا سنوات عجاف، طيلة أكثر من 5 سنوات كنا فيها عرضة وما زلنا للضغوطات والتدخلات الخارجية، وكنا فيها مادة تنافس سياسي. سقط البعض من خلال هذه التجربة في أوهام الرهان على إستقواء بالعامل الخارجي لتثبيت سلطة أو زعامة ولو كان ذلك على حساب مصلحة الوطن واستقراره وهويته وموقعه ودوره. وعاش الوطن طيلة أكثر من 5 سنوات تنافس محموم أضاع الكثير من الفرص وازدادت معه المشكلات التنموية والخدمات في كل ما يحتاجه إنسان هذا الوطن في الكهرباء والمياه والتأمينات الاجتماعية وفرص العمل والاقتصاد وغير ذلك".

وتابع:"هذا التحدي الكبير ينبغي أن يعطى الأولوية، بل آن الأوان أن يكون له الأولوية في مقاربة الشأن الداخلي. إن مشكلة الكهرباء لا تطال فئة من اللبنانيين ولا منطقة ولا جماعة سياسية دون أخرى إذا استمرينا في تعطيل بناء الدولة وقدرات المجتمع وفي تعطيل عملية الإنماء والتنمية من خلال استحضار الكيد السياسي والخلافات السياسية. ينبغي أن تحمل المسؤولية كاملة وهذه مسؤولية الرأي العام لأنه آن الأوان للخروج من حمى العصبيات المذهبية والخطاب الطائفي الذي يريد أن يتستر به بعض أصحاب المشاريع السياسية والذي لا علاقة له ولا صلة لا بمصالح الطوائف ولا بحسابات الطوائف والأديان والمذاهب. إنما هو خطاب يعتمد من اجل تسعير العصبيات التي تخدم مصالح فئات سياسية".

وتابع:"أن نختلف، هذا أمر طبيعي، لكن ليس طبيعيا أن تضع العراقيل أمام مشاريع معالجة الكهرباء ومشكلات المياه والضمان الاجتماعي أو العكس في الموازنة أو أزمة النمو في الاقتصاد أو فرص العمل. هذه مسؤولية الجميع أن يقارب هذه المشكلات التي يمر بها الوطن بعيدا عن الخلافات السياسية. لأنه بذلك يظهر مسؤولية وطنية ومسؤولية أخلاقية لان مقتضى التصدي للشأن العام أن نحمل مسؤولية إيجاد الحلول لما يعانيه المجتمع بغض النظر عن مكوناته السياسية والطائفية والمذهبية".

واشار فنيش الى ان "هذه الحكومة ليست حكومة اللون الواحد والحزب الواحد، هذه حكومة مجموعة قوى سياسية ائتلفت تحت سقف سياسي وتحت ثوابت وطنية. لكن هناك بين مكوناتها تباينات واختلافات في الآراء سواء كان ذلك في الادارة التفصيلية للبلد او المسائل التنموية او الاقتصادية".

وقال:"نحن كجزء من هذه الحكومة كفريق سياسي تصدى ويتصدى للشأن العام ويمثل بكل افتخار واعتزاز شريحة واسعة من اللبنانيين نتحمل مسؤوليتنا في المجلس النيابي والحكومة وخارج المجلس النيابي والحكومة للدفع باتجاه إيجاد المقاربة الواقعية والموضوعية التي تلبي حاجات اللبنانيين وحاجات المواطنين".

وتابع:"ان المقاومة اليوم رغم كل محاولات التشويه والاستهداف باتت أقوى وبات دورها عصيا ومنيعا عن كل محاولات الإلغاء والتهميش والمحاصرة تمثل حقيقة راسخة في هذا البلد، وباتت جزءا أساسيا في معادلة الصراع وليس بمقدور العدو الصهيوني ولا الذين يسعون لخدمته أو الذين يغفلون عن مقاصده ان يثنوا هذه المقاومة عن متابعة طريقها في التصدي له. هذا التحدي الذي يواجه لبنان هو تحد كبير، لان أي إغفال لخطر العدو الصهيوني وأي تقصير في قراءة تطورات الصراع والمعادلات في المنطقة وأي قصور عن فهم ما يجري حولنا سيجعلنا ندفع الثمن باهظا، إذا ما فرطنا في أسباب القوة والمناعة".

واضاف:"ولعل، ما صرح به غبطة البطريرك وما أبداه من قراءة ليست لتأييد فريق سياسي في حسابات المناكفة السياسية الداخلية، بل هي قراءة لطالما تحدثنا بها، قراءة إستراتيجية تعبر عن حرص وخوف ومعرفة بخطر العدو الإسرائيلي وبدور الغرب في دعم هذا العدو وبما يتهدد لبنان من خطر نتيجة هذه التداعيات".

وختم فنيش:"هذا الالتقاء في الموقف يجعلنا نعبِّر بكل تقدير عن تأييدنا لمعظم ما قاله غبطة البطريرك ويجعلنا أيضا نستغرب تلك المواقف التي لم تتحمل موقفا بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة، موقفا استراتيجيا يعبر عن قراءة للأحداث من زاوية مصلحة الوطن والحرص على ابرز مكوناته من إخواننا المسيحيين. نستغرب أن نسمع خطابا بعيدا عن حدود اللياقات وعن ممارسة حق الاعتراف ويمارس نوعا من الترهيب الإعلامي والسياسي لان مواقف البطريرك لا تخدم خطابه اليومي الذي لا ينطلق من حسابات المصلحة الوطنية بقدر ما ينطلق من حساباته الخاصة والفئوية".
  

السابق
انقطعت الكهرباء فلم ير عروس المستقبل!
التالي
لم يجد بها شيئاً يسرقه..فحرقها !!