من «اللقاء الشيعي» حتى «نداء الدولة والمواطنة».. حراك شيعي يبحث عن موقع

محاولات شيعية لبنانية لكسر الجمود في الموقف الشيعي السياسي.. هل تكون خطوة الى الامام باتجاه التنوع والتعددية؟ بعد المحاولة الاولى عام 2005 ها هي المحاولة الثانية في العام 2017.

وثيقة سياسية جديدة اصدرتها شخصيات شيعية متنوعة مختلفة، تتفق على أمر واحد، وهو معاداة الثنائية الشيعية، في استعداد لمواجهتها في معركة الانتخابات النيابية لعام 2018.
وبالعودة الى الوراء وفي الاعوام السابقة جاول الشيعة المستقلون تأسيس تحرك شيعي مستقل في مرحلة ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005. وكان هذا اللقاء تحت عنوان “اللقاء الشيعي اللبناني” الذي اطلق وثيقة تأسيسية في اجتماع موسع عقد في “قاعة الرشيد” في ثانوية الكلية العاملية في رأس النبع برعاية العلامة السيد محمد حسن الأمين وحضور النائب (السابق حاليا) باسم السبع، وحشد كبير من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية والعاملين في الشأن العام. بحسب جريدة المستقبل” اللبنانية.

اقرأ أيضاً: كواليس النقاشات بين الشيعة المعارضين: هكذا اختلفوا… واتفقوا

حيث اعتبر السيد محمد حسن الامين ان “الشيعة، لم يكونوا في اللحظة التي انبثقت فيها حركة التشيّع، لم يكونوا حزباً، ولا مذهباً، كانوا حركة انطلقت من وعي متقدم لطبيعة الرسالة الاسلامية العظيمة، وكان يمثل هذا الوعي المتقدم لهذه الرسالة بوصفها رسالة من أجل الانسان، أي من أجل حرية الانسان وحقه في العدالة والمساواة”.
وقد تساءل الكثيرون حينها لماذا هذا “اللقاء” الآن؟ مع الاشارة الى ان المؤسيسن للقاء وجدوا انه ليس من مصلحة أحد اختزال الشيعة بالثنائية فقط. وكان هدق “اللقاء الشيعي اللبناني” الحفاظ على المنجزات الوطنية وعلى رأسها المقاومة.

اضافة الى “تجمع لبنان المدني” الذي لم يولد من عدم. فهو حراك سياسي لبناني ضم «تشكيلات» من خارج المكرّسين، تشكيلات تقوم على أسماء ليست بالضرورة من تلك التي شغلت او تشغل مقاعد وزارية أو نيابية. بل أتى في سياق عام يتطور أصلاً، مع تطور طرق عمل سياسي لم يعد حكراً على «الحزب» أو «العائلة» أو خلافه من المُعتاد اللبناني، بحسب جريدة السفير، وقد أعلن بيانه التأسيسي عام 2012 وضم بين صفوفه مجموعة مثقفين لكنه جاء بأغلبية شيعية.
اما المحاولة الجديدة اليوم أي “نداء الدولة والمواطنة” فتحاول الإفادة من الدروس السابقة التي حصلتها في العام 2005 وتحديداً في العلاقة مع قوى 14 آذار السابقة. كما ترى صحيفة “الجمهورية”.
وقد تعرضت الشخصيات التي اعلنت تأييدها للقاء الشيعي لعدد من التهديدات، من خلال توصيفات تقول بأنهم “شيعة السفارة” لإخضاع الأصوات الشيعية بقوة الاشاعات، من خلال حملة منظمة استهدفتهم.
وكانت في العام 2005، عام اغتيال الرئيس الحريري، شاركت أعداد ضخمة من الشيعة المعارضين للوجود السوري، في لبنان، كما اورد “المدن”.

اقرأ أيضاً: حَراك بيروت: هل الإنتفاضة مُمكنة على الوصاية الإيرانية؟

لكن من جهة أخرى، لا يزال الشارع الشيعي اللبناني عصيّا على الاختراق من قبل خصومه. فكيف بمجموعة من الناشطين الشيعة الذي يواجهون الحزب بمنطق يختلف عن منطقه الذي يحظى بشعبية واسعة في الأوساط الشيعية. ويعاني الشيعة اللبنانيون المعارضون لـ«حزب الله» من وقوعهم بين مطرقة الحزب وسندان معارضيه.
فالحزب الذي انتقل من عدم الاعتراف بهم، إلى تهديدهم، كان أكثر رأفة بهم من خصومه الذين استفادوا منهم في اظهار الصورة التعددية الوطنية في المناسبات فقط، لكن ما لبثوا ان لجأوا إلى «حزب الله» للتحاور معه باعتباره الممثل الوحيد لشيعة لبنان. كما اوردت “الشرق الاوسط”. فغالبية المعارضين للحزب يرفضون أن يكونوا «مشروعا شيعيا» في مواجهة مشروع «حزب الله»، مفضلين التزام خيار الدولة والخطاب الوطني.

السابق
هل أنا عدو إن قلت!؟
التالي
حذار الـ«فلاكا».. مخدرات صينية رخيصة تغزونا