كواليس النقاشات بين الشيعة المعارضين: هكذا اختلفوا… واتفقوا

لقاء وطني لمواجهة المذهبيات و"الثنائية" المعطلة للدولة

من البقاع، ومن الجنوب وصولاً إلى ضاحية بيروت، تداعت شخصيات شيعية مستقلة الى لقاء يوم الأربعاء 4 تشرين الأوّل لإعلان “نداء الدولة والمواطنة”، الذي جاء نتيجة عمل دؤوب دام ثمانية شهور، “لا يمكن تجييره لشخص” كما أكّد الدكتور حارث سليمان عقب تلاوته للبيان.

اللقاء الذي افتتحه رئيس بلدية بعلبك السابق المحامي غالب ياغي، والذي تلا بيانه الدكتور الدكتور حارث سليمان، حمل الصبغة الشيعية والخصوصية الشيعية مما سبب نقاشاً فسجلت اعتراضات وتحفظات من بعض الحاضرين الذين يرفضون التقوقع تحت الصفة الشيعية.

هذا التعارض في الآراء لم يؤدِ إلى فشل اللقاء وإنّما إلى البحث على مخارج للبيان كي يكون جامعاً، فعبّر كلّ متحفظ عن رأيه بشفافية. وكانت أولى المداخلات من الصحافي محمد بركات الذي توقف  عند خوض المواجهة باسم مذهبي، لافتاً إلى ما يمكن أن يسببه ذلك من حساسية مفرطة لدى اليساريين الذي يرفضون المشاركة تحت مسمى شيعي.

واقترح بركات إضافة فقرة على البيان تتوجه إلى كافة البيئات الشيعية التي تؤمن بالتغيير من متدينين ويساريين ومستقلين وليبراليين.

من جانبه أكّد علي زعيتر أنّ لهذا اللقاء مفاعيل دون أدنى شك، متمنياً أن تكون هذه البداية، ليطالب بتعميم محاربة الفساد المستشري عند كل الأطياف وذلك كلبنانيين لا كشيعة.

الأسير المحرر أحمد اسماعيل شدد على أنّ التسمية صحية، فالثنائية الشيعية وعلى رأسها حزب الله – بحسب كلامه- لا تعطل الطائفة وإنّما البلد وقد استبدلت الوصاية السورية بالوصاية الإيرانية، مؤكداً أنّ التغيير في الوطن يبدأ من التغيير في الطائفة الشيعية. ليعلق على خوف اليساريين مؤكداً أنّ “حزب الله مذهب اليسارية والشيوعية وحولههما إلى طوائف”.

وكان للصحافي علي الأمين مداخلة أكّد فيها أنّ أهمية البيان ليس فيما يقوله وإنّما فيما ينتج بعد إعلانه، مقترحاً وضع برنامج عمل والمتابعة. هذا وتمنى الأمين على الحضور البحث في الذهاب أكثر نحو الخطوات العملية.

رئيس بلدية بريتال السابق عباس زكي اسماعيل تحدث من جانبه عن المحاصصة وعلى ما أوصلت إليه الوطن، متمنياً إيجاد آلية صادقة وجادة للتواصل.

إقرأ أيضاً: شيعة خارج الثنائيّ بدأوا مساراً انتخابياً وصوت قويّ آت من البقاع

فيما رأى الصحافي أحمد عياش أنّ العنوان الشيعي تليوم يحاول اقتحام واقع صعب وهو الثنائي الشيعي الذي ليس مسيطراً لبنانياً فقط وإنّما إقليمياً، متوقفاً عند الحرب السورية المستعرة وعند آلاف الشباب الذين يسقطون من الطائفة الشيعية مؤكداً تعاطفه مع هؤلاء ضحايا وإن كان مشروعهم معارض.

ودعا عياش لقول هذه الحقائق بصراحة، لافتاً إلى هذا الثنائي وهذا الفصيل الممتد إلى إيران قد يأخذ الشيعة إلى حروب جديدة، فهم اليوم – بحسب عياش- مشروع مهجَرين ومهاجرين من هذا الأرض ولن يرحمهم أحد. ليسجل اقتراحاً بأن يأتي البيان على ذكر هذه المخاطر.

إقرأ أيضاً: شخصيات مستقلة في مؤتمر «نداء الدولة والمواطنة»: التغيير في التمثيل الشيعي «ضرورة وطنية»

آخرون رأوا بالمواجهة تحت مسمى “الشيعة” ضرورة في بلد تحكمه الثنائية الشيعية، مع التشديد من قبلهم على أنّ المواجهة ليس مذهبية بقدر ما هي تأكيد لوجود مشروع بديل عن مشروع حزب الله وحركة أمل المرتهن للأجندات الإقليمية.

وفي معرض الرد على الاعتراض على الطابع الشيعي للقاء، قال أحد المشاركين أنّ الهدف هو إنقاذ الطائفة الشيعية من فئة مسلحة وفئة سياسية تستأثر فيها وتعمل على إقصاء كلّ صوت معارض.

نداء الدولة والمواطنة، كان لقاء “مصارحة”، أكثر منه بيان، عبّر فيه الجميع عن هواجسهم، اللقاء ليس إلاّ خطوة، والشيعة المستقلون اليوم أمام اختبار فإما يواجهون واقعاً أو يتلهون بخلافات طفيفة تصب رواسبها في تسجيل انتصار جديد لحزب الله خصوصاً وللثنائية عموماً.

السابق
المعارضة المصرية والنظام.. تاريخ حافل من المواجهة
التالي
أسعد بشارة: سأتقدم بشكوى جزائية بحق المقدم سوزان الحاج