حزب الله: الابن الضال وموعد العودة للوطن

حشر حزب الله في سوريا واليمن أعادت المتهم ميشال سماحه الى السجن. أين انت يا سيدي هاني فحص لترتب لهم توبتهم وعودتهم الى كنف الوطن دون ان يترتب على ذلك انهيارات وطنيه؟ هو وحده السيد هاني كان يستطيع ان يكون الخصم والحكم.

سألت السيد هاني فحص في أحد الجلسات عن ما يقوله البعض انه مرونة من قبل السيد تجاه وجود حزب الله في سوريا، قال لي “موقفي واضح كالشمس، انا ضد ذهابهم الى سوريا، وانا مع ثورة الشعب السوري دون تردد، ومع سقوط الاسد، ويوما ما قريب سنشهد عودة الابن الضال – حزب الله – من سوريا حينها يجب أن يكون هناك من يرتب عودتهم الى حضن الوطن، وهو دوري ودور الحكماء، لن نستطيع أن نقتطع من جسم الوطن قطعة بحجم حزب الله، ولا نستطيع بنفس الوقت ان نقبل تحكم حزب الله بالوطن، والغاء تعدديته، وسمته كوطن للتعايش”.

اقرأ أيضاً: الشيعة والأوطان

كان يروق لبعض المحللين تفسير الثورة السورية بأنها صراع سني – شيعي، لكن السيد هاني كان يقول “أنا شيعي وافتخر بانتمائي وأقولها على رأس السطح ليس كل الشيعة ضد الثورة السورية، ولن نقبل ان نضع الشيعة بمواجهة السنة”.

عندما ساند السيد هاني الثورة السورية لم تكن أول مرة يقف فيها مع حق فيه طرف “سني” اذا صح التعبير فهو قبل ذلك كان مع ” فلسطين” وكان دائماً نصير الكرد ” السنة” في العراق المتجه نحو هيمنة شيعية على البلاد والعباد.

هنا يبرز سؤال مهم للغاية: لماذا أخذ السيد هاني فحص هذا الموقف؟ وما هو وجه الاختلاف بين فحص والآخرين؟ يتمثل الفارق بجلاء في عقلية فحص الذي يؤمن بالإنسان وحقه في الحياة، في الوقت الذي يبرر فيه الآخرون الموبقات، معتقدين أن القوة يجب أن تبقى مصونة مهما كانت التكاليف.

حزب الله

ما الذي دفع بالسيد هاني فحص للسير بعكس التيار، لأن السيد هاني فحص، من وجهة نظري، أصاب جوهر رسالة الإسلام. فأسس الإسلام تقوم على احترام حقوق الإنسان والحرية. ولعل العنصر الثالث والأكثر أهمية هو اللغة والأدب، فالسيد أديب من الطراز الراقي، سجادة عجمية حيكت بتأن وصبر حوت في رسمتها كل انواع الحب والزهور وما يرمز للانسانية.
كان السيد هاني يقول “نحن حريصون على التفاهم مع «الثنائية الشيعية» ولسنا أعداء لها، فالشيعة وكذلك السنّة ليسوا حزباً واحداً”.

وكان يقول “الممانعة ودعم المقاومة لا يغفرا للنظام قتل شعبه، والفكر الشيعي لا يعطي الأولوية للجهاد، نرفض الكيل بمكيالين”. وعندما استشهد حمزه الخطيب كتب السيد هاني وقال “ان أعضاء حمزه الخطيب أشرف من السنة الحكام”.

عمل السيد هاني منذ عام 2006 على صياغة تجربة وطنية تكرس البعد الوطني والعربي للشيعة، وكان يرى بتلك التجربة بانها هي الضمانة للشيعة كجماعة ينتمي اليها، فهو لم يرد لهم الخروج من الوطني الى الشيعي بل من الوطني الى الوطني وأن يغنوا الوطني بالخصوصية الشيعية فهذه الخصوصية الشيعية دائماً هي بحاجة الى التعبير عن نفسها فاستعمل المصطلح الشيعي والقناعة الشيعية والصفة الشيعية لكي يقول بأن «السيد» الشيعي لا يمثل وحدة هذه الجماع. كذلك ركز على المسار التاريخي للشيعة الرافض للظلم. وتكلم عن البعد العربي بتكوين الشيعة والبعد الانساني والوحدوي للتعبير عن الحالة الشيعية.
عندما رفض السيد هاني ذهاب حزب الله الى سوريا أراد أن يعبر عن قناعته وقناعة اناس كثيرين في الوسط الشيعي تتماثل قناعاتهم مع قناعاته، وهم ليسوا حزبًا بل حالة وهي تنمى فظهر السيد هاني الموقف لكي يظهر الحالة ويؤكد على علاقته فيها.

كان يعلم أننا امام احتمال حدوث فتنة واراد أن يقول لا للفتنة لا نريد الدخول فيها، ولكن ونتيجة لمسار النظام القامع لشعبه الذي الغى وقطع الحوار بينه وبين المجتمع وبين مكوناته واختزل المجتمع بطائفة معينة بالرغم عنها وهي متضررة اولاً وهي الطائفة العلوية. هذا ما يمكنه أن يجعل سوريا مرشحة اكثر من غيرها لكي تكون مكاناً للفتنة الحقيقية والعميقة والتي يمتد اثرها الى خارج سوريا لكي يثبت النظام بأن الاستبداد اضمن للمكونات الاجتماعية كافة من اي ثورة أو تغيير.
الحكم على طريقة ميشال سماحة، واصرار الثورة السورية على نقاش رحيل الاسد كأولوية في المفاوضات، ولجوء الحوثيين الى التفاوض في الرياض، كلها مؤشرات لقرب عودة الابن الضال – حزب الله- الى ربوع الوطن.

اقرأ أيضاً: إلى حزب الله: خصومك فرِحون بقتالكَ في سورية.. وبيئتَكَ هي التي تتألّم

مع كل شروق فجر يتأكد غيابه، نفتقد حكمة السيد هاني فحص ورؤيته، في الشيعة كثيرون يسيرون على خط السيد هاني، وهم يرفضون الفتنة ويؤكدون على البعد الوطني وليس البعد الطائفي هم أبناء السيد هاني الرافضين للظلم والمتمسكين بالانسانية.

السابق
هكذا غرّد اللبنانيون ترحيبا بالحكم الجديد على سماحة…
التالي
بين أمراء المحاور وأمير المفجرين: المبنى دال لميشال سماحة