في المقلب الثاني من الشهر الاخير لهذه السنة، استمرت المراوحة على حالها، وساهمت البلبلة في الموقف الروسي من مصير نظام الرئيس بشار الاسد في زيادة منسوب الترقب اللبناني للحدث السوري، في وقت اعلن فيه محامي الدولة السوري رشاد سلامة انه سيتقدم الاثنين بدعوى باسم الدولة السورية ضد النائب عقاب صقر ومن يظهره التحقيق بتهمة تزويد المعارضين السوريين بالسلاح.
وفيما شغلت المعلومات التي نشرتها "اللواء" في مانشيتها يوم امس عن اعتبار رئاسة الحكومة دعوة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني بإجراء انتخابات في المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى في نهاية الشهر الحالي باطلة، من زاوية ان اجتهاد المرجع الرسمي لدار الفتوى ومؤسساتها هو بمثابة "الكلمة الفصل" لحسم النقاش الدائر حول مصير الدعوة التي اعلنها الشيخ قباني.
ورحبت الاوساط الاسلامية بهذا الموقف الايجابي الذي من شأنه تجنيب طائفة المسلمين السنة الانقسام، والعمل على الوحدة التي تساهم في بناء الوحدة الوطنية.
ولفت الانتباه انتقاد بعض خطباء المساجد في بيروت امس الجمعة، ما يحصل في دار الفتوى، واصفين الامر بأنه ضياع للامانة المسند الى غير اهلها، مشبهين ما جرى بحال الطرقات المقفلة بسبب اهمال المعنيين لصيانتها تحسباً لهطول المطر.
وكشفت مصادر متابعة لملف المجلس الشرعي، ان سلسلة قرارات ستتخذ في ضوء قرار مجلس شورى الدولة المتوقع صدوره في مطلع الاسبوع المقبل، متبوعة بسلسلة خطوات تنفيذية تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت.
سياسياً، وفيما يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية له قبل ظهر الأربعاء في السراي، وأمامها 40 بنداً أبرزها تعديل بعض مواد قانون الجمعيات، وينهمك رئيسه نجيب ميقاتي بين اليوم ومطلع الأسبوع بمتابعة شؤون النازحين السوريين، في ضوء الوفود الدولية التي تأتي إلى لبنان، والاجتماع الثاني للدول المانحة الذي سيعقد أيضاً في السراي، حيث يفترض ان يأتي هؤلاء بأجوبة من دولهم على خطة الحكومة لمساعدة هؤلاء النازحين، استعادت أمانة قوى 14 آذار حزب الكتائب والكتلة الوطنية وحركة التجدد الديمقراطي، الذين سيشارك ممثلوها في الاجتماع المقبل للأمانة، للمرة الأولى منذ انسحاب هؤلاء من الأمانة، بحسب ما أعلنه مُنسّق الأمانة العامة الدكتور فارس سعيد الذي اكد ان توحيد رؤية 14 اذار سيكون المهمة الأولى للأمانة لاستقبال تداعيات سقوط النظام السوري، لكن نائب رئيس حزب الكتائب سجعان قزي أعلن، في حديث تلفزيوني، أن استئناف عمل الكتائب في الأمانة العامة لن يصبح رسمياً الا بعد ان يُقرّر المكتب السياسي الكتائبي ذلك، وهو سيعطي مساحة نضال اضافية لقوى 14 اذار، مشدداً على اننا "سنعمل معاً مع الأمانة" مؤكداً أن الاجتماع بين مُنسّق اللجنة التنفيذية في الحزب النائب سامي الجميل وسعيد كان ناجحاً جداً.
في هذا الوقت، صعد "حزب الله" موقفه من قرار محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضية أليس شبطيني تخلية سبيل الموظف في شركة "ألفا" الموقوف شربل القزي بجرم التعامل مع العدو الإسرائيلي بكفالة مالية قدرها 10 ملايين ليرة دفعت، عبر تحريك هيئة ممثلي الأسرى والمحررين التي طالبت باحالة كل الملفات التي حكمت بها القاضية شبطيني للتفتيش المركزي، واعتبرت، في مؤتمر صحفي عقدته لهذه الغاية، بأن إطلاق العميل العاشر قزي هو إطلاق العنان للعملاء الخونة دون محاسبة أو اقتصاص.
وكشف النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي في هذا السياق، أن النيابة العامة التمييزية كانت رفضت عبر ممثلها في محكمة التمييز العسكرية طلب إخلاء سبيل القزي، لافتاً إلى أن النيابة العامة هي سلطة ملاحقة وموقفها تقليدي برفض إخلاء سبيل أي محكوم.
عدا عن ذلك، لم يطرأ، أمس، أي تطور سياسي لا على صعيد لقاء الرئيس نبيه بري ووفد 14 آذار، بخصوص إحياء اللجنة الفرعية للبحث بقانون الانتخاب، أو التي تسمى لجنة التواصل، أو على صعيد التغيير الحكومي، ولا أيضاً على صعيد موضوع سلسلة الرتب والرواتب، باستثناء ما أعلنته هيئة التنسيق النقابية عن تنفيذ إضراب شامل يوم انعقاد أول جلسة لمجلس الوزراء بعد رأس السنة، في جميع الإدارات العامة والوزارات والقائمقاميات والسراي الحكومي وكافة المدارس الرسمية والخاصة ومعاهد التعليم المهني الرسمي، كما أشارت إلى تنفيذ تظاهرات باتجاه السرايات الحكومية في العاصمة والمناطق، تزامناً مع الإضراب.
وفي هذا المجال، أكد وزير بارز رغب عدم ذكر إسمه لـ "اللواء" بأن السلسلة لن تقر وأنه لا مجال لإقرارها في المدى المنظور، لأن لبنان مكبّل بالديون، ولا مصادر ممكنة للتمويل، مشدداً على أن تغيير الحكومة مستحيل.
