الموسوي ردا على السنيورة: بسبب سياستك التراجعية نخوض معركة قاسية

رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي، في تصريح أدلى به في المجلس النيابي، انه "يبدو ان الرئيس السنيورة وإدراكا منه لخطورة ما أقدمت عليه حكومته في عام 2007 تفادى في رده علي بالأمس، على لسان أحد أعضاء كتلته التطرق الى الموضوع الأساسي والحقيقي والفعلي فوقع في "الشطط الجدلي". أخذ يتحدث عما قامت به حكومته في العام 2009 والعام 2010 ولم يكن هذا هو الموضوع".
أضاف: "لذلك لإعادة الموضوع الى نصابه لا بد من التذكير بما طرحناه، فالرئيس السنيورة هو الذي تحدث في ندوة صحافية وصف فيها عملية الطائرة أيوب بأنها "استفزاز"، تبدو وكأنها إعلان حرب وخرق للقرار 1701. قلنا للرئيس السنيورة ليس من المسؤولية والمصلحة الوطنية ان يقف رئيس أكبر كتلة نيابية في المجلس النيابي اللبناني ويقدم وثيقة للعدو تبدو وكأنها تبرىء له ما يظن انه بصدد فعله. وقلنا له ألا يعتبر عشرون الف خرق إسرائيلي للأجواء اللبنانية استفزازا وإعلان حرب، فقط عندما تتوقف عند هذه العملية كان يمكن أن تستخدمها في إطار الصراعات مع العدو،
أن تستخدمها كحجة لمطالبة حلفائك الأميركيين بالإيعاز الى الإسرائيليين للتوقف عن خرقهم للسيادة اللبنانية".

وقال: "هذا هو محور الموضوع الذي تفاديته ولم تتوقف عنده ولم تتطرق اليه، وبالتالي كان ردك بالأمس ردا خارج الموضوع، قلنا لك ان نهجك التراجعي أمام العدو أتاح له أن يستبيح 850 كلم2 من المنطقة الإقتصادية الخالصة، كان جوابك ان حكومتك شكلت لجنة لتحديد حدود المنطقة الإقتصادية الخالصة وان اللجنة أقرت النقطة 23، وهذا كما قلت أنت قد جرى حتى عام 2010 بين العامين 2009 و2010، لكنك على ما يبدو تتعمد أن تخرج على الموضوع".
وتابع: "لذلك أسألك، لقد قمت في العام 2009 و2010 في حكومتك بتشكيل لجنة لتحديد المنطقة الإقتصادية الخالصة بعني انها لم تكن محددة، إلا بعد قرار مجلس الوزراء، في العام 2010، إذا لماذا وقعت حكومتك في 17 كانون الثاني عام 2007 اتفاقية تحديد الحدود مع قبرص، كيف تذهب الى توقيع اتفاق لتحديد الحدود في المنطقة الإقتصادية الخالصة بين لبنان وقبرص دون أن تكون قبلا قد أنجزت دراستك الخاصة كحكومة لبنانية لحدود المنطقة الإقتصادية الخالصة؟ كيف تذهب الى توقيع اتفاقية ولم يكن لدى لبنان أي تصور رسمي لبناني خاص بشأن المنطقة الإقتصادية الخالصة، ذهبت الى التوقيع ولم يكن لبنان قد حدد بعد منطقته الإقتصادية الخالصة؟ وهنا الكارثة التي ارتكبتها في توقيع اتفاقية حدود المنطقة الإقتصادية الخالصة مع قبرص أنت ووفق نهجك التراجعي، انه منعا لإثارة مشكلة مع الجانب الإسرائيلي، تحديد النقطة الثلاثية الإبعاد بين قبرص ولبنان وفلسطين المحتلة قمت بالتراجع عن النقطة 23 ووقعت الإتفاقية مع قبرص عند النقطة رقم (1) متراجعا أميالا كثيرة عن النقطة الأساسية، وقولك في ذلك اننا لا نريد استفزاز الإسرائيليين ولا نريد أن نتسبب في مشكلة مع الإسرائيليين فقمت بالتراجع حتى النقطة (1) ووقعت اتفاقية مع الجانب القبرصي على هذا الأساس، وتذرعت ان الإتفاقية الدولية لقانون البحار تقتضي ذلك".

وقال: "ما الذي حصل؟ الذي حصل ان الكيان الصهيوني عندما وقع اتفاقية تحديد الحدود للمنطقة الإقتصادية الخالصة له مع قبرص، جعل النقطة الثلاثية الأبعاد لا النقطة 23 وإنما النقطة (1) التي تراجعت اليها في الإتفاقية التي عقدتها مع الجانب القبرصي، هذا ما قلناه. قلنا ان السياسة التراجعية التي تعتمدها والنهج الإنهزامي الذي تعتمده امام العدو في قرارك، بالتراجع الى الخلف حين يتعلق الأمر بالجانب الإسرائيلي، أوصلنا الى الكارثة التي نحن عليها اليوم. ان 850 كلم2 على الأقل في المنطقة الإقتصادية الخالصة يزعم الإسرائيلي انها له، ودليله على ذلك توقيعك اتفاقية تحديد الحدود مع الجانب القبرصي. وان ترضى أن تكون النقطة الثلاثية الأبعاد هي النقطة رقم واحد".

أضاف: "هذا ما قلته لك يا دولة الرئيس، ان سياساتك التراجعية والإنهزامية تؤدي الى خسارة لبنان وها هي قد سببت للبنان بخسارة 850 كلم2 مع ما فيها من ثروات طبيعية تقدر بعشرات المليارات الدولارات التي نحن بأمس الحاجة اليها في لبنان بسبب أزمة الدين العام وما يترتب عليها من أزمات اجتماعية واقتصادية. هذا الذي كان يجب أن تجيب عليه في ردك علي بالأمس، لماذا وقعت اتفاقية مع قبرص دون أن تكون قد أنجزت قرارا لبنانيا لتحديد هذه المنطقة؟ لماذا وقعت على اتفاق لنقطة ثلاثية الأبعاد مع فلسطين المحتلة وقبرص متراجعا أميالا عن النقطة 23، ما سمح للعدو أن يدعي انها جزء من منطقته، ووقع على هذا الأساسي مع الجانب القبرصي".

وقال: "لذلك هذه السياسة الإنهزامية والتراجعية مع العدو هي التي تؤدي الى خسارة لبنان، أما نهجنا المقاوم القائم على أساس محاولة إحداث توازن نسبي مع العدو، فإذا قام بخروقات يجب أن يكون لدينا رد فعل مناسب حتى تصل الى وضع نتمكن فيه من إيقاف هذه الخروقات، أنت لم تجب بالأمس، تحدثت عما فعلت في 17/1/2007، فيما كانت حكومتك في ذلك الوقت حكومة مبتورة وهي وفق رأينا لم تكن حكومة شرعية ولا دستورية، وهذا الموقف بالتحديد واعتبار ان هذه الحكومة غير شرعية وغير دستورية يخدم المصلحة الوطنية اللبنانية، لأنه بذلك تفقد الإتفاقية التي وقعتها مع قبرص أي قيمة قانونية يمكن أن يحتج بها الجانب الإسرائيلي حين يفتح ملف لنزاع وهو مفتوح الآن على النقطة الثلاثية الأبعاد".

واعتبر الموسوي انه "بسبب سياستك التراجعية، نخوض اليوم في المجلس النيابي في لجنة الأشغال معركة قاسية لنحاول استعادة 850 كلم2، هذا ما نقوله، كما قلته في كونين بهدوء وليس كما زعمت ان ثمة توترا، ربما هناك غضب، صحيح ذهب من حقنا 850 كلم2، أهذا لا يغضب، كان غضبا وما زال. 850 كلم2 نحاول استعادتها. على أي حال إذا كنت تصر على كلمة التوتر فلا شك انه إذا خير المرء بين التوتر الإبداعي وبلاغة البلاهة سيختار التوتر الإبداعي، والمصادفة اننا بين البسمة الأبدية على شفاه النائب الزميل الذي رد علي وبين الحنق الأزلي، قد اخترنا النمط الأوسط وخير الأمور أوسطها".  

السابق
الأمانة العامة لـ 14 آذار: اي تنازل حكومي بمثابة خيانة وطنية عظمى
التالي
خضر حبيب: حل مشكلة سلاح حزب الله في طهران وليس في بيروت