المصالحة تتقدم

القوى الوطنية الموقعة على اتفاق المصالحة الوطنية حققت باجتماعها امس الاول اختراقا جديا في ملفات ستة: المعتقلون السياسيون، جوازات السفر, حرية التنقل، عودة الكوادر لقطاع غزة، المؤسسات المغلقة، حرية العمل السياسي والجماهيري، لجنة الانتخابات المركزية، وايضا كان هناك اجتماع للكتل البرلمانية امس لتفعيل دور المؤسسة التشريعية، وملف المنظمة سيطرح اليوم في الاجتماع المشترك للرئيس مع اعضاء اللجنة التنفيذية والأمناء العامين للفصائل والمستقلين، والذي بالضرورة سيدفع بوثيقة التفاهم (آذار/ مارس 2005) للتطبيق. كما ان اللقاء الذي جمع الرئيس ابو مازن مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أمس، سيساهم في تطويع العقبات، التي قد تبرز.
إذا الاجواء ايجابية وتفتح الافق جديا نحو آفاق جديدة تبعث الامل لطي صفحة الانقلاب على الشرعية الوطنية، لاسيما وان لجانا تشكلت لتنفيذ المهام الموكلة لها لترميم الجسور الوطنية في اوساط القوى السياسية والمجتمع الفلسطيني برمته.
وما يبعث على مزيد من التفاؤل الاشراف المصري المباشر على الخطوات المختلفة لدفع الامور بالاتجاه المرجو والمراد من ابناء الشعب الفلسطيني وكل الغيورين على تحقيق المصالحة الوطنية. وعلى جميع القوى المعنية تحمل مسؤولياتها الوطنية لتذليل العقبات بحيث تقف المصالحة على قدميها بعد الكساح الذي اصابها طيلة الاعوام الماضية، لاعادة الاعتبار للوحدة الوطنية الرد الطبيعي والمنطقي على جرائم وانتهاكات ومخططات ومشاريع الاحتلال الاسرائيلي وكل القوى التي لا تريد للمصالحة الوطنية التقدم.

المصالحة الوطنية اولوية فلسطينية لا يجوز ان تسبقها غاية او هدف، لان الوحدة الوطنية تعتبر ركيزة اساسية لنهوض المشروع الوطني، وفتح الابواب الموصودة في وجه الحقوق والاهداف الشرعية للشعب الفلسطيني التي كفلتها قرارات ومواثيق الشرعية الدولية .
وفي هذا السياق تفرض الضرورة تثمين الدور الذي لعبه الاخوة من كل القوى السياسية وخاصة من حركتي فتح وحماس، الذين بشروا بتحقيق النجاح، ولم يتراجعوا خطوة للوراء امام المنغصات والعقبات والتصريحات المتشائمة، التي حاولت إعادة الامور الى نقطة الصفر.
لذا على المعنيين والغيورين على وحدة الشعب والصف من كل الفصائل والقوى والشخصيات المستقلة ومنظمات المجتمع المدني والشباب والنساء تشكيل «لوبي» داعم للتوجه الوطني التصالحي، ولقطع الطريق على كل القوى المعطلة لمسيرة الوحدة الوطنية.
بالتأكيد ستبرز عقبات في الطريق، ولكن بالاصرار على النجاح، وبالمرونة وروح المسؤولية العالية والصبر سيتم تجاوزها، وردم الهوة امام اي عقبة تحول دون تقدم عربة المصالحة. ولا خيار للشعب الفلسطيني وقيادته السياسية الا بالاندفاع قدما لتعزيز اواصر الوحدة الوطنية في ضوء الاتفاق على الاسس الصحيحة السياسية والادارية والامنية والمصالحة الاجتماعية، وضمان الحرية السياسية والجماهيرية لمواطنين جميعا.
ستبقى اليد على القلب خشية العثرات والعقبات التي قد تنجم عن المتضررين من المصالحة، لكن على الجميع الدفع باتجاه احراز تقدم للأمام حتى تتوج بالوحدة الوطنية الحقيقية. وقادم الايام سيكشف مدى الصدقية في التطبيق لملفات المصالحة، التي هي بمثابة الهواء والماء والغذاء للشعب الفلسطيني.

السابق
فياض يشيد بما حققته انجاز فلسطين من فرص اقتصادية لتمكين الشباب
التالي
ماروني: السلاح يستعمل للضغط في اتخاذ القرارات