السفير: اعتراف أميركي بإنجاز المقاومة إسم رئيس محطة بيروت دقيق منازل الأكثرية: تنسيق تحت الاختبار

بينما بقي ملف الوضع الأمني في الجنوب مفتوحاً على قراءات واستنتاجات متباينة، عقد مجلس الوزراء أمس جلسة هادئة، بالتزامن مع التحسّن الذي طرأ على العلاقة بين بعض مكونات الأكثرية، غداة لقاء مطوّل وصريح عقد بين الخليلين والوزير جبران باسيل، أنتج ما يشبه خريطة طريق لرفع مستوى التنسيق داخل الصف الأكثري وتفعيل إنتاجيته في مجلس الوزراء، فيما استمرّت المعلومات التي كشفها حزب الله حول عمل الـ«سي آي إيه» داخل لبنان بالتفاعل في الاوساط الاميركية التي اعترفت بأن إسم رئيس محطة بيروت دقيق، ما يعزز صدقية المقاومة ويؤكد قسوة الضربة التي تلقتها وكالة الاستخبارات المركزية.

بيت الأكثرية.. منازل كثيرة
في هذا الوقت، علمنا أن اللقاء الذي عقد بين معاون الرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل والوزير جبران باسيل كان إيجابياً ومثمراً، لجهة إعادة لملمة وضع الأكثرية وتنظيم آلية عملها، علماً ان انعقاده جاء تتويجاً لجهود مكثفة جرت خلال الأيام الماضية بعيداً عن الأضواء، مع الإشارة الى أن متانة التفاهم المتجدد تبقى «تحت الاختبار»، حتى إشعار آخر.
وفيما تركز البحث خلال الاجتماع على كيفية رفع مستوى التنسيق بين مكونات الأكثرية، بعد الاهتزاز الذي أصاب علاقاتها مؤخراً، قال الوزير جبران باسيل لـ«السفير» إن اللقاء أطلق مساراً جديداً من التنسيق والتعاون، في إطار مواكبة الحلفاء لمطالب التيار الوطني الحر، مؤكداً أنه تمّ التفاهم على الأساسيات والمطلوب الآن هو التطبيق.

ومن المتوقع أن يُعقد قريباً لقاء موسع لعدد من أقطاب الصف الأول في تحالف المعارضة السابقة، بغية تكريس التفاهمات التي تمّ التوصل اليها، فيما أكد الرئيس بري لـنا أهمية إعادة تثبيت ركائز الأكثرية في مواجهة الاستحقاقات القائمة والمرتقبة، مشدداً على أن نتائج المشاورات التي جرت كانت جيدة وستنعكس إيجاباً على أداء فريق الأكثرية.
وكان مجلس الوزراء قد قرر خلال جلسته أمس الموافقة على شراء الجيش اللبناني 50 ألف صفيحة زيت زيتون، ويُتوقع أن يقر اليوم إلغاء ضريبة القيمة المضافة المفروضة على المازوت، أي ما يعادل ثلاثة آلاف ليرة للصفيحة الواحدة، بعدما يكون وزير المال قد استكمل معطياته بالنسبة الى دعم مادة المازوت، لعرضها في جلسة اليوم.

وأبلغت مصادر وزارية في تكتل «التغيير والإصلاح» «السفير» ان من أهم ما قرره مجلس الوزراء هو الطلب الى القضاء تحريك الدعوى الـتي رفعها الوزير جبران باسيل عندما كان وزيراً للاتصالات ضد كل من يظهره التحقيق متورطاً في اختلاسات الخلوي وهدر المال العام، مشيرة الى أن المطلوب من القضاء المختص أن يستمع كخطوة أولى الى الوزير مروان حمادة وعبد المنعم يوسف.
 وضع الجنوب

في هذه الأثناء بقي الوضع الجنوبي محط اهتمام، وعلمت «السفير» ان قائد القوات الدولية البرتو آسارتا أبلغ الرئيس بري خلال لقائه به أمس في عين التينة انه متيقن من أن المقاومة لا تريد أي اهتزاز أمني في الجنوب. وأعرب عن استيائه لأن الاستقرار في الجنوب قد اهتز «بعدما كنت أقول منذ سنة ونصف السنة ان الأمن في الجنوب نموذجي وأن هذه المنطقة هي الأكثر استقراراً». وأكد ان علاقة أهل الجنوب وحركة أمل وحزب الله مع اليونيفيل جيدة، مشيراً الى انه يتلقى رسائل وداعية كثيرة من الأهالي مع قرب موعد انتهاء مهامه في قيادة القوات الدولية.
وعُلم ان بري أبلغ آسارتا بان الحوادث التي حصلت مؤخراً تستهدف الجنوب وهي ضد المقاومة، مشدداً على ان الجنوب ليس «مسبحاً للعموم»، وهذه الصواريخ «مَيس ـ مَيس» معروفة منذ زمن طويل. وأكد أن أمن اليونيفيل هو من ضمن الاستراتيجية الدفاعية التي تقوم على معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

من ناحيته اعتبر الرئيس سعد الحريري عبر موقع «تويتر» أن الاعتداء على القوة الفرنسية في صور هو من الأمور التي لا تحدث هكذا» بل إنها رسالة سورية من (الرئيس السوري بشار) الأسد عبر أصدقائه في لبنان». وأكد الحريري ان انهيار النظام السوري حتمي، إن لم يكن قريباً، ووجه رسالة إلى أهل حمص قال فيها: «الله معكم وستنتصرون وسيسقط بشار».
وفي المقابل، سأل العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح: هل تستطيعون ان تعدوا الفرقاء الذين يستطيعون اطلاق صواريخ من الارض اللبنانية على إسرائيل، كلهم أفرقاء محتملون، ولماذا لا تفكرون بعميل اسرائيلي يطلق صاروخاً على اسرائيل؟». ولفت الانتباه الى «ان اطلاق الصواريخ ترافق مع حملة على سلاح «حزب الله».
وأدانت كتلة المستقبل النيابية بعد اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة محاولات استدراج لبنان إلى آتونٍ لا يُريدُهُ بما يبعده عن خدمة قضيته الوطنية مؤكدة أن «الشعب اللبناني وأهالي الجنوب لن يقبلوا العودة إلى ممارسات استخدامهم منصةً لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية أو صندوقة بريد لإرسال الرسائل إلى أيّ طرفٍ كان».

اعتراف أميركي
على صعيد آخر، استأثرت إنجازات المقاومة ضد وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» بالمتابعة والتعليق لدى أوساط أميركية عدة.
وفي هذا الإطار، كتب سكوت شاين في «نيويورك تايمز» ان حزب الله «صعّد حملته على «سي أي آيه» في لبنان، عارضاً على تلفزيون المنار أسماء 10 من المسؤولين في الوكالة، وقد أقر المسؤولون الاميركيون بوجود انتكاسات لكن من دون تفاصيل، ورفضت متحدثة باسم الوكالة تدعى جينيفير يونغبلود تأكيد أو نفي صحة الأسماء التي عرضها «المنار». وقالت إن الوكالة لا تتطرق للادعاءات الزائفة من مجموعات إرهابية، وفقاً للقواعد. ومن المفيد ان نتذكر بأن الحزب منظمة خطيرة و«المنار» ذراعها الدعائي. وهذا الامر وحده كفيل بإلقاء الشك على صحة ادعاءات المجموعة».

وقال مسؤول اميركي إن الحزب قتل من الاميركيين اكثر من أي مجموعة ارهابية أخرى، باستثناء القاعدة. ولكنه لم ينف ان تكون الوكالة قد عانت من الخسارات في لبنان، متابعاً: لا أحد يستسلم ضد الحزب.
وجاء في تقرير نشرته «واشنطن بوست» وأعدّه غريغ ميللر أن عرض الحزب عبر «المنار» ما قال انها اسماء مسؤولين في «سي آي إيه» يعملون في لبنان، يخلق مخاطر أمنية جديدة للوكالة في بلد تضرر فيه بالفعل العمل الاستخباراتي الاميركي عبر القبض على العملاء. واكد مسؤولون سابقون في الوكالة انه على الاقل هناك اسم واحد دقيق وهو رئيس محطة بيروت. ووصفوا الخطوة التي أقدم عليها الحزب بأنها تهدف الى إحراج العملاء المقبلين. وقال مسؤول سابق رفيع في الوكالة «يريدون ثني الناس عن التجسس في المستقبل، وأن يظهروا للعالم أنهم منظمة قادرة جداً. كما يريدون إحراج الوكالة قدر المستطاع».

ونقلت «وورلد تريبيون» عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن أجهزة الاستخبارات الأميركية، خصوصاً وكالة الاستخبارات المركزية، كانت تستخدم عملاء أجانب وعملاء يحملون جنسيتين لرصد الاضطرابات في مصر ولبنان وليبيا وذلك للحدّ من خطر افتضاح أمرهم. وقالت مصادر في أجهزة الاستخبارات الأميركية إنها ستعزز برنامجها لاستخدام الأجانب في الشرق الأوسط. وأشارت إلى اعتقال أكثر من 10 عملاء لوكالة المخابرات المركزية في إيران ولبنان عام 2011. 

السابق
البناء: إيران: الأسد ضمانة لمحور المقاومة
التالي
النهار: اليوم النواب يحاسبون وغداً المعلمون يضربون