البناء: إيران: الأسد ضمانة لمحور المقاومة

في وقت تسعى الحكومة ومعها قوى الأكثرية للقيام بما يمكن من خطوات سياسية وإجراءات أمنية لمحاصرة أي محاولات لهزّ الاستقرار الأمني في الجنوب وغيره، جدد فريق "14 آذار" محاولاته المطلوبة خارجياً لإثارة عاصفة سياسية مكشوفة حول تعرّض دورية فرنسية لانفجار عبوة يوم الجمعة الماضي. وذلك في تناغم فاضح مع موقف الإدارة الفرنسية الذي سعى لاستغلال الانفجار وتوجيه الاتهامات السياسية باتجاه سورية وحزب الله.
في هذا الوقت أكدت مصادر أمنية لـ"البناء" أن هناك خيوطاً بدأت تتكشّف حول الجهات التي تقف وراء الانفجار، وهذه الخيوط تشير إلى وجود "جهات تكفيرية" وراءه وإن كانت التحقيقات لم تنته بعد وتحتاج إلى مزيد من الدقة وتقصي المعلومات.
كذلك لفتت مصادر أمنية أخرى الى أن التحقيقات التي أجريت حول الانفجار حتى الآن تتجه إلى معلومات مماثلة تشير إلى أن الجهات التي وراء الانفجار شبيهة بالتي كانت وراء الانفجارات السابقة.
وفي موازاة ذلك فشلت واشنطن وحلفاؤها الغربيون في تمرير قرار في مجلس الأمن ضد سورية حيث صدر موقف روسي حاسم بمنع صدور مثل هذا القرار، وهو ما أكده نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف بقوله "إن روسيا لن تسمح بتمرير قرار إذا ما تضمّن إمكانية التدخل العسكري في شؤون سورية" بينما أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن "هدف المجموعات المسلحة المتطرفة في سورية إحداث كارثة إنسانية لتبرير مطلبها بالتدخل الخارجي".
حملة مشبوهة للحريري وجعجع
وبالعودة إلى الشأن الداخلي كان لافتاً الحملة المكشوفة التي تولى قيادتها كل من رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري ورئيس "القوات" سمير جعجع تحت حجج وذرائع واهية. والتي تأتي استكمالاً للاتهامات الفرنسية الخالية من أي إثبات وكلها تندرج في سياق الدفع الأميركي للتحريض ضد سورية بعد زيارة عرّاب "14 آذار" إلى لبنان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان.
وزعم الحريري أن استهداف "اليونيفيل" هو عبارة عن رسالة من الرئيس الأسد، كما دافع الحريري عن إطلاق العملاء لـ"إسرائيل" من خلال تبريرات هي مجرد تكرار لمقولات لم تعد تقنع أحداً، بينما ادعى حليفه سمير جعجع أن حزب الله مسؤول عن كل العمليات التي حصلت في الجنوب ضد القوات الدولية بشكل مباشر أو غير مباشر!! مجدداً رفضه لثلاثية الجيش والشعب والمقاومة ومحرضاً الدول المشاركة بالقوات الدولية على سحب جنودها.
لقاء بري ـ أسارتا
وكان موضوع عمل القوات الدولية وما تتعرض له ومواضيع أخرى تتعلق بالجنوب مدار بحث بين الرئيس نبيه بري والبيرتو اسارتا، حيث علم أن الأخير أعرب عن يقينه أن المقاومة لا تريد أي اهتزاز أمني في الجنوب، وأنه مستاء منذ بدء مهامه وحتى الآن يعتبر ويؤكد لكل الجهات بأن الأمن في الجنوب نموذجي مشيداً بالعلاقة مع أهل الجنوب وفعالياته وقواه السياسية.
وخلال اللقاء رد الرئيس بري بشكل غير مباشر على مزاعم الحريري وجعجع، وقال إن هذا العمل يستهدف الجنوب وأمنه وهو ضد المقاومة وقال "إن ما حصل أخيراً في الجنوب إنما يستهدف الثالوث الذي يحمي لبنان وهو الشعب والمقاومة والجيش".
وسخرت أوساط قريبة من رئيس المجلس من مواقف خارجية وداخلية تتعلق بالاتهامات التي أطلقت في هذا المجال، معتبرة أنها اتهامات سياسية ولا تستند إلى أي وقائع.
وبدوره استغرب رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون اتهام فرنسا لسورية بالوقوف وراء تفجير "اليونيفيل" ملاحظاً أن "14 آذار" علَّموا فرنسا الاتهام السياسي. وسأل لماذا تواكب إطلاق الصواريخ مع الحملة على سلاح حزب الله.
وفي المقابل لم ينف السفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون أو يؤكد إن كانت بلاده ستخفض عديد قواتها العاملة ضمن القوات الدولية، مشيراً إلى أنه تجري الآن مراجعة استراتيجية لدور "اليونيفيل" في الأمم المتحدة.
تداعيات كشف شبكة التجسس الأميركية
في هذا الوقت استمرت تداعيات كشف حزب الله عن "خلايا عملاء" يعملون في لبنان لمصلحة جهاز المخابرات الأميركية الـ"سي. اي. ايه" لما شكله هذا الإنجاز من ضربة كبيرة لعمل المخابرات الأميركية، وكشفت قناة "المنار" لاحقاً عن بعض الأسماء وكيفية تجنيد العملاء والأماكن التي يتم تجنيدهم فيها.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر في وكالة المخابرات الأميركية أنه "من ضمن الأسماء التي كشف عنها حزب الله يوجد على الأقل اسم صحيح".
إلا أن الصحيفة نقلت عن المتحدث باسم الـ"سي.اي.ايه" جنيفر يونجيلد أنها "لا تعلّق عادة على ادعاءات من قبل منظمات إرهابية".
مراوحة في الاتصالات قبل إضراب "هيئة التنسيق"
أما في الشأن الاجتماعي والمعيشي فإن لا مؤشرات حتى ليل أمس توحي بإمكان الوصول إلى مخارج قبل موعد تنفيذ الإضراب الذي كانت دعت إليه هيئة التنسيق النقابية يوم غد الخميس، ما يعني أن كل لبنان سيشهد يوم غد إقفالاً للمدارس الرسمية والخاصة.
ولوحظ أن أي اتصالات بين رئاسة الحكومة وهيئة التنسيق لم تحصل في الساعات الماضية، كما أن قيادة الاتحاد العمالي العام لم تتلق أي أجوبة على ما كانت طرحته أمام الهيئات الاقتصادية من تقديمات استكمالاً لقرار تصحيح الأجور.
وفي هذا الإطار لم تناقش جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت عصر أمس في السراي الحكومي ملف المطالب الاجتماعية التي ترفعها هيئة التنسيق والاتحاد العمالي العام، على أن تبحث في جلسة اليوم بتخفيض سعر صفيحة المازوت ثلاثة آلاف ليرة.
في الشأن ذاته، أكد الرئيس بري على ضرورة تخفيض سعر المازوت وشراء محصول زيت الزيتون وقال "إنه لا يمكن التغاضي عن هذا الموضوع وسنتابعه حتى النهاية".
لقاء "الخليلين" وباسيل
وفي سياق آخر، عقد لقاء مساء أمس بين المعاونين السياسيين لكل من الرئيس بري والأمين العام لحزب الله الوزير علي حسن خليل والحاج حسين خليل مع الوزير جبران باسيل في سياق التنسيق والتواصل بعد الذي حصل في جلسة مجلس الوزراء حول قرار تصحيح الأجور وعلم أن الأجواء كانت جيدة وممتازة.
فشل المحاولات الغربية في مجلس الأمن
في هذا الوقت، تعرضت المحاولات الأميركية والغربية لاستصدار قرار في مجلس الأمن لنكسة كبيرة في ظل الرفض الروسي الحاسم لإصدار أي قرار تفوح منه رائحة التدخل الأجنبي وساندته في ذلك الصين والبرازيل وجنوب افريقيا.  إيران تدعم سورية بشكل كامل
وفي السياق ذاته، وفي موقف يؤكد عدم السماح مطلقاً بسقوط سورية وأن مثل هذا الأمر هو من الخطوط الحمراء بالنسبة للقيادة الإيرانية، أكد علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي في حديث إلى "عربي برس" دعم بلاده الثابت والكامل للرئيس السوري بشار الأسد، ورأى في حكم الأسد ضمانة لمحور المقاومة والممانعة.
وأشار إلى أنه "على القوى الإقليمية التي تحرض على حكومة الرئيس الأسد ألا تربط مصيرها بمخططات المؤامرة الدولية الجارية الآن ضد سورية"، مؤكداً أنه "على ثقة بأن حكومة الرئيس بشار الأسد قد تجاوزت أوج الأزمة المحيطة بها وهي تتجه لتحقيق النصر النهائي على عملاء الصهيونية وأميركا وتوابعهم المحليين والأقليميين".
ووصف ولايتي رئيس ما يسمى "الملجس الوطني السوري" برهان غليون بالأداة الرخيصة والسيئة والبائسة للصهيونية والاستعمار.
وفد عراقي في دمشق خلال ساعات
في هذا الوقت، يتوقع أن يقوم وفد عراقي كبير بزيارة دمشق في الساعات المقبلة قبيل الاجتماع المقرر لكل من اللجنة العربية ووزراء الخارجية العرب يوم السبت في القاهرة.
ووفق مصادر دبلوماسية عربية فإن زيارة الوفد العراقي تندرج في سياق الدور الذي سيضطلع به العراق في مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي من أراضيه خصوصاً بعد الكلام الذي أسمعه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائه به أول من أمس في واشنطن في ما يتعلق بالوضع العربي وخاصة الوضع السوري، وتؤكد المصادر أن عودة العراق ليأخذ دوره العربي سيعيد قطر إلى حجمها الطبيعي بعد أن جرى تضخيم دورها بشكل لا يتناسب مع وضعها.  

السابق
الحياة: باريس تلمس رغبة إسرائيلية أيضاً في بقاء قواتها وتعتقد بأن حزب الله محرج من الطلبات السورية
التالي
السفير: اعتراف أميركي بإنجاز المقاومة إسم رئيس محطة بيروت دقيق منازل الأكثرية: تنسيق تحت الاختبار