النهار: الحكومة تواجه مخاوف التعطيل والحريري يأمل للسوريين في الجائزة

انحسرت عاصفة المشادات الكلامية التي شهدتها الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء استعداداً لاختبار آخر يبدو انه سيغدو ملازماً لطبيعة العلاقات المهتزة بين بعض اطراف الحكومة بما يرسم علامات استفهام كبيرة حول قدرتها على معالجة الملفات الصعبة الكثيرة التي تواجهها.

ولم يخرق المشهد الداخلي أمس سوى ترددات لحدث مقتل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والذي يبدو انه سيعجل في الخطوات المقررة لبنانياً في اتجاه ليبيا من أجل محاولة جلاء معلومات عن مصير الامام موسى الصدر ورفيقيه.
وعلمنا  في هذا السياق ان وفداً برئاسة المدير العام للمغتربين هيثم جمعة يضم قاضياً وضابطاً سيتوجه الاحد الى ليبيا للقاء عدد من المسؤولين السياسيين والامنيين في "المجلس الوطني الانتقالي" والاطلاع على نتائج آخر التحقيقات التي اجراها المجلس في قضية الامام الصدر، وهي زيارة تسبق زيارة رسمية سيقوم بها لاحقاً وزير الخارجية عدنان منصور مكلفاً من مجلس الوزراء للغاية نفسها.

وفي حين اكتفى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول تعليقاً على مقتل القذافي "ان الله يمهل ولا يهمل"، كان بيان للرئيس سعد الحريري اعتبر فيه ان "نهاية القذافي هي النهاية المحتمة لكل الطغاة (…) وان هذا المصير يشكل ايضا درساً قاطعاً للانظمة التي اتخذت الاستبداد وسيلة للتحكم بشعوبها". وقال ان "الشعب السوري شأنه شأن أي شعب عربي آخر يستحق الفوز بجائزة الحرية والديموقراطية بعد ذلك المسلسل الطويل من القمع الذي استبد به لعشرات السنين"، متمنيا "للشعب السوري الشقيق الانتصار على آلة القمع".
اما على الصعيد الداخلي، فبرزت أمس "التظاهرة الاقتصادية" الواسعة التي حشدت فيها الهيئات الاقتصادية اكثر من الف رجل اعمال في مجمع "بيال" تحت عنوان "ليبقى عمل للعمال… انقذوا الاقتصاد". وعُدّ هذا التجمع ذروة التعبئة التي تتولاها الهيئات الاقتصادية في مواجهة القرار الحكومي بزيادة الاجور الذي رفضته الهيئات والذي تتجه الى مجلس شورى الدولة للطعن فيه حال صدور المرسوم الخاص به. وتعاقب اركان الهيئات الاقتصادية في كلماتهم على اظهار سلبيات هذا القرار ومحاذيره اقتصاديا واجتماعيا، من غير ان يقفلوا باب الحوار مع الحكومة واطراف الانتاج سعيا الى حل.
اما على صعيد الوضع الحكومي غداة الجلسة العاصفة لمجلس الوزراء، فلوحظ ان وزراء الفريقين العوني والجنبلاطي اللذين خاضا سجالات حادة، سعوا امس الى تخفيف وتيرة الخلافات بعدما زادت الجلسة الاخيرة الشكوك في المسار المقبل للحكومة.
وقالت مصادر مطلعة لـ"النهار" ان ثمة تخوفا لدى معنيين كبار في الحكم والحكومة من نشوء حال تجاذب دائمة بين محاور داخل الحكومة من شأنها ان تحول جلسات مجلس الوزراء الى مبارزات لتصفية الخلافات، الامر الذي تكرر مرات عدة وافضى الى تراكم بنود من جداول الاعمال المتعاقبة. ولفتت الى ان ثمة فريقا دأب على اظهار قوته في تسيير امور الحكومة كما يريد، في حين ان فريقا آخر يناصبه التحدي، وهو الامر الذي يضع تماسك الحكومة في حدوده الدنيا على المحك ويهدد في كل جلسة بتجدد الخلافات والمشادات وتاليا تعطيل انتاجية الحكومة.

واوضحت ان اتصالات ستجرى قبل انعقاد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء الاربعاء لمحاولة استدراك الخلافات وتعميقها، خصوصا ان ملفات شائكة كثيرة مطروحة على الحكومة في المرحلة المقبلة من موضوع اقرار الموازنة الى مسألة تمويل المحكمة الخاصة بلبنان وسواهما من ملفات اقتصادية واجتماعية حيوية تحتاج الى اعادة النظر جذريا في المسلك الذي يحكم مناقشات مجلس الوزراء.

ومع ان وزير الاشغال العامة غازي العريضي كان طرفا اساسيا في خلافه مع وزير الطاقة جبران باسيل في الجلسة الاخيرة، فقد رأى امس ان ما حصل "ليس احتقانا بل عبارة عن امور لا تستأهل فيما هناك قضايا استراتيجية اساسية نهملها". لكنه اكد ان "الحكومة ليست بخير" منتقدا اداء مجلس الوزراء "الذي يعقد جلستين في الاسبوع من دون التوصل الى اقرار جدول الاعمال في كل مرة" ومتحدثا عن "محاولة لتعطيل الانتاج في البلد".
في المقابل قال الوزير جبران باسيل في حديث الى "النهار" ان ما يحصل في مجلس الوزراء "يؤكد اننا لسنا حكومة اللون الواحد ولا حكومة فريق او خط سياسي واحد". وذهب الى القول ان "وجهات نظر قوى 14 آذار ممثلة داخل الحكومة ولكن بوجوه مختلفة (…) ونشعر اننا امام معاندة ومقاومة لنهجنا الاصلاحي اعنف من ذي قبل". واعتبر ان" الحكومة لم تؤد ما هو مطلوب منها والانتظارات كانت اكبر منها". وفي انتقاد لافت لـ"حزب الله" قال باسيل: "الحزب يحيد نفسه ويؤجل المعركة لكن الاساسيات تتآكل بفعل اليوميات ولا يستيطع الحزب ان يقف موقف المتفرج على الخطأ، ولا تستطيع المقاومة على الحدود ضد اسرائيل الا تكون مقاومة في الداخل ضد الفساد".

واسترعى الانتباه في هذا المجال ايضا وصف النائب سليمان فرنجية بعض الوزراء العونيين بانهم "متعبون ويتعبون العونيين" قائلا ان الوزير باسيل "آدمي لكنه متعب" ووزير العمل شربل نحاس "غليظ ومتعب لكنه شريف وماركسي". وكرر في حديث الى برنامج "كلام الناس" "اقتناعه بان النظام السوري لن يسقط وان قوة الرئيس بشار الاسد هي بالقومية العربية". كما اكد رفضه تمويل المحكمة وقال ان "كل طروحات العماد ميشال عون محقة ونختلف معه في بعض الاحيان ع  

السابق
سقط القذافي…. وغدا تعلن ليبيا حريتها
التالي
طاووس ثانٍ في الحفرة؟!