سقط القذافي…. وغدا تعلن ليبيا حريتها

لم تمض أيام قليلة على مطالبة وزيرة الخارجية الأميركية بقتل العقيد الليبي معمر القذافي، حتى جاء الرد أمس حيث اعتقل القذافي جريحاً وتسلل أحدهم إليه واطلق النار عليه وقتله، ليبدأ الحديث عن ليبيا جديدة، ولكن أي مستقبل ينتظر الليبيون منذ اليوم؟ وهل مشكلة ليبيا هي في مشكلة حياة القذافي أم موته، أم هي مشكلة تلاحم المجتمع الليبي المجزأ وتعزيز دوره؟ خصوصاً وأن حرب انصار القذافي ضد المجلس الوطني الانتقالي يمكن خوضها حتى بدون مشاركة القذافي، كما صرح ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي.
وفي التفاصيل، أكد المجلس الوطني الانتقالي الليبي مقتل العقيد معمر القذافي ونجليه سيف الاسلام ومعتصم، إثر غارات شنتها طائرات "الناتو" تلاها هجوم لقوات المجلس على مدينة سرت مسقط رأس القذافي.
وكانت التقارير قد أكدت اعتقال القذافي مصابا وجرى نقله إلى المستشفى. ونقلت مصادر عن مسؤول في المجلس الوطني الانتقالي قوله: " القذافي توفي متأثرا بجراح أصيب بها في قدميه" إثر غارة جوية شنتها طائرات الناتو. كما قتل وزير دفاعه السابق أبو بكر يونس، واعتقل 17 من كبار قادة نظام القذافي.

في غضون ذلك، قال حلف شمال الاطلسي ان طائراته هاجمت عربتين عسكريتين قرب مدينة سرت أمس لكنه لم يؤكد أن القذافي كان في إحداهما. وقال الكولونيل رولان لافوا المتحدث العسكري باسم حلف شمال الاطلسي: "في حوالى الساعة 08:30 بالتوقيت المحلي ضربت طائرات الحلف عربتين عسكريتين لقوات موالية للقذافي كانتا ضمن مجموعة أكبر كانت تتحرك في محيط سرت". وأضاف: "كانت هاتان العربتان المسلحتان تقومان بأعمال عسكرية وتشكلان تهديدا واضحا للمدنيين". وقال رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل إنه سيجري إعلان " تحرير ليبيا" وتفاصيل مقتل القذافي اليوم الجمعة. وأضاف جبريل أن لديه تقارير غير مؤكدة بأن مسلحين يتعقبون موكب سيف الاسلام نجل القذافي قرب مدينة سرت وان الموكب يتعرض للهجوم.
وعبّر جبريل عن اعتقاده بأنه يتعين على الليبيين أن يدركوا "أن الوقت حان لبدء بناء ليبيا جديدة وموحدة بشعب واحد ومستقبل واحد". كما طالب الجزائر بتسليم أفراد اسرة القذافي الذين فروا الى هناك في أغسطس/ آب الماضي، ويقيم في الجزائر اثنان من ابناء القذافي وابنته وزوجته.

دعوة الى المصالحة
في هذه الاثناء، حث الاتحاد الاوروبي المجلس الوطني الانتقالي على السعي الى مصالحة شاملة في البلاد بعد مقتل القذافي. وقال هرمان فان رومبوي رئيس مجلس الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ومانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية ان الحوار بين كل عناصر المجتمع الليبي ضروري للتحول الناجح الى الديمقراطية.
وقالا في بيان: "أنباء مقتل معمر القذافي تمثل نهاية لعهد الشمولية والقمع الذي عانى منه الشعب الليبي لفترة طويلة جدا." وأضاف البيان: "نناشد المجلس الوطني الانتقالي المضي في عملية المصالحة التي تتواصل مع كل الليبيين وتمكين النظام الديمقراطي."

وقد توالت ردود الفعل الدولية بعد تأكيد المجلس الانتقالي الليبي نبأ مقتل القذافي ونجليه فرحب أغلب القادة والمسؤولين في دول عربية وغربية بوفاته .
من جانبه، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن تمنياته بأن تطوى صفحة الاستبداد ومآسي الماضي في ليبيا الى غير رجعة.
ودعا العربي في بيان "الشعب الليبي الى تجاوز جراح الماضي والتطلع نحو المستقبل بعيدا عن ضغائن ومشاعر الانتقام ودرء كل ما يعطل استعادة الوحدة الوطنية والسلم الأهلي بين أبناء الشعب الليبي".
ووصف الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الحدث بأنه "تحول تاريخي" في ليبيا فيما وصفت فرنسا مقتل القذافي "بسقوط للطاغية ".

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان مقتل العقيد الليبي يبشر بمستقبل افضل للشعب الذي حكمه أربعة عقود. واضاف في بيان في داوننج ستريت: "الشعب في ليبيا لديه اليوم فرصة أفضل بعد ذلك النبأ لبناء مستقبل ديمقراطي وقوي لانفسهم".
وأشار عضو مجلس الشيوخ الاميركي البارز جون ماكين أن موت القذافي يؤذن بنهاية "المرحلة الاولى" من الثورة الليبية، داعيا الى علاقات اوثق بين واشنطن وطرابلس.
وأعرب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن أمله في أن يؤدي انتهاء البحث عن القذافي الى السلام والحكم الديمقراطي في ليبيا. وأضاف: "نأمل أن يعم السلام ليبيا وأن يتوصل كل من يحكمون الدولة الليبية ومختلف ممثلي القبائل الليبية الى اتفاق نهائي بشأن ترتيب الحكم وأن تكون ليبيا دولة ديمقراطية حديثة".
  

السابق
حماس وتخاريف عباس
التالي
النهار: الحكومة تواجه مخاوف التعطيل والحريري يأمل للسوريين في الجائزة