السياسة: ميقاتي ينتقد الحريري ويؤكد تحقيق تقدم في تشكيل الحكومة

عزز الانقسام الحاد الذي عكسته حرب السجالات الإعلامية بين تيار المستقبل بشخص رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري من جهة و"حزب الله" من جهة أخرى, الشكوك المتنامية في امكان اعادة اللحمة الى الداخل اللبناني المنقسم على نفسه, وسط تعقيدات بالغة الدقة, ولا سيما على المستوى الأمني.

ورغم تراجع حدة السجالات وانكفائها نسبياً غداة البيانات النارية, أول من أمس, فإن أوساطاً قريبة من الرئيس الحريري أكدت ل¯"وكالة الأنباء المركزية", أمس, أن مواقفه الأخيرة المندرجة ضمن سياسة بناء الدولة وعودتها الى لبنان, لن تكون يتيمة بحيث ستستكمل الحملة على السلاح ومن خلفه, ذلك ان ممارسات "حزب الله" غير المقبولة وسلاحه الذي لم يعد موجهاً ضد اسرائيل بل تحول الى مشروع حرب ضد النظام, يشكلان بيئة مناسبة للاضطراب والتوتر وصولاً الى إرسال معادلة جديدة في الحياة السياسية اللبنانية, ان من خلال قدراته العسكرية او بلورة مشروعه العملي عبر حلفائه, والذي تندرج في سباقه عرقلة تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ووضع العصي في دواليب التأليف تحت ستار مطالب وشروط رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون.

وفي إطار متصل, غمز الرئيس ميقاتي من قناة الحريري من دون أن يسميه, حيث انتقد ضمناً هجومه على إيران, معتبراً أن "من غير المفيد اعلان مواقف من مسؤولين لا تعكس موقفا لبنانيا واحدا ولا تعبر فعلا عن ارادة لبنانية جامعة, خصوصاً اذا كانت المواقف التي تعلن اليوم تختلف عما سبق ان اعلنه المسؤولون أنفسهم في مناسبات سابقة وليست بالتالي موقف الدولة اللبنانية".
وقال ميقاتي أمام زواره, أمس, "اننا أمام فرصة جدية للاستفادة من الظروف في المنطقة العربية لتأتي الانعكاسات ايجابية على لبنان, لكن ذلك يستدعي من كل القوى السياسية على اختلافها تهدئة الخطاب السياسي وتفادي الانزلاق الى ما يؤجج التوتر أو محاولة استثمار شعارات سياسية لا أرى أنها تخدم لبنان أو تفيد ابناءه الى أي فئة أو حزب او تيار أو تجمع انتموا", مضيفاً "إنها تؤذي اللبنانيين لأنها تقحمهم في خلافات مع دول شقيقة وصديقة وقفت الى جانب لبنان ومساعدة ابنائه في ظروف قاسية مر بها وطنهم".

في المشهد الحكومي, نسج الرئيس ميقاتي آمالاً عريضة جديدة في امكان وضع حد للازمة الحكومية من خلال اشارته الى تحقيق الاتصالات تقدماً مهماً في اجواء ايجابية نحو انجاز التشكيلة الحكومية التي ينتظرها اللبنانيون, لافتاً الى ان كل الاطراف يدركون ضرورة الاسراع في التشكيل وفق القواعد الدستورية وعلى اساس تمثيل القوى السياسية والكفاءات لتكون الحكومة منسجمة وقادرة على القيام بالعمل المطلوب.
وما بقي حتى الامس القريب في طي الكتمان ورهن المعالجات, أخرجه وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي (المحسوب على وليد جنبلاط) امس الى العلن, منتقداً التنازع على الحصص وغياب الثقة داخل الفريق الواحد.
وأكد عدم اقتناعه بأي تبرير اعطي للتأخير في التشكيل, وقال: "الفريق المعني يظهر وكأنه لا يثق ببعضه وهو أكثر من فريق وكأنه يريد خوض سياسة التنازع على الحقائب ومعركة المحاصصة".
من جهته, شدد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون على أن "الوحدة الوطنية أهم من رئاسة الجمهورية", مشيرا الى أن "العلاقة مع سورية جيدة اليوم, لكننا لم نطلب منها اي تدخل وليست هي من يؤلف لنا حكومتنا ولا نحن نؤلف حكومتها".

وعن تأليف الحكومة, قال عون بعد لقائه وفداً من منظمة "شباب الاتحاد" ان "على رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ان يقبل المخاطرة أو يستقيل", وان "الثقة بين الافرقاء لا تبنى الا على النظافة, لنصل الى مرحلة ينطلق فيها لبنان".
وردا على "ما يحكى في الاعلام عن ضغوطات مالية يتعرض لها ميقاتي تطال ثروته اذا شكل الحكومة", قال" لو كنت مكانه إما يقبل التحدي أو يستقيل".

وعن صلاحية رئيس الحكومة, أكد أن "لديه كل الصلاحية لتعمل الحكومة من ضمن البيان الوزاري الذي يوافق عليه, ويعطي توجيهاته السياسية للوزراء ويتحكم بسياسة الدولة ويقيل الحكومة إذا لم تعجبه عندما يستقيل كما يستطيع رئيس الحكومة أن يحاسب كل وزارة على عملها وأن يقرر الحصة التي يريدها من ضمن الدستور لكن عليه ألا ينتزع حصة من أحد".

واعتبر أن "شعار نزع سلاح "حزب الله" تضليلي", مشدداً على أن "هذا السلاح يأخذ شرعيته من الاحتلال الذي فرض علينا وهذا السلاح يتحكم بالمناطق التي لا وجود للدولة فيها والتي احتلتها إسرائيل بالقوة".

السابق
إحياء الصراع السني الشيعي.. خدمة لمخطط التفتيت
التالي
ربيع الديمقراطية العربي يخيف إسرائيل