يمضي المئات من المصابين بوباء الكورونا يوما كاملا في طوارىء المستشفيات في لبنان، حتى يتم تأمين اسرة لهم في غرف العناية المركزة وأيضا الغرف العادية، التي تضيق يوما بعد يوم بمصابي الحالات الحرجة ،الذين تطول رحلة عائلاتهم في البحث عن الابر “السحرية ” ramdisivir التي يصفها الاطباء ويبلغ ثمن الواحدة منها ستماية واربعين الف ليرة لبنانية ويحتاج المريض الى ستة منها.
ففي قضاء صور الذي يضم مستشفى حكومي واحد (قانا) يتعامل مع مرضى كورونا، يضم اربعة غرف عناية مركزة فقط، الى جانب ثلاث مستشفيات خاصة (حيرام – جبل عامل – اللبناني الايطالي ) تضم حوالي 18 سريرا، فيما الحاجة الفعلية وفق مسؤول في وزارة الصحة ل “جنوبية”، الذي أشار الى ان “اكثر من خمسين سريرا نتيجة التعداد السكاني الكبير، وارتفاع عدد الاصابات الذي تجاوز العشرين الفا وتسجيل اكثر من مئتي حالة وفاة .
اقرأ أيضاً: «الدولار الهدار» يَدفع بـ«شيعة لبنان» الى الشارع.. و«كورونا» يَفتك بعائلات بأكملها!
ويؤكد المسؤول عينه انه، في “منطقة صور قد عدنا الى اكثر من شهر الى الوراء، حيث يرتفع عداد الاصابات يوميا في صور وبلداتها ال63 وازدياد حالات الوفيات والاصابات الحرجة التي لا تقوى مستشفيات المنطقة على استيعابها جراء النقص الكبير في الاسرة في الاقسام المستحدثة لوباء الكورونا، كذلك هو الحال في منطقة بنت جبيل التي يقل عدد اسرة الكورونا فيها على العشرين (مستشفى بنت جبيل الحكومي – مستشفى تبنين الحكومي).
الدكتور عيديبي
ويوضح مدير مستشفى حيرام الدكتور سلمان عيديبي ل “جنوبية”، وجود حالة من الضغط الشديد على المسشفيات نتيجة تزايد الاصابات بالكورونا”
وقال:” ان المستشفى يضم ٨ اسرة عناية مركزة و ٢٠ غرفة لحالات الكورونا، الى جانب ٤ اسرة في الطوارىء وجميعها مليئة بالمصابين بالوباء من ابناء المنطقة، مضيفا “:أمام هذا الواقع نستعد لافتتاح جناح جديد للكورونا حتى نستطيع استيعاب الاعداد والحالات الطارئة وذلك انطلاقا من مسؤوليتنا تجاه الناس”.
لا يترك اهالي المرضى بابا سياسيا في المنطقة الا ويطرقوه للاستفسار عن المساعدة في الحصول على هذه الابر مجانا
ما أضيف الى اوجاع ومعاناة المرضى دون الحالة الحرجة الوصفات الطبية في المستشفيات على كل لبنان، ومنها مستشفيات الجنوب، والمتضمنة ٦ أبر من نوع “ramdisivir” لمعالجة الالتهابات الرئوية، باعتبارها خشبة الخلاص للمرضى وعائلاتهم الذين لا يملك الاغلبية منهم ثمن هذه الابر، التي تدخل في بروتوكول وزارة الصحة، وهي موجودة عند الوكيل الحصري لهذه الابرة خليل فتال ،ويتم طلبها بواسطة المستشفيات او الصيدليات على اساس ملف كامل عن المريض والوصفة الطبية الصادرة عن الطبيب المعالج .
لا يترك اهالي المرضى بابا سياسيا في المنطقة الا ويطرقوه للاستفسار عن المساعدة في الحصول على هذه الابر مجانا، والتي وفرت خلال الاسابيع الماضية عن طريق النائب بهية الحريري ،وكانت حصلت عليها كهبة من وزيرة الصحة المصرية بحسب ما اكد مكتبها مكتبها الاعلامي ل “جنوبية”، وقد نفذت جميع كمياتها التي وزعت في كافة المناطق، وبلغ عددها حوالي سبعة آلاف ابرة ،ولم يميز في منحها بين منطقة واخرى”.
ليس هناك علاج مخصص لالتهاب الرئة من كوفيد 19 الا الكوزتيزون، والـ ramdisivir يستعمل فقط لان ليس هناك بديل رغم انه لا يملك فعالية
ولكن الانكى من ذلك فأنه لا يوجد رأي طبي واحد سواء في لبنان او خارجه يؤكد على فعالية هذه الابر الموصوفة لعلاج الالتهاب الرئوي،بل يذهب البعض انها تشكل آثارا سلبية على الكلى والكبد.
الطبيب اللبناني البروفيسور حسين جلوس المقيم في ايطاليا ويعتبر واحدا من اشهر الاطباء المتابعين لوباء الكورونا يقول لـ”جنوبية”، “ليس هناك علاج مخصص لالتهاب الرئة من كوفيد 19 الا الكوزتيزون، والـ ramdisivir يستعمل فقط لان ليس هناك بديل رغم انه لا يملك فعالية،وهويستعمل فقط في الاشخاص المصابين بحالة صعبة في المستشفى قبل الوصول الى العناية. له اثار سلبية على عمل الكلى و الكبد”.
لا يوجد رأي طبي واحد سواء في لبنان او خارجه يؤكد على فعالية هذه الابر الموصوفة لعلاج الالتهاب الرئوي
وابرة ramdisivir الاميركية المنتج كانت اجريت عليها تجارب سريرية عشوائية في شباط 2020 للتحقق في مدى سلامة وفاعلية استخدام هذا العقار على مرض كوفيد 19، وكان اول من تطوع لهذه التجارب مواطن امريكي كان قد عاد الى بلده بعد الحجر الصحي عليه على متن السفينة دايموند برنسيس التي رست في يوكوهاما في اليابان ويجري على هذا العقار تجارب ايضا في الصين.
ويعتقد بعض الباحثين أنه من المبكر الحكم على مدى فاعلية هذه الابرة على البشر، ويعدون حالة المريض الأمريكي “استثنائية”، إذ تقررت معالجته بواسطتها، نظرًا لتفاقم الحالة، وكان الأمر محملًا بالمخاطر، ويستوجب الانتظار حتى تثبت فاعليته في علاج الحيوانات ثم البشر من خلال التجارب السريرية”.
