«حزب الله».. سجال «دينوسياسي» و«أسلحة» لمواجهة «الحياد» والمحكمة

البطريرك الراعي والحزب

بين الدعوة التي أطلقها سماحة الأمين العام لحزب الله ودعا فيها إلى المواجهة بكل الوسائل المتاحة، وتلك التي  صدرت عن نيافة الكاردينال بشارة بطرس الراعي الداعية إلى الحياد، فارق كبير وهوة لا يمكن ردمها إلا بالحوار والإتفاق، وإلا سنكون أمام إختلاف عامودي جديد حاد يشبه ما سبق من مواقف أدت في حينها ومازالت إلى مزيد من الإرباك والإنقسام  وإلى كثير من التعقيدات.

اقرأ أيضاً: مهلا غبطتكم.. ثمة ماض لم يمض!

بلاد الطوائف

المواقف “الدينوسياسية” في بلاد الطوائف لها أبعاد وتبعات، وعادة ما تتشكل معها ووراءها وحولها إصطفافات، وتصحيح خط سير الحكومة هو ما يسعى إليه رجلا الدين بحسب ما يعلنان، لكن وكما جرت عليها العادة في بلد الرسالة كلٌ يخاطب الناس على قدر عقولها وما تهواه، هذا يدعو الى التحدي وذلك إلى الحياد، يلجأ الاول الى ايران والصين كخيار والثاني يُطالب الامم المتحدة والعرب ودول الغرب بحماية الكيان، حزب الله يمسك بقرار الجمهورية والراعي يدعو إلى فك الحصار. 

البطريرك في طور إعداد جولة إلى عواصم القرار، سيزور كما هو مسرب الولايات المتحدة الأميركية وعدد من الدول الأوروبية و أخرى عربية و لن يستثني من زياراته المملكة السعودية، رؤية نيافته بالنسبة إلى البعض مستقبلية وبالنسبة لآخرين إنبطاحية، لكن وعلى ما يبدو وبحسب مقربين منه هو سيراكم عليها مواقفه، ومن المتوقع أن لا يتراجع عنها وهو المعروف عنه صلابته كما يضيف هؤلاء خصوصاً وأن المطروح سقفه عاليٍ جداً وصداه بات يتردد ويسمعه كل من في الداخل والخارج على حد سواء.

ردّ حزب الله

كيف سيكون رد حزب الله على الكلام الموجهة مباشرة إليه؟ هل سيستمر في المواجهة أم سيتحول إلى سفنجة تمتص ما أطلقه غبطته بقدر المستطاع ليعود ويعصره بعد تبدل الزمان في غير مكان؟ الإصطدام مع مسيحيي الشرق خطير ومحاولة إتهامهم بالعمالة أو الضلال فيه معصية والمُقدم عليه سيواجه حتماً تهمة الإرهاب، الرأي العام سيوكب مطلب الحياد بقوة وبإهتمام، ببساطة لأن الشعب اللبناني بات على قاب قوسين أو أدنى من دخول دولته نادي الدول الأكثر فقراً المتعثرة الإقتصاد.

الضغط على حزب الله سيزداد، المواجهة التي يعتمدها سبيلاً  للفوز على من يعتبرهم أشرار وأعداء لا يمكن لها أن تكتمل في ظل إنقطاع الكهرباء والماء مثلاً، ولا هي ممكنة والناس تبحث عن مالها المنهوب، الإقتصاد الوطني أمسى في خبر كان، عملية صرف العمال من الوظائف بنتيجة تبخر المصالح وتوقف المعامل وتراجع إجمالي الصادرات وتعثر الإنتاج وإنتشار المرض ستفاقم الأزمة التي يواجهها الحزب ومعه بالغصب كل لبنان، خسارة العملة الوطنية لقيمتها أمام العملات الدولية المرجعية عبر التفاعل الحر بين العرض والطلب في سوق النقد من دون تدخل فاعل ومباشر من قبل الدولة سيعزز فرص الخسارة والإضمحلال.

كيف سيكون رد حزب الله على الكلام الموجهة مباشرة إليه؟ هل سيستمر في المواجهة أم سيتحول إلى سفنجة تمتص ما أطلقه غبطته بقدر المستطاع ليعود ويعصره بعد تبدل الزمان في غير مكان؟

 محاولة التعامل مع كل ما سبق ببرودة أعصاب وإعتبار أن ما يحصل ليس إلا موجة شد حبال بين إيران والحزب من جهة وبين أطراف معادية لهم دولية ستنتهي مفاعيلها عندما تنضج التسويات فيه مغامرة كبرى واستهتار ليس له في تاريخ لبنان مثال.

اقرأ أيضاً: حزب الله يمارس «الحياد الوزاري» في الموضوع الإسرائيلي!

إنقاذ البلد

على حزب الله أن يختار صراحة بين واحد من أمرين، إما التنازل عن مشروعه وإنقاذ البلاد أو إقناع اللبنانيين وليس فقط جمهوره بصوابية خياراته المستقبلية القائمة الآن، عليه أن يحزم أمره ويعلن وبالفم الملآن هل هو مع خصوصية لبنان ومع مبدأ فصل المسارين (اللبناني_ الإيراني) عن بعضهم أو هو مع تلازمهما وإلتصاقهم مهما كلف الأمر من تضحيات؟ على سيد الحزب أن يأخذ بالحسبان أن المواقف الوطنية لا تُزان بميزان الذراع الواحدة بل هي تحتاج إلى ميزان بكفتين معلقتين بذراعين متساويين مرتكزين إلى قاعدة الثقل الوطني في الوسط لتحقيق التوازن وليس تحديد الأوزان. “ساعدوا أنفسكم ليساعدكم الله ونساعدكم” العبارة التي بدأ وزير خارجية فرنسا كلامه بها وأنهاه سنسمعها من كل مهتم بوضع لبنان. صيف حار ينتظر حزب الله، و آب اللهاب على موعد مع  سلاحين جديدين إضافيين خطيرين سيضافان إلى ترسانة الأسلحة التي لم ولن تنتهي بهما سيواجههما، لكن هذه المرة وحيداً وهما الحياد وقرارالمحكمة. فكيف سيكون عليه حاله وحال الجمهورية الحافل تاريخها بعدم الاستقرار؟.

السابق
شروط لعودة اللبنانيين من سوريا .. اليكم بيان الأمن العام!
التالي
بالفيديو.. طفلة تعجز عن شراء «شيبس» وتبكي بحرقة: سعرو أكتر من 3000!