«قانون مازح» يتحدّى «قانون قيصر»!

الحكومة اللبنانية وقيصر

عندما يزج قاض جنوبي “مقاوم” نفسه، والسلك القضائي عموماً في “لعبة الأمم”، و”يوسع” صلاحياته من رفع الضرر الداهم والمعجل إلى “الجاثم” و الدائم، وعلى هوى حزبي وشعبي وشعبوي، يعني هذا ببساطة كلية ان السلطة الحاكمة سلمت رقبتها من كبير قومها، اذا كان لا يزال ثمة من كبار، إلى صغيرها إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالأصالة وإلى “حزب الله” بالوكالة.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يُحارب أميركا بـ«قرار مازح»..عقد الدويلة يكتمل بالقضاء!

“المزاح” الذي تحول إلى كثير من “الجد”، إثر قرار القاضي الآتي على حصان أبيض شاهراً “سيف ذو الفقار”، الخارج من الأساطير الشعبية الضيعوية، حسنة النية لا “الرؤية” أبان حرب تموز، التي تجاوز نقلها بالتواتر إلى توثيقها في كتب كاريكاتورية ملتزمة ملونة ومزخرفة ومزركشة، أُسقطت على سير عاشورائية وكربلائية لتتماهى مع المرويات الحسينية لأهل البيت.

المزحة السمجة” أو “العنتريات” الشخصية التي ابداها لاحقاً، بعدما قضى على عجلة وعجالة، بكم فاه السفيرة الأميركية في لبنان و منع الإعلام عنها عبر استعادة الشعار البالي “الشيطان الأكبر”

ليس تفصيلاً ما أقدم عليه القاضي محمد مازح، بصرف النظر عن صفات أطلقت على قراره وأبرزها “المزحة السمجة” أو “العنتريات” الشخصية التي ابداها لاحقاً، بعدما قضى على عجلة وعجالة، بكم فاه السفيرة الأميركية في لبنان و منع الإعلام عنها عبر استعادة الشعار البالي “الشيطان الأكبر”.

هذا التدبير يشي وكأن هذا القاضي قد خرج لتوه من جُحر الزمن تيمناً بأهل الكهف، و هاله ما يسمعه للمرة الأولى منذ خروجه ويقظته، من ان الإدارة الأميركية وسفرائها يتحدثون بـ”السوء” عن “حزب الإله” والذي اكتشف لاحقاً انه “حزب الله”، وانقشعت أمامه أيضاً غيمة عن القضاء اللبناني ليخيل له انه في روما القديمة حيث حكم الشعب للشعب الذي لا تتجاوز أعداده المئات، وهو يقرر من يتحدث بإسمه و يتخذ قراراته ويمليها على نفسه.

هذا التدبير يشي وكأن هذا القاضي قد خرج لتوه من جُحر الزمن وهاله ما يسمعه للمرة الأولى منذ يقظته من ان الإدارة الأميركية وسفرائها يتحدثون بـ”السوء” عن “حزب الإله”!

“بلا مزاح”.. دخل القاضي مازح التاريخ اللبناني ليس من بوابة القضاء وكل الضوضاء التي نتجت عن قراره “الرمزي” فحسب، إذ زُين له انه يرد العقوبات الأميركية على لبنان بعقوبة “زجرية” في لحظة عدم تخلي “حزب الله” عنه، وخارج المنظومة القضائية والقانونية، مطلقاً معادلة “قانون مازح” مقابل “قانون قيصر”!.

“القصة المازحة” تتجاوز في شكلها “محاكم التفتيش” او حتى المحاكم “العرفية” في إيران، لكنها في مضمونها و”فقاعتها” تذهب إلى أخطر من ذلك، فالمطلوب خطف القضاء اللبناني عبر “قضاتهم الغفلة” و التلطي وراء السلك القضائي، الذي لا يزال يضم قضاة “حقيقيين”، في محاولة لتطوعيه و “وعده بالجنة” و جره و سوء إستخدام سلطته، لإستصدار أحكام لا تركب الا على “قوس القزح” الإيراني!.

من لم يعجبه فليبلط البحر.. ويبدو أن الأعمال قد بدأت!

لعل السفيرة الأميركية علقت في شرك نصبه لها نظيرها الإيراني في لبنان، الذي لا يُسمع له صوت، و يترك أمر الصراخ على القيادات اللبنانية الخارجة على منظومة “حزب الله” و توببخها و تعنيفها، على همة مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى خلال زياراتهم إلى لبنان، ويتوجهون بكلامهم “المشين” فعلا، مباشرة أمامهم وليست بالواسطة الدبلوماسية.

ما اقترفه الجناح القضائي والقانوني في “حزب الله” باق ويتمادى “شاء من شاء وأبى من أبى” من اللبنانيين وحتى من العهد والحكومة و “الأوركسترا”، إذ من غير المهم ان يتجرأ بعضهم، بهدف لملمة الموضوع نسبياً، ويبدي تحفظاً جزئياً على “قرار المازح”، خصوصا بعد تزكيته من محامي “حزب الله”. من لم يعجبه فليبلط البحر.. ويبدو أن الأعمال قد بدأت!

السابق
اسرائيل تنطلق للتنقيب عن الغاز في المنطقة المتنازع عليها مع لبنان.. هل تُقرع طبول الحرب؟
التالي
«حركة أمل» تستنفر إزاء القرار الإسرائيلي: بمثابة إعلان حرب!