«حزب الله» يُحارب أميركا بـ«قرار مازح»..عقد الدويلة يكتمل بالقضاء!

دوروثي شيا
غطاء "حزب الله" كامل المواصفات سياسياً وشعبياً، لقرار القاضي محمد مازح ويستكمل بتظاهرة نظمت على عجل صباح غد امام السفارة الاميركية في عوكر.

قرار قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح بحق السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، لم يأت من بنات افكاره، وقرار بهذا الحجم لا يأخذه قاض جنوبي بارز، من دون الاتكال على “مسند” “حزب الله” او الرئيس نبيه بري.

وللتذكير فإن مازح ابن بلدة باريش الجنوبية، كان اتخذ قراراً مثيراً للجدل منذ شهرين، واعاد التأكيد عليه في ايار الماضي، اذ أصدر  قرارا جديدا بإعادة منع سفر رئيس ومدير عام ومجلس ادارة “​بنك لبنان والمهجر​”.

وكان مازح أصدر قرارا عاجل التنفيذ على أصله، على خلفية تمنّع المصرف عن إعطاء أحد مودعيه مبلغا ماليا كلفة علاج والدته المريضة.    

قرار مازح ولو اتخذ الصفة القضائية ولو من “باب المزاح” لعدم تأثيره فعلاً على ارض الواقع الا ان ابعاده سياسية بحتة، ويؤكد تغول “حزب الله” وفق مصادر شيعية معارضة، في نشر سيطرة الحزب على الدولة اللبنانية والاحكام على مفاصلها الامنية والقضائية والسياسية ومؤسساتها الدستورية، من الرئاسات الثلاث الى اصغر مرفق في لبنان.

إقرأ أيضاً: الحكومة تتخبط بعد نفي الإعتذار للسفيرة الأميركية..مازح يستقوي بـ«حزب الله» ويبرر!

وعلى قاعدة “الأمر لي”، يؤكد “حزب الله” وفق المصادر ان المعركة مع الاميركيين والتي يخوضها في لبنان وخارجه يجب ان تتوزع كلفتها على جميع اللبنانيين، ويجب تحميل وزر حروبه ومعاركه  للآخرين، حتى إستجداء او استجلاء اي تفاوض ايراني مع الاميركيين. من شأنه ان يخفف الحصار، وان يفرج عن مليارات “خضراء” تنعش طهران وحارة حريك، وتعيد الانتظام الاقتصادي الى الدولة والمؤسسات والشعب الذي يختنق مع “حزب الله” وثار ضده.

وها هو يتجه الى ثورة وهيجان غير مسبوق مع دخول الازمة منعطفاً خطيراً بعد فلتان الدولار ومن دون وجود سقف لـ”طيرانه الجنوني”.

تغطية عاجلة

سطوة “حزب الله” في القرار وفق معلومات “جنوبية”، تتمثل في تغطية عاجلة  لقرار مازح سياسياً عبر اتصالات شملت رئيس الحكومة ووزير الخارجية، والذي تبين انه صاحب الاعتذار للسفيرة الاميركية، مما استدعى “إنزال” اعلامي لوزيرة الاعلام منال عبد الصمد،  التي نفت علمها بأي اعتذار وبذلك يبرىء دياب “ذمته” مع ولي الامر. وهذا الغطاء السياسي والذي ترجم ببيان محامي “حزب الله” والقيادي في الحزب غالب ابو زينب، يعني عدم تجرؤ أي كان على المس بمازح او محاسبته.

والتغطية الثانية هي في تنظيم  تظاهرة شعبية- حزبية على عجل أمام السفارة الأميركية في عوكر عند الحادية عشر صباحاً من صباح غد، “رفضاً وشجباً للتدخلات الاميركية  بشان شؤون لبنان الداخلية واستنكاراً  للتعرض للرموز الوطنية”.

السابق
الدور الإيراني في اتجاه أوروبا والعرب والتسوية
التالي
حكومة دياب تفتك بكرامة اللبنانيين ورغيفهم..والتمرد على «الثنائي» يتمدد جنوباً!