«حزب الله» يتنازل بشكل الحكومة ويُعوض بمكوناتها..هل ُيعيد الكَرّة؟

عون وقع مراسيم حكومة دياب
للمرة الاولى في تاريخه يقفز "حزب الله" فوق شكل الحكومة لينتقل بشكل خفي الى "هندسة" مكوناتها، اي انه للمرة الاولى التي يقدم فيها تنازلات ولو شكلية، الامر الذي يطرح اسئلة عدة منها: هل تبدأ سلة التنازلات عند "حزب الله" تكبر مع تزايد الضغط الاميركي عليه؟

قلما نجد “حزب الله” يتخلى عن شعاراته او يظهر “منكسراً” حتى ولو بالشكل امام جمهوره. فالمعنويات ومظاهر القوة والعنفوان والحماس والخطاب العالي النبرة ميزت خطابات الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله وزادت من “الكاريزما” لديه ومن التأثير في قوة الجماهير الحزبية والمناصرين.

في حكومة حسان دياب الاخيرة وبعد أخذ ورد سياسيين رست الامور على حكومة “تكنوقراط” واعضاؤها ليسوا حزبيين وان كانوا قريبين من احزاب السلطة ومستشاري وزرائها.

ومنذ مشاركته الحكومية الاولى بعد العام 2005 ، لم يسبق لـ”حزب الله” ان تخلى عن شعاره الذي يرفعه دائماً “حق المشاركة” او التمثل الحكومي بوزير حزبي “فاقع”.

منذ لحظة إعلان الحكومة وتوقيع مراسيمها اوعز الحزب لكل قياداته المركزية وفي المناطق وبعض المحللين التلفزيونيين التابعين له بعدم التطرق الى تشكيل الحكومة من باب التفاصيل اي الثلث المعطل، والتكنوقراط، ومن ربح ومن خسر؟

 وكان الوزير محمد فنيش هو الوجه السياسي والممثل الحكومي له منذ العام 2006 حتى العام 2019.

“حزب الله” يتغير!

 ومن يعود الى شريط الاحداث خلال الازمة الحكومية الحالية، وإبان الحراك الشعبي، يتأكد ان حارة حريك وكل قيادات الحزب من امينه العام، ونزولاً كانوا يتمسكون بحكومة تكنو- سياسية و3 وزراء حزبيين اذا كانت ثلاثينية وبوزيرين حزبيين اذا كانت عشرينية او 18 وزيراً، وكان يزبد ويرعد. ويقول ان مشاركته مباشرة في الحكومة كسر لفيتو الاميركيين عليه وان التكنوقراط ليسوا قادرين على ان يكونوا حلاليي الازمة التي تحتاج الى مخضرمين؟

فماذا الذي تغير حتى يقبل بـ”حزب الله” بحكومة تكنوقراط؟ وان يشارك بوزيرين غير حزبيين واحدهم وزير الصناعة عماد حب الله وهو كان محسوب تاريخياً على “حركة امل”؟

وتقرأ مصادر شيعية متابعة ما تقدم لتقول: ان من حيث الشكل يظهر “حزب الله” على انه قدم تنازلاً بقبوله بحكومة غير سياسية ومن غير حزبيين، لكنه في المضمون اشرف على كل تفصيل صغير وكبير عبر “مندوبه” النائب اللواء جميل السيد وعن طريقة “الخليلين” واللذين في المرحلة الاخيرة وفق المصادر كانوا “يغربلون” الاسماء التي لا يريدونها اي ان الحكومة مفصلة وفق “تعليمات” “حزب الله”، للرئيس المكلف حسان دياب ولكل العاملين في “المطبخ الحكومي”.

وبعد تشكيل الحكومة وإعلان اعضائها، يكمل “حزب الله” من خلال وضع “لمسات” خفية على البيان الوزاري اذ يصر على بعض الكلمات “المفتاحية” في ملف المقاومة والسلاح ومزارع شبعا والعلاقة مع سوريا. هي عبارات مبهمة بالمعنى السياسي لكنها واضحة بنتائجها.

تنازلات شكلية؟

ويبدو وفق الاوساط ان رغم هذا التنازل الشكلي من الحزب لكنه يؤسس لتنازلات كثيرة مستقبلاً، تبدأ من ملف المياه والانهار الحدودية الى النقاط المتنازع عليها اسرائيلياً اضافة الى الحدود البحرية والحقول النفطية البحرية والغازية الى ملف النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين وما هي حصة لبنان من اي توطين للسوريين والفلسطينيين وكذلك انعدام السيولة بين ايديهم. ؟    

وتقول المصادر ان حالة لا مبالاة تسود الشارع الشيعي اليوم على خلفية تشكيل الحكومة، حيث لم يشعر هؤلاء وخصوصاً الجنوبيين والبقاعيين بهذا التغير، وهم الذين يتلوون من الغلاء وندرة فرص العمل

ووفق المصادر عملياً ما كان يقوله “حزب الله” هو من باب “شحن” الشارع وشد عصبه وتبين انه “كذبة كبيرة” وان شعارات الحزب قادرة على التبدل بين ليلة وضحاها اذا اقتضت مصلحته ذلك، وهو يفعل عكس ما يدعيه او “يُحرّمه” على الآخرين من خصومه، اي ان السياسة عنده لها مبادىء فعن أي مبادىء ومصداقية يتحدث؟

وتسأل المصادر: ماذا تغير في حسابات “حزب الله” ليقبل ما كان يرفضه مسبقاً ؟ وكان يُخّون كل من يقترب من تمثيله في الحكومة؟ وكل من يطالب بحكومة تنكوقراط او مستقلة او من غير الحزبيين؟

وتكشف المصادر ان منذ لحظة إعلان الحكومة وتوقيع مراسيمها اوعز الحزب لكل قياداته المركزية وفي المناطق وبعض المحللين التلفزيونيين التابعين له بعدم التطرق الى تشكيل الحكومة من باب التفاصيل، اي الثلث المعطل، والتكنوقراط، ومن ربح ومن خسر؟

ولماذا هذه التركيبة وليست تركيبة سياسية او تكنوسياسية؟  كل هذه الاسئلة ايضأً حجبت عن الجمهور التابع للحزب او من مؤيديه في المناطق البقاعية الجنوبية، اذ يحرص كل قيادات “حزب الله” على عدم الغوص في الجلسات العامة والخاصة في ما جرى حكومياً. ويشددون على لازمة واحدة : الاقتصاد والمال ومنع الانهيار وعدم الوصول الى المجاعة!     

من حيث الشكل يظهر “حزب الله” على انه قدم تنازلاً بقبوله بحكومة غير سياسية ومن غير حزبيين لكنه في المضمون اشرف على كل تفصيل صغير وكبير عبر “مندوبه” النائب اللواء جميل السيد وعن طريقة “الخليلين” اللذين غربلوا في اخر لحظة الاسماء التي لا يريدونها

وتعتبر المصادر ان “حزب الله” وبيئته باتا يشعران بثقل الازمة الاقتصادية والمالية، وان مناطقه الشيعية والجنوبية والبقاعية، باتت على شفير الانفجار وهي ليست جزيرة  معزولة عن باقي المناطق اللبنانية ولا يمكن اغلاق فم وعيون كل الشيعة وترهيبهم.

لذلك تجزم المصادر ان “حزب الله” هو الذي خضع للاميركيين ولعقوباتهم المالية والاقتصادية. وهو يعرف ان اي حكومة خارج الرضى الاميركي لن تعيش ولن تعمر والحكم هو اليوم على ما يمكنه ان تفعله مالياً واقتصادياً واستجلاب المال الخارجي.

السابق
يا حيف يا إبن بلدي.. فليسقط حكم «الأزعر»!
التالي
بالفيديو: ثورة لا تهدأ.. إنطلاق مسيرة «لن ندفع الثمن_لا ثقة»!