اللباس الشرعيّ التركي يجتاح الضاحية الجنوبية لبيروت

اللباس الشرعي
الأناقة في اللباس الشرعي كانت مطلوبة من عدد من الصبايا ولا سيما الجامعيّات، اللواتي إلتزمن بالحجاب بهدف إبراز أناقتهن كنوع من تحدٍ لفئات عديدة تعتبر الحجاب واللباس الشرعيّ تراجعا، لا بل تخلّفا.

في عزّ الفورة الدينية التي اجتاحت بيروت العاصمة اللبنانية، حيث تتميّز المرأة بأناقتها وحبها للمظاهر، إلتزمت الشابات اللبنانيّات المسلمات بالحجاب سواء من السنّة او الشيعة.
فكان خيارهن صعبا، وجريئا نوعا ما، نظراً لوجود عدد من الصعوبات التي سترافقهن جرّاء هذا القرار. من هذه الصعوبات نوع اللباس وشكل الحجاب الذي سيدخلن به سوق العمل أو الجامعة.
فجاء اللباس الشرعيّ التركي ليحلّ جزءً من المشكلة نظرا لألوانه الزاهية وتفصيلاته العصرية وموديلاته الحديثة التي تجمع بين الإلتزام الديني وروح العصر.
وهو على العكس من اللباس الشرعي في عدد من البلاد المجاورة التي يتسّم فيها بالتقليد.

اقرأ أيضاً: «الإسلام والتغريب»: هل الحجاب بدعة في الإسلام؟!

ومن أهم ما برز في عالم اللباس الشرعيّ أنه بات له عالمه من المُصممين و”الماركات” التي إشتهرت ببيروت، إضافة إلى ارتفاع عدد المحال التجارية المختصة باللباس الشرعيّ لاسيما في الضاحية الجنوبيّة المعروفة بسمات القاطنين فيها وإلتزامهم الدينيّ.
فالضاحية الجنوبية لبيروت حيث ينتشر “حزب الله” بكثافة، ينتشر أكبر عدد من المؤسسات التي تعرض وتبيع اللباس الشرعي، نظرا لأن معظم -إن لم نقل أغلب سكانها- من النساء هن من المحجبات.
وإضافة إلى اللباس الشرعيّ تنتشر محال “الإيشارب” والفولار التركيان بكل أنواعهما وأصنافهما فتتسابق السيدات والشابات على اقتناء أغلى الإيشاربات وأحدثها.
وتنتشر البوسترات الضخمة لعارضات تركيات في الشوراع، كنوع من تزاوج بين الثقافتين اللبنانية والتركية، حيث أن صاحبات المحال من السيدات بتن على دراية تامة بالمناطق التركية وأحيائها وشوارعها ومؤسساتها التجارية، إضافة إلى العلاقة الوطيدة مع التجار الأتراك.
وقد ساهم الرباط الديني في هذه شدّ الأواصر، نظرا لتفهّم المصنع والمعمل والتاجر التركي لطبيعة المجتمع اللبناني المسلم وحاجات نسائه من اللباس.
ولا يقتصر الأمر على السيدات، بل تعدّى الأمر إلى الرجال والشباب، حيث السيدات اللبنانيات التاجرات بتنَ أكثر عددا وأكثر انتشارا نظرا لقرب تركيا الجغرافي من لبنان، ولتوافق السوق اللبنانيّ مع السوق التركيّ في عدد من الخطوط العامة أهمها الأسعار المناسبة للجميع.
علما أن التاجر أو صاحب المؤسسة التجارية يفتخر أمام زبائنه بأن البضاعة (تركية) للتدليل على النوعية الجيّدة، وإن كان هذا الترويج يضّر بصناعة بلده لبنان.
ومن الملفت أنه رغم تدنيّ أسعار البضائع السورية في لبنان، إلا إنها لم تصل إلى أن تفضل السيدة اللبنانية اللباس الشرعي السوري أو الإيراني على اللباس الشرعيّ التركيّ.
فاللباس الشرعيّ التركي اجتاح المحال التجارية سواء الكبيرة أو الصغيرة منها نظرا لجودته ولخطوط الموضة العصرية فيه.
مع الإشارة إلى أن اللباس الشرعيّ السوري لم يحظً بأيّ إهتمام لدى السيدة اللبنانية كونه بعيد جدا عن الأناقة والجمالية في قصاته وخطوطه العصرّية التي تبحث عنها كل صبية سواء أكانت جامعيّة أم عاملة أم موظفة.
ورغم الطلب الكبير على اللباس الشرعيّ في الضاحية الجنوبية، إلا أن العاملين في هذا المجال لم يكونوا كثرا، لاسيما وأن معامل اللباس الشرعيّ كانت قد بدأت منذ بدء موجة المدّ الديني في لبنان، التي قامت على أنقاض المد اليساريّ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، تنتشر بشكل غيرمسبوق، لكنها لم تعمد إلى تقديم لباس جميل وأنيق للمرأة المحجبّة، بل كانت تُعد على أصابع اليد الواحدة.

اقرأ أيضاً: موضة خلع الحجاب وأسباب حالة القهقرى الدينية

مع الإشارة إلى أن عبارات السخرية كانت تطال المحجبّات في الشوارع بشكل لافت، مما كان يدفع العديدات منهن إلى الإستنكاف عن الحجاب خوفا من السخرية.
لكن الحجاب التركي المموّض، أيّ الذي يتبع الموضة، شجّع الكثيرات على الحجاب والإلتزام به والدفاع عنه، كونه ساهم بابراز أناقة وجمال السيدات اللواتي- وإن كنّ يسعين إلى إخفاء مفاتنهن- إلا أنهن لا يجدن ضيرا في القول للرجل “إننا وإن كنّا محجبات إلا أننا أنيقات”.
ويبقى السؤال المفتوح على بحث طويل هو سرّ انتشار الحجاب كالنار في الهشيم بُعيد إلتزام الرجل مباشرة وتغيير بوصلته السياسية والدينية؟ وهل يمكن القول أن المرأة تابعة هنا؟

السابق
الطبش لـ«جنوبية»: لا يحق لباسيل وقف توظيف الناجحين بحجة «التوازن الطائفي»
التالي
الجيش اوضح ملابسات إشكال اليوم في بلدة البساتين عاليه