عام 2016 كانت شركة الصبّاح تفكر بانتاج مسلسل يكون قريبا من أحداث الشارع اللبناني والدخول إلى بيئة شائكة بطلها الرجل المثير للجدل نوح زعيتر، محاول إسقاط قصة بابلو اسكوبار في مسلسلNarcos على صبغة محلية تمثلت فيما عرف بـ”الهيبة” وهناك تلقى الجمهور العربي على مسامعه لهجة جديدة بممثلين لبنانين تفوقوا وغدوا نجوما مثل عبدو شاهين وفادي أبي سمرا.
اقرأ أيضاً: مهرجان «أعياد بيروت»: نجاح رغم فوضى الإعداد والتنظيم
ولثلاثة أعوام خلت احتلّ “الهيبة” صدارة المواسم الرمضانية وسط تشتت في لهجات المسلسل بين الشامية في عائلة “جبل” والبعلبكية في لهجة أبناء عمومته وأهل القرية وأضيف إليها اللهجة البيروتية العامة للشخصيات النسائية اللواتي يطلن نجمات إلى جانب “جبل شيخ الجبل”.
وتعدى مسلسل الهيبة حدود المتوقع في التأثير، وتحولت عبارات رددت في المسلسل إلى تريند على السوشل ميديا كعبارة شاهين لابن عمه جبل: “سامحني يا بن عمي” أو “منتهيّة”، التي رسخت في أذهان الجمهور نمط جديد من الاستماع للكنة أحبوها وباتت سمة من سمات “الهيبة”.
وقبل أيام انطلق تصوير مسلسل جديد في قرية “اليمونة” في البقاع يحمل اسم “مراح العنزة” ويتحدث أبطاله لهجة المناطق الحدودية مع سوريا، حيث يشارك في البطولة ممثلين سوريين إلى جانب الكادر اللبناني ويدور العمل في الإطار الكوميدي الساخر الذي قد يسيء لأهل المنطقة إذا ما تم العبث به، وهنا نستذكر الصورة الذهنية التي كرستها الدراما السورية عن أهالي مدينة حلب جراء تثقيل اللكنة في الأعمال الحلبية وإبراز شخصية الحلبي في المسلسل السوري على أنه ثقيل الظل والمسبب للمشكلات.
اقرأ أيضاً: هل تسرق شركة سامر الفوز نصوص الدراما؟!
وبينما يتنقل الكاتب فؤاد حميرة بين قرى بعلبك والبقاع ليستمع إلى هموم الناس ويرصدها كخطوط عامة في رابع أجزاء “الهيبة” فان لهجة تلك المنطقة غدت “تريند”، ما قد يؤسس لدراما “بيئة بعلبك” على غرار الدراما الشامية التي باتت جزءاً من المكون الدرامي السوري ولم تعد ظاهرة.
