مهرجان «أعياد بيروت»: نجاح رغم فوضى الإعداد والتنظيم

مهرجان اعياد بيروت
لا يخفى على أحد يقطن العاصمة اللبنانية أن واجهتها البحرية هي المركز التجاري الأكثر ارتياداً طوال العام عبر مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية والاقتصادية ضمن منطقة البيال التجارية ومباني السوليدير المجاورة لها، فهناك تجري فعاليات مهرجان صيف جديد "أعياد بيروت" الأشهر من ناحية التغطية الإعلامية.

رغم عراقة مهرجانات لبنانية من جبيل “بيبلوس” إلى مدرجات بعلبك وبيت الدين، إلا أن المغني العالمي ياني لم يسمع بمهرجان بعلبك الذي وقف عليه عمالقة الفن اللبناني، وهو يعقد مؤتمراً صحفياً ليطلّ اليوم من “أعياد بيروت” المهرجان الذي افتتح في 11 من شهر تموز الحالي ولغاية 26 منه، والذي يمكن اعتباره بالشكل المهرجان الأكثر حداثة في لبنان.

هنا يغيب ارتباط الموسيقى بالأعمدة التراثية والمدرجات الأثرية، لا مكان لأعمدة الإضاءة وأجهزة الصوت المضرّة بسلامة الآثار كما حدث في حفل صور للفنانة جوليا بطرس قبل عام، فالمسرح في وسط بيروت الحديث معدّ سلفاً بمقاعد بلاستيكية وآلاف الأعمدة الحديدية التي تمنح الفرصة لارتفاع خمسة آلاف متفرج عن الأرض كي يشاهدوا مسرحاً يقابل البحر ويعاكس فيه الجمهور شاطئ المتوسط.

اقرأ أيضاً: مهرجانات الصيف: من يستطيع الحضور؟!

“الواجهة البحرية” التي تهب نسائم البحر فيها منتصف الصيف الحار تستقطب سبع ليالٍ من الموسيقى المتنوعة التي لا يجمع فيما بينها سوى تواجدها في ذات البرنامج، ولو جاء ذلك على حساب هوية المهرجان وطبيعة الفن المقدّم فيه، والذي سينعكس بالطبع على طبيعة الجمهور المرتاد بين حفل وآخر من ناحية السن أو الشريحة الاجتماعية أو المستوى الثقافي. فعلى ذات المقعد يجلس المراهق الحالم بعناق الفنان السوري ناصيف زيتون ليجلس في الحفل المقابل الخمسيني المستذكر لزمن الثمانينات في حفل زياد الرحباني.

هنا يبدو التساؤل الأكبر عن هدف المنظمين من جمع الموسيقى المستقلة أو النخبوية إن صح التعبير مع النمط التجاري للأغنية، واستقبال فنانين من اللاهثين خلف الراتينغ مع فنانين عالميين يقدوم حفلاتهم وفق نظام التور أي الجولة العالمية لتكون بيروت محطة من محطاتهم.

اقرأ أيضاً: نجوم الأمس.. معجبو مشاهير اليوم

 بالمقابل، تأتي الحفلات خالية من أي تقديم إعلامي أو بروشور تعريفي عن برنامج الحفل مع عدم الدقة في انضباط المواعيد بين ساعة بداية الحفل وانتهائه، ليعلو تصفيق الجمهور قرب شاطئ بيروت مع موسيقى تعلو وتخمد بحثاً عن أعيادٍ بالمسمى مع غياب البهجة في المزاج الشعبي المائل للرمادي.

السابق
كريستيانو رونالدو بريء من تهمة الاغتصاب!
التالي
بعد تأويلات والتباسات: علوش يوضح لـ«جنوبية» حقيقة «استقالة الحريري»