الاخبار: مجلس الوزراء: عودة الروح

عهد حكومي جديد يبدأ بعودة الروح إلى مجلس الوزراء. وأبرز ما في جلسة اليوم حضور وزير العمل الجديد، جريصاتي، بينما ينهمك رئيس المجلس النيابي في إيجاد المخارج القانونية للأموال الضائعة والمصروفة من خارج الموازنات

يعاود مجلس الوزراء جلساته اليوم بعد تعليقها قرابة الشهر. ويفترض أن تكون الجلسة التي ستعقد برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في قصر بعبدا، فاتحة مرحلة جديدة في التعاون الحكومي، حسبما يأمل أطراف الأكثرية. ويتوقع أن يفتح ملف التعيينات في جلسات لاحقة وفق ما تم الاتفاق عليه خلال مرحلة العمل على حل عقدة توقيع مرسوم بدل النقل، ولا سيما بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون، وبإطلاع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

وتمنت أوساط تكتل التغيير والإصلاح أن يقابل ميقاتي الإيجابية التي تعامل بها التكتل بإيجابية مماثلة، متوقعة حصول تواصل بين ميقاتي والتكتل بشأن التعيينات على هامش جلسة مجلس الوزراء اليوم.
وقارب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان موضوع التعيينات خلال استقباله أول من أمس وفد الهيئة الإدارية الجديدة لـ«اللقاء الوطني في إقليم الخروب»، ورأى «أن الذهنية السياسية المرتكزة على الاستفادة من النظام المبني على المشاركة والتعددية للمحافظة على المحاصصة المذهبية والفئوية في السياسة والإدارة هي التي تعوق الانطلاق الصحيح لعجلة الدولة ومؤسساتها وإداراتها».
وأكد «ضرورة عدم إضاعة الوقت في الخلافات والمبارزات والتشنجات لتسييس الملفات، وحصر التنافس في تحسين مضمون هذه المواضيع لتقديمها بصورة أفضل».
المال الضائع
وفي ساحة النجمة، يترأس الرئيس بري ظهر اليوم اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس النيابي ورؤساء اللجان ومقرريها، ويتركز على إيجاد حلول لقضيتي الـ 11مليار دولار، وذلك بعدما ربطت المعارضة إبراء ذمتها عن هذا المبلغ الذي أنفقته عندما كانت في الحكم بإبراء ذمة الحكومة الحالية عن إنفاق مبلغ 6 مليارات دولار في العام الماضي.
وفي هذا السياق، رأى رئيس كتلة «المستقبل» النائب فؤاد السنيورة في ندوة صحافية في صيدا، أمس، أن «هناك طريقتين لا ثالث لهما لمعالجة موضوع الموازنات السابقة، إما أن يتم إقرار الموازنات التي أعدت والتي تحدد السقوف الصحيحة للإنفاق، أو أن يصار الى رفع السقوف كما هو معمول في مشروع الـ 8900 مليار ليرة، الذي هو عملياً رفع سقوف الإنفاق وليس إبراء الذمة المالية، وهذا العمل يسري على جميع السنوات متماثلة وإن اجتزاء واحدة منها ومحاولة إدانة فريق وتصوير فريق آخر بالصلاح، هو خطأ كبير».
لبنان في الخط الأمامي
على صعيد آخر، جددت إيران دعمها استقرار لبنان، مشددة على تعزيز العلاقات الدفاعية بين البلدين. وأشار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال استقباله أمس وزير الدفاع اللبناني، فايز غصن، الذي يزور طهران بدعوة من نظيره الإيراني أحمد وحيدي، إلى الضغوط التي تمارسها قوى الاستكبار على جبهة المقاومة. وأوضح نجاد أن «هدف دول الاستكبار إنقاذ الكيان الصهيوني، ولكن من دون أي شك فإن هذه الآمال لن تتحقق لأن العالم اليوم تغير وانتهى عصر الاستكبار وستنتهي أيضاً السيطرة العسكرية التي هيمنوا من خلالها على العالم وسيقوم النظام العادل والإنساني قريباً».
ووصف الرئيس الإيراني العلاقات بين لبنان وإيران بالعميقة والتاريخية، مشيراً إلى أنه «عندما تكون العلاقات مبنية على أساس الإيمان والمحبة فإنها ستبقى الى الأبد، على عكس الأشخاص الذين يبنون علاقاتهم على أساس اللعب السياسية والكره والقوة فإن هذه العلاقات لن تدوم أبداً».
وأكد أن «المستكبرين يعلمون أن الشعبين اللبناني والإيراني يقفان سدّاً منيعاً بوجه السياسات الاستكبارية»، موضحاً أن «دول الاستكبار تتحد في ما بينها لتحقيق أهدافها غير الإنسانية، بينما اتحاد لبنان وإيران يأتي في سبيل تحقيق أهداف إنسانية سامية».
ولفت نجاد إلى أن «لبنان يقف اليوم في الخط الأمامي لجبهة الإنسانية والمحبة»، موضحاً أن «الأعداء يسعون بكل جهد لضرب الوحدة والانسجام في لبنان»، مشيراً إلى أنه خلال زيارته الأخيرة للبنان «كان الغضب واضحاً على وجوه أعداء لبنان لأنهم لا يريدون المحبة والسلام لهذا البلد، ولهذا نحن نؤكد تعميق العلاقات والوقوف الى جانب بعضنا أكثر من أي وقت مضى».
بدوره، أكد غصن أن «الشعب اللبناني لن ينسى أبداً وقوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى جانبه»، مشدداً على «أن الشعب اللبناني سيبقى الى جانب الشعب الإيراني في السراء والضراء».
وأشار إلى أن «الكيان الصهيوني الغاصب اليوم، وبفضل مقاومة وصمود الشعب الإيراني يعيش حالة من الخوف تمنعه من أن يمد يد الاعتداء إلى أي مكان»، مؤكداً «أن الشعب اللبناني الى جانب الجيش والمقاومة سيقف سداً منيعاً بوجه التهديدات الصهيونية».
من جهته، أكد وحيدي خلال استقباله غصن أن «إيران تعتبر لبنان رمزاً للمقاومة والصمود»، مشيراً الى أن زياة نظيره اللبناني طهران «فرصة مناسبة للغاية من أجل تعزيز العلاقات الدفاعية بين البلدين، وأن دعم الجيش اللبناني يعدّ من السياسات الاستراتيجية لدى إيران، ويجب على لبنان أن يتمتع بجيش قوي للدفاع عن مصالحه في المنطقة».
وأشار إلى أن «السياسة الإيرانية ترتكز على تعزيز التعاون ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة وأن بلاده تعتبر الاستقرار والدفاع عن أمن لبنان جزءاً مهماً من الاستقرار في المنطقة»، مشدداً على «ضرورة تقديم الدعم الشامل للبنان في مقابل التهديدات الخارجية وتهديدات الجماعات الإرهابية». وأشار إلى أن «المقاومة في لبنان ليست حكراً على جماعة ومذهب خاص، وأن الجيش والمقاومة يعتبران جناحين يطير بهما لبنان نحو التنمية والتطور والاستقرار».
من جانبه، أشاد غصن بموقف إيران من المقاومة والجيش في لبنان، لافتاً إلى وجود «تنسيق كامل بين الجيش والمقاومة في لبنان حيال مختلف المواضيع، وإلى أن شعار الجيش والشعب والمقاومة قد ترسخ».
وقدم غصن شكره إزاء مواقف إيران إبّان العدوان الصهيوني في حرب تموز، مشيراً إلى أن «حرب الـ 33 يوماً قد علمتنا أن نكون صامدين ومقاومين أكثر من ذي قبل». وأمل «رفع مستوى التعاون والتعامل بين لبنان وإيران»، مبدياً أسفه لاستهداف سوريا، عازياً سبب الضغوط التي تمارس عليها إلى أنها لم تساوم مع الكيان الإسرائيلي. وفي ما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية للبنان، حذّر غصن من «أن قيام إسرائيل بأية حماقة وشن الهجوم على لبنان سيواجه بجيش قوي وموحد ومقاومة قوية»، مؤكداً أن «إسرائيل ستلقى الهزيمة مرة أخرى». والتقى غصن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي وبحث معه المستجدات في المنطقة.  

السابق
النهار: الإنفاق من خارج الموازنة بلغ 22 مليار دولار وعمل اللجنة الوزارية النيابية يتجاوز الحل المالي
التالي
الكندي نورمان فال مدعياً عاما جديدا للمحكمة الدولية