مكادي نحاس: أفضل الغناء ما يكتبه الفنان لنفسه

اختتمت الفنانة مكادي نحاس أخيرا مهرجان البحرين الدولي للموسيقى في حفلة مبهرة حضرها فنانون وعشاق موسيقى عرباً وأجانب. هذا المهرجان العريق الذي بدأ بتوصية من منظمة الأونيسكو عام 1981 يقام برعاية وزارة الثقافة البحرينية ويجمع سنوياً أبرز المغنين من حول العالم بغية إذكاء الذوق الموسيقي وإشاعة قيم المحبة والسلام والتلاقي بين الثقافات. ولعلّ طابع هذا المهرجان يشبه مكادي نحاس المغنية والمثقفة الأردنية التي تعشق لبنان وفلسطين وقيم الحرية التي تتجاوز كل حدود.

¶ ماذا تعني لك مشاركتك في مهرجان البحرين الدولي للموسيقى، وماذا عن المضمون الموسيقي الذي قدّمته في حفلتك؟
– المشاركة في مهرجان البحرين عنت لي الكثير من حيث أهمية الفنانين العالميين المشاركين في دورته الـ 23 وخصوصا أني غنيت للمرة الأولى في تلك البلاد حيث التقيت الجمهور البحريني. كما كان لي شرف إحياء ختام المهرجان، وقد رافقني 13 عازفاً من مصر بالاضافة الى قائد الاوركسترا، وقدمت أغاني أسطوانتي الجديدة “نور” ومجموعة أغان من أعمال سابقة حفظها الناس.
¶ قبل أشهر صدرت أسطوانتك الخامسة “نور”. كم تختلف هذه الأسطوانة من حيث المضمون الموسيقي عن سابقاتها وخصوصاً “كان يا ما كان” التي انتشرت كأسطوانة ذات طابع تراثي عراقي؟
– أسطوانة “نور” هي نتيجة عمل دام سنتين من بحث عن نصوص وموضوعات للغناء وعن إنتاج وتمويل. “نور” تضم أغاني من تأليفي (كلمات وألحانا)، وكان فيها تعاون أول من نوعه مع شعراء وملحنين أعتزّ بالتعاون معهم مثل الشعراء هاني نديم وعدنان العودة ونون السعدي ويزن الهجري والكبير محمود درويش، وقد كتب الهجري ولحن لي أغنية “تع نسهر” كما لحن لي الصديق الخلاق مايك ماسي أغنيتين. العمل من إنتاج شركة “مقام” للإنتاج وتموّله مؤسسة أبو ظبي للثقافة والفنون.
¶ في “نور” لحنت عددا من الأغاني. أخبرينا عن “خضرا” و”نشيد ما” للشاعر محمود درويش، وعن أغان ذات نكهة لبنانية تضمنتها الأسطوانة.
– تلحيني وكتابتي معظم أغاني الألبوم هو ما يميز العمل. فأنا أؤمن بأن أفضل ما يغني الفنان هو ما كتبه ولحنه لنفسه لأن ذلك يعكس شخصيته وهويته. “خضرا” نص كانت جدتي قد ألفته وردّدته وفيه تتحدث عن اشتياقها لوالدتها التي فرّقتها عنها المسافة. وتوفت جدتي في العام نفسه لتحضيري الألبوم فجاءت الأغنية تحية مني لذكراها. وعن “نشيد ما” للكبير محمود درويش فقد لحنتها سابقاً وأدرجتها في الألبوم تحية له و خصوصا أننا التقينا أكثر من مرة بين بيروت وعمان وكان يسألني “متى ستغنين لي نصاً؟”. أمّا “إنت الحلا” فهو نص كتبته في الفترة التي تعرفت فيها الى زوجي وهي مهداة له.
¶ كم تشبه أغانيك إسمك؟ مكادي تعني الحرية، فهل تعودين بنا إلى نشأتك وبدايات عشقك الموسيقى؟
– أغانيّ تشبهني كثيراً، وحتى عندما أختار أن أغني لفنان آخر فيجب أن تمسني الأغنية وتشبهني، أو ان تحكي عن موقف ما مررت به، ويجب أن تصل الأغنية إلى الناس بصدق ومن دون تكلّف أو ادعاء. لقد نشأت في بيت سياسي مثقف والموسيقى الملتزمة كانت جزءا لا يتجزأ من حياتنا. وكانت الكتب أيضا متاحة لنا من خلال مكتبة والدي التي لا تزال موجودة حتى اليوم. كنت أحفظ الأغاني عن ظهر قلب منذ صغري مهما كانت لهجتها صعبة، وكنت أكتب الشعر في سن صغيرة وأعتقد أن هذا رافقني إلى الآن.
¶ تعشقين لبنان وتعيشين فيه منذ أيام دراستك الموسيقى في الكونسرفاتوار الوطني اللبناني، لماذا حفلاتك في لبنان نادرة حتى أنها شبه منعدمة؟
– بيروت قدمت لي الكثير من الخبرة والصداقات التي ساهمت بشكل أو بآخر في طريقي الفني، وأيضا الكثير من الأصدقاء الذين أعتز بهم وأحتفظ بصداقتهم. أما بالنسبة الى الحفلات فاعتقد أن الأمر منوط بأمور لها علاقة بسفري الدائم وانشغالي بمشاريع في دول أخرى وعدم تواصلي مع الإعلام بشكل أكبر، فقد قمت العام الفائت بإحياء حفلات عدة في مناطق مختلفة من لبنان أذكر منها بيروت وطرابلس، وجولات في المخيمات الفلسطينية. وقمت أيضا بتوقيع ألبوم “نور” في بيروت.

السابق
ديمقراطية تونس تحبو، والطريق في أوله
التالي
15 الف أجنبي من 80 بلدا يقاتلون في سوريا والعراق