البناء: المسلّحون يستبيحون طرابلس

كتبت “البناء ” تقول: بقي الوضع الأمني في صدارة الاهتمامات السياسية والوطنية سواء من بوابة الاغتيالات بعد اغتيال القيادي في المقاومة حسان اللقيس أو من بوابة طرابلس حيث يسعى المسلحون وقادتهم في باب التبانة لإفشال خطة الجيش اللبناني عبر ممارسة الاعتداءات على عناصره أو الاستمرار في حالة الفلتان ومحاولة منع إزالة الدشم والمتاريس من المنطقة.
وفي وقت أكدت مصادر سياسية بارزة أن العدو “الإسرائيلي” ليس بعيداً عن جريمة اغتيال القيادي اللقيس بغض النظر عن الأيدي المجرمة التي قامت بالتنفيذ أوضحت أن التحقيقات تتم بكثافة وبسرية تامة من جانب الأجهزة الأمنية المعنية في حزب الله بالإضافة إلى دور مماثل تقوم به مخابرات الجيش اللبناني التي تقوم بتجميع الخيوط حول ما حصل وقالت إن المعلومات الأولية تشير إلى أن مسلحين اثنين قاما بتنفيذ جريمة الاغتيال بمسدسات كاتمة للصوت وأنهما قاما بعد ذلك بالهروب من العقار المليء بالأشجار المتاخم للمبنى الذي يقطن فيه اللقيس باتجاه بولفار كميل شمعون بينما كانت هناك عناصر أخرى مسلحة تتولى عملية المراقبة.

الجيش وسيّارة الإرهابيين
وأوضحت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه في بيان مساء أمس أن سيارة تحمل لوحة مكتب تأجير أقدمت على تنفيذ عمل إرهابي معاد على الأراضي اللبنانية ليل 3 12 2013 وتمنت على أصحاب مكاتب تأجير السيارات الإبلاغ الفوري عن سيارة تم استئجارها أخيراً وفقد الاتصال بمستأجرها أو تبلغ صاحب العلاقة بوجودها مركونة في مكان عام بتاريخ أمس أو أول من أمس. وإمّا سيارة تم استئجارها وأعيدت لمكتب صاحب العلاقة بالتاريخ المذكور نفسه وفي داخلها بقايا وحول وأتربة كما طلبت من مغاسل السيارات ومحطات المحروقات الإفادة عن أي سيارة جرى غسلها في التاريخ نفسه وفي داخلها بقايا وحول وأتربة.

كتلة الوفاء
وأمس رأت كتلة الوفاء للمقاومة في الاستهداف الإرهابي الذي أدى إلى استشهاد اللقيس عدواناً صهيونياً موصوفاً ينطوي على أكثر من دلالة خطيرة تستدعي المزيد من الدقة والحزم في مواجهة سياق تآمري معقد تتشابك خيوطه للنيل من المقاومة وقادتها. وقالت إن استشهاد اللقيس سيرفع من وتيرة التصميم لدى المجاهدين على مواصلة التصدي للعدوان الصهيوني.

مصادر أمنية لـ”البناء”
أما في ما يتعلق بوضع طرابلس الأمني وفيما عمد المسلحون إلى الإعتداء على وحدات الجيش اللبناني في باب التبانة أكدت مصادر أمنية لـ”البناء” أن قرار قيادة الجيش حاسم بإسكات مصادر النيران لأي كان وإعادة الأمور إلى طبيعتها وإنهاء المظاهر المسلحة وتوقيف المخلّين بالأمن لأي جهة انتموا.
لكن المصادر أوضحت أن القرار الذي صدر عن اجتماع بعبدا يوم الثلاثاء الماضي بوضع القوى الأمنية تحت إمرة الجيش ما زال شفهياً وتالياً لم يصدر تكليف رسمي بذلك لأن التكليف الرسمي يتطلب وجود مستند رسمي.
أضافت إن الجيش يتصرف على أساس هذا التكليف لكن من أجل وضع الأمور في نصابها يجب إصدار مثل هذا المستند الذي يحدد أن الجيش هو صاحب الأمر وأن هناك 600 عنصر من قوى الأمن الداخلي تحت إمرته حتى يصار إلى تشكيل غرفة عمليات برئاسة أحد ضباط الجيش.
وقالت عندما اتخذ قرار مماثل بخصوص منطقة بعلبك قبل حوالى السنتين صدر قرار رسمي عن مجلس الوزراء في مستند رسمي.

ميقاتي لـ”البناء”
“البناء” سألت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن مفاعيل قرار بعبدا الأمني على الأرض وما إذا كان بحاجة لقرار خطي لحسن سير التنفيذ فأكد أن الجيش اللبناني التزم بالقرار وباشر التنفيذ من دون انتظار أي بيانات رسمية والقرار الشفهي الذي أتى بناء لطلب وزير الداخلية حاز الموافقة الاستثنائية مباشرة من رئيس الجمهورية ومني شخصياً وهو ساري المفعول ليقوم الجيش بمهامه من دون أية عراقيل.
وعن أسباب ما يتردد من أن الجيش يحتاج إلى قرار خطي لضمان حسن سير التنفيذ قال ميقاتي لـ”البناء”: مهمتنا تسهيل الأمور وما يهمنا هو أمن واستقرار طرابلس ونجاح الخطة الأمنية وإذا كان الجيش بحاجة إلى مثل هذا القرار سنجري الاتصالات اللازمة مع فخامة الرئيس والوزير مروان شربل وقيادة الجيش لاستصدار قرار استثنائي وخطي بهذا الأمر وهذا ما سيحصل في الساعات القليلة المقبلة.
وعن رأيه بالوضع الأمني في مدينة طرابلس بشكل عام أكد ميقاتي أن الأمر وبكل صراحة يحتاج إلى إرادة ونيات صادقة من قبل جميع الأطراف لتمكين الجيش والقوى الأمنية الأخرى من تنفيذ مهامهم بشكل يضع حداً لحال الفلتان التي تعيشها طرابلس ويدفع ثمنه المواطن الطرابلسي وحده من حياته ورزقه.

اعتداءات المسلّحين على الجيش
ميدانياً شهد الوضع في المدينة توتراً على خطين: الأول لجوء المسلحين في باب التبانة إلى إطلاق النار على وحدات الجيش والثاني عودة القنص بين المحاور وما لبث أن تحول إلى إطلاق قذائف صاروخية ورشاشات.
وقد أدى اعتداء المسلحين على عناصر الجيش إلى إصابة ثلاثة عسكريين بينهم ضابط حيث أفيد لاحقاً عن وفاة الملازم.
وعلى الأثر قامت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة بالرد على مصادر النيران فدارت اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش والمسلحين في التبانة.
كذلك عمد مسلحون إلى إلقاء قنبلتين يدويتين في شارع سورية ما أدى إلى تجدد لأعمال القنص بين باب التبانة وجبل محسن كما استخدمت بعض القذائف والأسلحة المتوسطة فتدخل الجيش للرد على مصادر النيران وأدى تجدد الاشتباكات إلى جرح عسكريين وثلاثة مواطنين.

الاعتداء على فريق الجديد
وفي شارع سورية اعتدى مسلحون على فريق تلفزيون الجديد وصادروا الكاميرات والمعدات المخصصة للتصوير. ولاحقاً دهم الجيش منزل أحد المعتدين على الفريق وأوقفه واستردّ منه معدات المحطة.
وأعلنت قيادة الجيش أن وحدة من الجيش تعرضت لإطلاق نار كثيف أثناء محاولتها إنقاذ فريق “الجديد” ما أدى إلى إصابة سبعة عسكريين بينهم ضابطان.

… واعتداء على ثكنة القبة
وليلاً أقدم عدد من المسلحين على إطلاق النار على ثكنة الجيش في القبة وتردد أن شادي المولوي وشقيقه نزار كانا من بين المجموعة التي اعتدت على الثكنة.
وأعقب ذلك اشتباكات عنيفة رد خلالها الجيش على مطلقي النار ما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى.
كما أدت هذه الاشتباكات إلى احتراق منزل لآل القدور مقابل الثكنة.
وتردد أن اجتماعات متلاحقة عقدت ليلاً شاركت في عدد منها الأجهزة الأمنية في محاولة لوضع حد لحال الفلتان على الأرض.

إحالة وتوقيف مسلّحين
في سياق متصل أشارت قيادة الجيش إلى أن وحدات الجيش أوقفت أمس ثلاثة مسلحين كما قامت بإزالة عدد من الدشم والسواتر الحديدية كما أعلنت أن مديرية المخابرات أحالت إلى النيابة العامة العسكرية أربعة موقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة في طرابلس.
وعلى خلفية توقيف أحد هؤلاء عمد عدد من المسلحين إلى قطع طريق دوار الملولة ما اضطر الجيش للتدخل لإعادة فتحها.

جمود وفراغ وترقّب
سياسياً يمكن القول إن الساحة المحلية دخلت مرحلة من الترقب والانتظار القاتلين وكأن عجلة السياسة توقفت كلياً حتى إشعار آخر.
والواضح وفق مراجع مسؤولة بارزة أن الجمود والفراغ هذين مرتبطان بترقب ما يجري في الخارج خصوصاً على صعيد مصير “جنيف ـ 2” الذي يبدو أن موعده المحدد غير مضمون لأسباب عديدة منها:
أولاً: عدم وجود معارضة موحدة لا بل بروز صراعات بين أطرافها ناجمة عن تنوع الولاءات والتمويل.
ثانياً: إصرار المملكة العربية السعودية التي تولت عن قطر قيادة هذه المجموعات ودعمها وتوجيهها على المضي في مخطط الحرب ضد سورية حتى النهاية رغم النكسات التي تعرضت لها ميدانياً وسياسياً.
ثالثاً: عدم وجود قرار حاسم حتى الآن لعقد المؤتمر في موعده لأسباب تتعلق بحسابات واشنطن وحلفائها.

السابق
الجمهورية: إتّصال سعوديّ ببعبدا يشكر لسليمان موقفه
التالي
البلد: حادثة مقلقة في القبة … مَن يوقع بالجيش؟