البناء: استشهاد القيادي حسّان اللقّيس يطرح السؤال حول الفراغ الأمني

كتبت “البناء ” تقول:  في وقت كان الجيش اللبناني يجهد لإعادة الأمن والهدوء إلى طرابلس لإنهاء القتل المجاني في المدينة وعلى وقع الطوفان الذي داهم وأغرق شوارع بيروت ومدناً أخرى والذي يعكس عجز الدولة الكبير امتدت يد الغدر والإجرام إلى أحد قادة المقاومة الإسلامية حسان هولو اللقيس منتصف ليل أول من أمس في الضاحية الجنوبية ما يطرح سؤالاً كبيراً حول الفراغ الأمني في لبنان ويؤكد بالتالي أن أيدي العدو “الإسرائيلي” وجماعات التكفير والتطرّف التي لم تستطع النيل من المقاومة وأبطالها تسعى عبر “خفافيش الليل” للتعرّض لقادة هذه المقاومة في محاولة لتغيير قواعد اللعبة وتسجيل انتصارات وهمية ستبقى وصمة عار في جبين هذا العدو وعملائه مهما كان انتماء الذين امتدت أيديهم للمقاوم اللقيس.
واللافت أن هذا العدوان يأتي في وقت تشتد فيه حملة التصعيد والضغط على حزب الله ومحاولة توسيع رقعة النار في لبنان بأوامر معروفة صادرة عن غرفة العمليات في الرياض التي لم تزل تعاني من وقع الصدمات نتيجة فشل وسقوط رهاناتها على ضرب سورية والنيل من قوتها.
ويبدو أن السعودية ماضية في هذه السياسة التصعيدية لنقل مساحة الحرب أو توسيعها من سورية إلى لبنان مرة عبر التفجيرات ومرة أخرى عبر إشعال مناطق حدودية مع سورية ومرات ومرات عبر المجموعات الإرهابية المتطرفة التي حاولت وتحاول مصادرة قرار مدن بأسرها مثل طرابلس وقبلها صيدا.
كل ذلك يحصل ويهدّد لبنان واللبنانيين بينما تبقى عملية السياسة متوقفة فلا حكومة ولا حوار بسبب الموقف المتعنّت لفريق “14 آذار” وبعض من أخذ يميل إلى تصفية حسابات سياسية شخصية وضيقة تكاد تعمي بصيرته في الأداء والمواقف.
واللافت أمس مسارعة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى الغمز من قناة كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وانتقاده بسبب ما أورده بالنسبة للمملكة العربية السعودية ودورها الأخير.
وجاء موقف رئيس الجمهورية أيضاً بعد ساعات من مسارعة رئيس “تيار المستقبل” النائب سعد الحريري لشن هجوم عنيف من الخارج على كلام السيد نصرالله.

تفاصيل الاغتيال
وكان مسلّحون كمنوا منتصف ليل أول من أمس لحسان اللقيس بالقرب من موقف السيارات داخل المبنى الذي يقطن فيه في منطقة الحدث ـ السان تيريز. حيث أصيب حسب بعض المعلومات بخمس رصاصات في حين لاحظ جيرانه ان ثلاثة مسلحين تسلّلوا من منطقة مشجّرة محاذية للمنزل.

نعي حزب الله
وأعلن حزب الله أن اللقيس اغتيل أمام منزله في منطقة السان تيريز ليلاً ـ ليل أول من أمس ـ وهو عائد من عمله. واتهم الحزب العدو “الإسرائيلي” الذي حاول أن ينال من اللقيس مرات عديدة وفي أكثر من منطقة وفشلت محاولاته تلك.
وأكد أن على هذا العدو أن يتحمل كامل المسؤولية وجميع تبعات هذه الجريمة النكراء وهذا الاستهداف المتكرّر لقادة المقاومة وكوادرها”.

تنديد إيراني وسوري
كذلك صدرت عشرات المواقف المندّدة بالجريمة الجبانة واتهم نائب وزير الخارجية الإيراني “إسرائيل” بالوقوف وراء العملية وقال “من الطبيعي أن تقوم تيارات صهيونية في المنطقة بتمرير أجنداتها وهي شن ضربات ضد المقاومة باستخدام التكفيريين”.
وفي دمشق أدانت الخارجية السورية اغتيال اللقيس وقالت إنه “يأتي في إطار استهداف جبهة المقاومة والممانعة التي تتصدى للمشروع الصهيوني”.

تشييع اللقيس
وقد شيّع حزب الله في بعلبك أمس الشهيد اللقيس وسط حشود شعبية كبيرة ومشاركة سياسية واسعة وتخلل التشييع كلمة لرئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك الذي أكد أن “الأيدي التي اغتالت الشهيد اللقيس ليست بعيدة عن الذين فجّروا في الرويس وغيرها.
وتوجّه إلى الذين يهدّدون ويتوعدون بالقول “إننا لجاهزون ولن نتركهم يهنأون في أوهامهم وسنلاحقهم”.

سليمان وبرّي وميقاتي يندّدون
وفي المواقف المحلية المندّدة رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الاغتيال حلقة جديدة من محاولات إثارة الفتنة الطائفية والمذهبية وضرب حال الأمن والسلم الأهلي في البلاد.
كذلك قال الرئيس نبيه بري إن أسلوب الاغتيال هو أسلوب “إسرائيلي” مؤكداً ضرورة اليقظة في هذه المرحلة لأن العدو يتربّص بنا جميعاً.
بدوره تقدم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالتعزية من قيادة حزب الله مؤكداً ان هذا الاغتيال يهدف إلى افتعال فتنة جديدة في لبنان وضرب الأمن والاستقرار ومشدداً أن القضاء سيأخذ مجراه.

حردان: يحمل دلالات خطيرة
من جهته وجّه رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أحرّ التعازي إلى المقاومة وقائدها السيد حسن نصرالله معلناً إدانة الحزب بشدة للجريمة. وقال “إن هذا الاغتيال يكشف تربص العدو الصهيوني بلبنان والمقاومة وقادتها”. أضاف: “إن استهداف أحد قادة المقاومة في هذا التوقيت يحمل دلالات كثيرة أخطرها تحريك العدو الصهيوني لعملائه وخلاياه وأدواته في لبنان”.

العدو ينفي
وفي القدس المحتلة نفى الناطق باسم الخارجية الصهيونية تورط كيانه بالجريمة زاعماً أن حزب الله يلقي بمسؤولية كل شيء على “إسرائيل” دون أن ينتظر لا أدلة ولا وقائع” في حين ادعت مجموعة تطلق على نفسها “لواء أحرار السنّة ـ بعلبك” مسؤوليتها عن اغيتال اللقيس”.
وسط هذه الأجواء استمرت أصداء المواقف الاستراتيجية التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مقابلته ليل أول من أمس مع قناة “أو.تي.في” ولاقت مواقف نصرالله ارتياحاً لدى معظم الأوساط الشعبية والسياسية باستثناء البعض الذين يركبون الموجة الأميركية ـ السعودية.
وفيما كان من الطبيعي انزعاج رئيس “حزب المستقبل” سعد الحريري لأن أمواله جناها من فُتات العائلة المالكة في السعودية توقفت مصادر متابعة عند استعجال الرئيس سليمان للرد بصورة غير مباشرة على السيد نصرالله وتساءلت المصادر “لماذا هذا الدفاع عن الدور الأسود الذي تلعبه السعودية ليس فقط في تأجيج الأزمة في سورية بل في محاولة إثارة الفتنة الطائفية في لبنان”.

التآمر السعودي مستمر!
وبعد ساعات من اتهام حزب الله للسعودية بأنها وراء الانفجارات والفتن في لبنان لجأت صحيفة “اليوم” السعودية إلى شن هجوم عنيف على حزب الله وعمدت إلى “فبركة” مجموعة واسعة من الادعاءات والمزاعم حول دور الحزب في لبنان والمنطقة ما يؤكد أن حكام السعودية ينفذون المخطط الصهيوني الرامي إلى ربط المنطقة العربية بكيان العدو ومحاولة ضرب قوى المقاومة لهذا العدو.

الجيش يواصل إجراءاته في طرابلس
أما بالنسبة للوضع الأمني في طرابلس فقد شهدت المدينة أمس هدوءاً حذراً بعد ليل هادئ نسبياً حيث سمعت خلاله أصوات القذائف والرصاص بينما استمرت تسمع أمس بعض طلقات القنص بين الحين والآخر بخاصة قرابة الثالثة من بعد ظهر أمس.
وقد استمرت وحدات الجيش اللبناني في اتخاذ الإجراءات المشددة لتثبيت الأمن حيث قامت بإزالة الدشم وتسيير دوريات في مناطق القتال بينما أعلنت قيادة الجيش أنه بنتيجة التدابير الأمنية المتواصلة التي تتخذها وحدات الجيش لا سيما عمليات دهم أماكن تجمع المسلّحين أوقفت هذه الوحدات أربعة مسلّحين لقيام بعضهم بتنفيذ أعمال قنص وإطلاق نار على عسكريين ومدنيين.
كما أشارت إلى أنه جرى أمس إزالة 12 دشمة والعديد من السواتر الحديدية والشوادر.

السابق
الجمهورية: سليمان يردّ على نصرالله والمستقبل على جنبلاط
التالي
البلد: اسرائيل على الخط… وسليمان ينصح