«لكمة» جديدة لنتنياهو.. صفقة «سريعة» مصحوبة باستقالة الحكومة والتحقيق!

بنيامين نتنياهو

إنها “كارثة”.. هكذا وصف الجيش الإسرائيلي الحادثة التي قُتل فيها 21 جندياً وضابطاً، خلال بضع دقائق، والتي تبيّن أنها جاءت في وقت كانت فيه قواته تنفّذ عمليات هدم وجرف لإقامة حزام أمني على طول الحدود داخل قطاع غزة يوم الاثنين، إذ نجحت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بتنفيذ العملية شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

ما حصل كان محور سجال داخلي انعكس على وسائل الاعلام الاسرائيلية اليوم، فالضربة القاسية ساهمت في ابراز الإمتعاض الداخلي على الحرب التي بات ثمنها باهظاً، على الرغم من أن القادة في الحكومة والمعارضة، حاولوا الظهور موحدين في الموقف.

فتحت اللكمة الجديدة التي تلقاها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الباب أمام اظهار الاسى والغيظ حيال سقوط الجنود، وهو أساسا سقوط كان يمكن ظاهرا منعه، بحسب المحللين الاسرائيليين الذين اعتبروا أنه “في الحروب لا يقاس الإنجاز بعدد القتلى في الطرف الآخر بل بعدد القتلى في طرفك، فقتلى يوم الاثنين لم يغير صورة تأييد الشارع الإسرائيلي للحرب لكن في النظرة للمستقبل بفعل الثمن الذي يتم دفعه، إذ أن الخسائر الكثيرة في غزة ستفاقم الخلاف الجماهيري على استمرار القتال”.

قدمت “هآرتس” و”يديعوت أحرونوت” و”معاريف”، عبر أبرز محلليها، قراءة لتطورات الأوضاع على ضفة الحرب، الذين لاحظوا أن “القتال ضد حماس بـأنه بات يشبه القتال في حرب لبنان والتواجد في المنطقة الامنية. فالمسلحون منظمون في خلايا عصابات ويقضمون في ذيل القوات الاسرائيلية، حيث تكفيهم نجاحات محلية منفردة”.

واعتبروا أنه “في ظل غياب الانتصار الواضح فان اسرائيل اختارت التركيز على احصاء الجثث”.

وعلى الرغم من الاعتراف بأن إعادة المخطوفين هي جزء لا يتجزأ من مكافحة الإرهاب، فالمطلوب “أن يكون القادة حكماء ونوقف الحرب لان الجيش أيضا يريد استراحة محارب والناس يريدون ان يعودوا الى ديارهم في الشمال وفي الجنوب”، بحسب المحللين الذين رأوا أنه “في اليمين يحاولون تعليل استمرار القتال في غزة، لكن أزمة المخطوفين تؤثر على الجمهور، وسط تأكيد على أن الشعب والدولة بحاجة الى زعامة أخرى تعفينا من التهديد الوجودي”.

وبحسب التقارير، فانه “في 7 تشرين الاول فقدت اسرائيل القدرة على ردع الاعداء. لذلك، فالشعب يعيش تهديد وجودي زاد عزلته في العالم، لذلك يجب استغلال المصلحة الواضحة لدى الرئيس الامريكي من اجل التوصل الى اتفاق شامل مع السعودية ومع الفلسطينيين ومع دول اخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار أن اطلاق سراح فلسطينيين مقابل المخطوفين والانسحاب من قطاع غزة، ستسبب النشوة لحماس وستمهد الارض لضربة قاتلة مفاجئة”.

بالتوازي، اعتبر المحللون “أن اطلاق سلاح معظم السجناء الفلسطينيين أو جميعهم مقابل اطلاق سراح المخطوفين الاسرائيليين سيسبب في الحقيقة للسنوار وعصابته الشعور باخضاع “العدو الصهيوني”، وسحب قوات الجيش الاسرائيلي من القطاع ووقف النار سيعطي حماس فرصة لترميم قدرتها العسكرية. ولكن في اعقاب المشهد المزيف للانتصار ستدخل حماس الى حالة نشوة اكبر من التي اصابت اسرائيل بعد حرب الايام الستة، النشوة كما هو معروف تنطوي على الغطرسة والعمى”.

في السياق، لفتوا الى “أن اسرائيل لن تجلس مكتوفة الايدي، بل هي ستستخلص الدروس العميقة من فشل يوم السبت اللعين ومن الاخفاقات الاستراتيجية التي سمحت به. وستقوم بعملية فحص داخلية شاملة على مستوى التخطيط والتنفيذ على حد سواء، وستعد بحرص وبشكل جذري ضربة عسكرية مفاجئة وقاتلة توجهها لغزة الحمساوية في الوقت المناسب جدا من ناحيتها”.

ووفق المحللين، فإن “الوطنية التي تفجرت بعد المذبحة في 7 تشرين الأول يتم استغلالها الآن من اجل تحقيق طموحات اشخاص يدفعون اسرائيل من كارثة الى اخرى، فإن المسؤولية ملقاة على اليسار والوسط، ويجب عليهما طرح عدة طلبات مثل انهاء الحرب والسعي بأسرع وقت الى عقد صفقة لاطلاق سراح المخطوفين واستقالة الحكومة والتحقيق في الفشل، فيما البديل هو تعزيز سلطة اليمين وتخليد وجود اسرائيل في القطاع، لذلك يجب على اليسار والوسط الاستيقاظ. كفى لخدمة مصالح اليمين المتطرف ومصالح نتنياهو”.

السابق
الطقس العاصف «يُهدئ» جبهة الجنوب.. ونازحون يتفقدون بيوتهم!
التالي
حداد يُطلق صرخة بوجه المعنيين: اكثر من ٥ مليارات للدولة على طريق الضياع!