بات من الواضح أن طرفي القتال على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، لا يرغبان بالإنتقال من المناوشات المنضبطة تحت التهديد الاميركي، الى حرب واسعة، ف”حزب الله” رغم رفع سقف التوقعات والقول ان كل الاحتمالات مفتوحة، إلا أنه حدّد هدف تدخله بإشغال إسرائيل في حربها على غزّة، أما الجيش الاسرائيلي فينتهج سياسة ضبط النفس مع الإستعداد لخوض حرب واسعة إذا فرضت عليه وتخطى الحزب قواعد الإشتباك.
حزب الله الذي يمارس اللعب على حافة الهاوية يدرك جيدا خطورة الإنزلاق فهو سيجرّ لبنان الى حرب مدمرة
هذه الرغبة بعدم خوض حرب كبيرة لها أسبابها عند “حزب الله” وإسرائيل، رغم أن الظروف الميدانية والإقليمية هي التي تتحكّم بسير المعركة، بحسب مصدر مواكب ل”جنوبية”، ف”حزب الله الذي يمارس اللعب على حافة الهاوية يدرك جيدا خطورة الإنزلاق فهو سيجرّ لبنان الى حرب مدمرة، لا يمكن تحمّل تبعاتها في ظلّ ازمة سياسية واقتصادية واجتماعية يمرّ بها لبنان، هي الأصعب منذ عقود”.
قيادة حزب الله أصبحت تدرك التعقيدات الداخلية التي تواجهه في حال إندلاع حرب واسعة مع دخول سلاح جديد وفتاك لدى اسرائيل
وإذ لفت الى “أن قيادة حزب الله أصبحت تدرك التعقيدات الداخلية، التي تواجهه في حال إندلاع حرب واسعة مع دخول سلاح جديد وفتاك لدى اسرائيل”، لم يقلل من :قدرة سلاح حزب الله التدميرية وتطوير منظومته الصاروخية، إلا أن إسرائيل تملك قدرة تدميرية هائلة شاهدها العالم في غزة ولبنان، لا يمكن تحمل تبعاتها وغير مهيأ لها.
و رأى ان “جرأة حزب الله في البدء بالقصف وتصعيد عملياته العسكرية على الحدود، لا تعني أنه يريد حربا واسعة بل أن احد اسبابه الاساسية، هو اطمئنانه ان أميركا تمارس ضغوطا على اسرائيل لعدم التصعيد مع لبنان، فهي لا تريد حربا قد تجهض الجهود التي كان يبذلها مبعوثها والوسيط اموس هوكشتاين، لاستكمال ملف ترسيم الحدود البرية، فأي حرب كبرى قد تعيد الملف الى دون نقطة الصفر بعد ان كان قد قطع شوطا في المفاوضات”.
خطّة الاشغال والاستنزاف التي اعلن عنها حزب الله قد فشلت فاسرائيل فعلا ارتكبت في غزّة ما لا يمكن أن يتصوره اي عقل بشري
أما في الجانب الاسرائيلي، وفق المصدر عينه، فان “عدم الرغبة بتوسعة الحرب، لا يعني أنها ستقف مكتوفة الأيدي طويلا، امام تكثيف حزب الله لعملياته، ونزوح سكان المستوطنات التي تقع على الحدود مع لبنان، وتخوفهم من العودة الى المناطق الحدودية”.
و توقع أنه “في حال وجّه حزب الله ضربات موجعة لاسرائيل، فقواعد الاشتباك لن تبقى على حالها وسيكون هناك رد مؤلم من اسرائيل في العمق اللبناني”.
وخلص الى أن “خطّة الاشغال والاستنزاف التي اعلن عنها حزب الله قد فشلت، فاسرائيل فعلا ارتكبت في غزّة ما لا يمكن أن يتصوره اي عقل بشري، وفعلت ما تريده حتى الآن ولم تتأثر بما يفعله حزب الله، لا بل ربما ما قام به الحزب من استفزاز، جعلها تمعن في عملياتها وقوتها التدميرية، وتكشف عن وحشيتها كرسالة ردع له للاتعاظ قبل فوات الأوان”.
