تحذير «حزب الله» من حرب شاملة يتصاعد.. والثنائي الشيعي«يتفرج» على معاناة النازحين!

حزب الله
ما تزال المنطقة تغلي على وقع تداعيات معركة "طوفان الأقصى" في فلسطين المحتلة، وما تبعها من فتح جبهات محدودة لمساندة حركة "حماس" وشعب قطاع غزة من قبل اليمن وسوريا والعراق، وأكثرها تفاعلاً كانت الجبهة اللبنانية الجنوبية، التي فتحها حزب الله لنصرة أهالي غزة الذين يتعرضون لابادة حقيقية، بفعل الهجوم التدميري الذي يشنه جيش الاحتلال الاسرائيلي منذ شهر وأسبوع.

فشلت كل محاولات وقف إطلاق النار، والمساعي الدولية في مجلس الأمن، حيث لم تتمكن الدول الكبرى – ومنها روسيا – من فرض قرار أممي لوقف إطلاق النار في غزّة حتى الساعة، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، لم تتمكن من إلزام الجانب الإسرائيلي بهدنة الأربع ساعات اليومية، رغم كونها الداعم الأساسي للعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حركة حماس.

تتلاقي مخاوف أنطونيو غوتيريش مع مخاوف الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون الذي ما زال يوجه نصائحه لحزب الله والحلفاء بعدم توسعة رقعة النزاع

الامم المتحدة تحذر

وعلى وقع المخاوف من توسع رقعة الحرب الدائرة، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن ” قلقه الشديد من احتمالية حدوث ذلك ، لاسيما مع مستويات خطيرة للغاية من العنف في الضفة الغربية ، والوضع الأكثر تعقيداً بشأن ” التوتر بين لبنان وإسرائيل ” على حد تعبيره .

وخلال مقابلة حوارية أجراتها معه قناة CNN الأمريكية ، قال غوتيريش : ” إن القانون الإنساني الدولي يحظر أخذ الرهائن ” .. وأضاف أن ” القانون الإنساني الدولي يعطي الأولوية لحماية المدنيين وهذا ما لا يحدث “.. وعلق على مجريات المعركة بالقول”:القانون الإنساني الدولي ينص على عدم استخدام دروع بشرية من قبل أي طرف “. وختم قائلاً : ” يجب علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لتجنب تصعيد المواجهة، حيث قد يحدث هجوم واسع النطاق لحزب الله مع رد فعل إسرائيلي كبير يؤدي إلى تدمير لبنان بالكامل”.

وتتلاقي مخاوف غوتيريش مع مخاوف ماكرون، الذي ما زال يوجه نصائحه لحزب الله والحلفاء بعدم توسعة رقعة النزاع الذي سوف يحرق المنطقة بأسرها ..

هذا وما زالت الكثير من الأحزاب اللبنانية تحذر من إدخال لبنان في الحرب الدائرة، بما في ذلك من أثر على مجمل الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في البلد المنكوب، الذي ما زال يعاني من نهب أموال الشعب ومن عدم استقرار في الوضع النقدي ..

معاناة النازحين الجنوبيين

وينضم إلى فريق المعارضين للحرب الشاملة، بين “حزب الله” وحلفائه وبين إسرائيل وداعميها من بوابة الجنوب اللبناني، الشيعة المستقلون الذين لا ينسجمون مع الثنائي الشيعي في الرؤية والمواقف السياسية، والذين بدأوا يعانون من ويلات القصف الصهيوني اليومي والتهجير من القرى الحدودية، كما بدأت معاناتهم في محاولة إيجاد المأوى لهم ولعائلاتهم في المناطق الآمنة، التي لا يوافر لهم “حزب الله” فيها المأوى، فيتركون لملاقاة مصيرهم في هذا الجانب، في ظل أزمة بيوت غير مسبوقة بسبب وجود النزوح السوري المتفاقم، والذي تجاوز المليونين ونصف مليون نازح سوري حتى الساعة.

بدأت معاناة النازحين الجنوبيين في محاولة إيجاد المأوى لهم ولعائلاتهم في المناطق الآمنة التي لا يوافر لهم حزب الله فيها المأوى فيتركون لملاقاة مصيرهم

احدى النازحات وهي سيدة مريضة بالسرطان، انتقلت بصحبة والدتها المسنّة من بلدة عيثا الشعب الحدودية الى عرمون، بسبب شدة القصف الاسرائيلي، قالت انها دفعت مبلغ 500 دولار بدل ايجار شهري لشقة مفروشة، ولكن لم يعد معها مال من أجل التمديد لشهر ثانٍ، وهي طلب المساعدة من احد الاخيار كي تنتقل الى مكان مؤقت بعيد عن الخطر دون كلفة مادية لا تستطيع تحملها!

وبالسؤال عما اذا كانت ذهبت الى المكاتب الاجتماعية الخاصة بحزب الله او حركة امل، أجابت ان مساعدة حزب الله تقتصر على تقديم مواد غذائية بسيطة، وفرش اسفنج للنوم حسب عدد افراد العائلة، وهي مساعدة ضئيلة أيضا!!
السؤال، كيف يفتح “حزب الله” الجبهة الحدودية مع اسرائيل وينخرط في اشتباكات يومية ضد جيش العدو، ولا يؤمن لسكان قرى المواجهة اسباب الصمود، وأهمها مأوى ومسكن مؤقت للاهالي على الاقل، يكون بديلا عن بيوتهم المستهدفة بالقصف المدفعي والصاروخي، الذي أوقع حتى الان 10 شهداء من المدنيين وعشرات الجرحى؟

واذا كانت هذه السيدة النازحة من عيتا الشعب قد رحمها بعض الموسرين، وأعانوها بالتكافل الاجتماعي، وهو سمة الشهامة الجنوبية ، فان حزب الله وحركة أمل كممثلين للطائفة الشيعية في الحكومة والبرلمان، مطالبان بقوة ان يتحملا مسؤولية النازحين الجنوبيين، خصوصا الحزب الذي يملك عددا كبيرا من المؤسسات الاجتماعية التي انشأها لمساعدة الناس في زمن السلم…فما بالك في زمن الحرب؟

السابق
طهران أبلغت واشنطن بعدم رغبتها في تصعيد الصراع بغزة
التالي
«حزب الله» يفشل في «إشغال» إسرائيل.. ودمار غزة خير دليل!