عائلات قيادات حزب الله إلى أماكن آمنة وحاضنته الشعبية تحت نيران القصف

عائلات الحاضنة الشعبية
تحت نيران القصف، عائلات قادة حزب الله تُنقَل إلى أماكن آمنة. هل كانت هذه الخطوة مجرد تدابير احترازية أم لها خلفيات أخرى؟

أصدرت قيادة حزب الله العسكرية في بداية شهر كانون الأول من العام الفائت قراراً يقضي بتشكيل لجنة أطلق عليها مسمى “لجنة النقل”، من مهامها بتحديد أسماء القادة الراغبين بنقل عائلاتهم من الأراضي اللبنانية وجنوب لبنان الى أماكن آمنة داخل الأراضي السورية، بهدف جعلهم بعيدين عن أماكن وعمليات القصف والتوتر التي تشهدها مناطق نفوذ الحزب وخاصة في جنوب لبنان، واتخذ الحزب هذا الإجراء بعد ازدياد حدّة التوترات نتيجة عمليات القصف المتبادل مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.​

وأكدت مصادر خاصة أن قيادة الحزب عقدت اجتماعاً وضعت فيه خطة إخلاء سريعة لعائلات القادة، خاصة تلك التي تسكن في المناطق الحدودية جنوبي لبنان والمناطق المتوقع ان تشهد عمليات قصف واستهداف، والسبب حسب وصفهم “حتى يصفى ذهن القادة للجهاد”. فيما أوصى قادة آخرون في الاجتماع أن تجري عمليات النقل خلسة حتى لا يظهر ذلك أمام أعين القاعدة الشعبية للحزب والظهور أن الحزب يهرّب عائلات مقاتليه بينما يترك أبناء المنطقة لمصيرهم، الأمر الذي سيؤدي إلى تدهور شعبية الحزب وسينفض عنه الناس الداعمين لمواقفه في حرب متوقعة ضد إسرائيل.​

وبحسب المصادر، إن قيادة الحزب العسكرية سلمت قيادة اللجنة للقيادي “عماد مكي” الذي كان من مهامه أن يقوم بتسجيل أسماء عائلات القادة الراغبين بنقل عائلاتهم أو أقاربهم من الدرجة الأولى الى الأراضي السورية، حيث قام بزيارة عدد كبير من القادة وسجل أسماء عائلاتهم بينما، رفض البعض نقل عائلاتهم إلى سوريا وطالب بتأمين مساكن لهم في مناطق شمال لبنان تكون بعيدة عن الحرب مثل المناطق الحدودية مع سوريا والتي يملك الحزب سيطرة أمنية عليها.​

وأكدت المصادر أن اللجنة سجلت أسماء أكثر من 700 عائلة لنقلها الى الأراضي السورية، من بينها عائلات قياديين كبار بالحزب وأقارب من الدرجة الأولى لهم، وأيضن منها أقارب لقادة سياسيين تابعيين للحزب، وأكدت المصادر ان حركة أمل طلبت نقل عشرات من عائلات قادتها أيضا ضمن المجموعات التي سيجري نقلها، وحركة “أمل” هي حركة سياسية عسكرية موالية لحزب الله ويقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري.​

وأشارت المصادر إلى أن قيادة الحزب طلبت من “مكي” أن يتم نقل العائلات ليلاً وبسيارات مدنية وألا تجري عمليات النقل بحافلات كبيرة حتى لا يكتشف سكان المنطقة التي تخرج منها تلك العائلات عمليات النقل حتى لا يؤثر على شعبية الحزب، خصوصاً المناطق المحاذية للشريط الحدودي والتي كانت تتعرض لقصف إسرائيلي مكثف ولم تقدم أي مساعدة تلك العائلات على النزوح منها، بل على عكس من ذلك وصف المكتب الإعلامي التابع للحزب من سيقوم  بالنزوح  وما أسماه  “الدفاع عن لبنان”  بـ “بلا شرف” وتطلق عليه أوصاف شنيعة مع ترويج خطاب دعائي بتحدث عن وجوب التمسك  بالأرض والدفاع عنها​

من جانب اخر أفادت مصادرنا ان الحزب اختار مناطق قدسيا وقرى الأسد ويعفور كمسكن للعائلات التي يجري الانتقال إليها، حيث سيطر الحزب على مئات المباني والمنازل.  وأسكن الحزب عائلات القادة الكبار في مزارع كبيرة سيطر عليها الحزب سابقاً بينما يتم وضع عائلات القادة الاخريين في مباني سكنية كان الحزب سيطر عليها مسبقا بعد بسط نفوذه على المناطق المذكورة اثناء مشاركته بالقتال الى جانب النظام السوري لقمع الثورة السورية.​

وبدأت عمليات النقل في بداية شهر شباط الماضي حيث جرى البدء بنقل العائلات من خلال استخدام سيارات خاصة احضرها الحزب من الأراضي السورية وجرى استخدام معبر غير رسمي واصل بين منطقتي عرسال اللبنانية ودير عطية السورية لعبور السيارات وهو معبر كان يستخدمه الحزب سابقاً للنقل وتحركات مقاتليه بين سوريا ولبنان.​

ويجري نقل العائلات من الجنوب الى منطقة رأس بعلبك ومنها الى عرسال ثم الى الأراضي السورية ومنها الى مناطق قدسيا ويعفور وقرى الأسد.​

السابق
بالفيديو: اعتداء مشين على محامية في بيروت.. وسحلها في الشارع!
التالي
حرب «ما بعد المئتين».. معارك الجنوب على سخونتها!